رواية دقة قلب بقلم منى عبدالعزيز ومروة حمدي

موقع أيام نيوز


لمعه اعيونها وحماسها الشديد وتفاعلها معه وهو يتحدث ليتهند بحزن لم يعد قادر علي هذا الفراق لتاتيه على باله فكرة يقف سريعا من مكانه يذهب للخزانه ويقوم بتغيير ملابسه ويهبط بسرعه لاسفل مرة أخرى ولكن بحاله غير حالته التى صعد عليها لتقابله عمته ايه
رايح فين يايوسف يابنى فى الوقت ده 
ليجيبها يوسف بصوت يملاءه الشجن رايح لمراتى 

ليدخل الغرفه يستند على الباب بظهره بعد غلقه يتأملها وهى نائمه متكوره على نفسها لطالما اتخذت هذة الوضعية عندما تشعر بالحزن ليستلقى بجانبها يمد يده يسحبها إليه لتعتدل باتجاهه تضع رأسها فى عنقه ټشتم رائحته 
رحاب بنعاس يوسف تعرف انى كنت لسه بحلم بيك 
يوسف بشجن وياترى حلمتى ايه 
رحاب مغمضه العينين حلمت انى فى حضنك نايمه على صوت دقات قلبك 
ليشتد فى ضمھا يوسف مش عارف انام ولا لاقى راحه طول مانتى بعيده عن حضنى ياريرى ليذهبا سريعا فى نوم عميق ينعم فيه كلا منهما بالطمأنينة والراحة التى افتقدها الفترة الاخيرة بعيد عن الآخر 
فى مكان ما يجلس على مقدمه سيارته المركونه بإهمال على أحد جانبى طريق صحراوى ينظرللسماء أعلاه كأنها قريبه منه لايوجد مسافه بينهما يكاد يمسك نجومها بيده ليله لاقمر فيها ولكن النجوم تضئ سمائها تجذبه لمعتها تذكره بلمعه لعيون شغلته منذ الليلة الماضية ليتردد صدى أخر كلماتها فى أذنيه ومع كل مرة يشعر بنغزات فى قلبه هو بالأساس لايعرف كيف وصل لهنا هو فقط هرب بسيارته بعد رحيلها يسير فى الطرقات بلاهواده حتى استقر به الحال هنا يضع يده على قلبه يتنهد بعمق عده تنهيدات متتاليه تجرحه كسكاكين بقلبه ليحدث نفسه ياترى تقصد ايه بكلامها أول مرة اشوف نظرة احتقار غريبة في عيونها وايه الكلام ال قالته قدام البقف ال كان واقف ده ليتسطح على ظهره ولازال نظره معلق لأعلى يحدث النجوم عينيها كنت لما بشوفها الاقى فيها نور بيخلينى دائما عايز اشوفه واشوف صورتى جواها ليضحك ضحكه صغيره ياما وقفتها فى الشمس علشان اشوف اللمعه اوضح وياما اخدنا ضربه شمس بسبب الموضوع ده لعبها كله كان معايا انا وملاك لتمر زكرياتهم سويا منذ الطفولة وكأنها شريط سينمائى ظل على
جلسته فتره طويله ذهب خلالها فى نوم عميق كانت تلك العيون وصاحبتها بطله أحلامه وكأنها أقسمت الا ترحمه حتى فى نومه لم يشعر بمرور الوقت لم يفق الا على الالم يشتد في صدره ويتناثر العرق على وجه بشده يشعر بالبروده تجتاح جسده يرى بزوغ الفجر حوله ليعتدل فى جلسته يشعر بدوار شديد ليتحامل على نفسه صاعدا سيارته يفتح زجاجه الماء يبلل شفتاه وينطلق بالسيارة سريعا قاصدا منزله
يستيقظ ذلك العاشق لزوجته من نومه بعدما رن تنبيه الهاتف بجانبه بصوت منخفض ليزيح خصلات شعرها يقبل جبهتها ليتفتح عينيها تبتسم له 
يوسف انا لازم ارجع اوضتى دلوقتى قبل ما ماما تيجى 
لتزم شفتيها بتزمر كالاطفال ليلتقطهم بين أصابعه يحدثها كأنها طفله صغيرة 
يوسف احنا قولنا ايه هاجى لما هى تطلع واطلع قبل ماهى تيجى مش عايزين قمص 
رحاب مش هفطر من غيرك
وانا مش هتاخر عليكى ليقبلها برقه ويرحل مسرعا يتلفت حوله حتى وصل لشقته لم يعلم برؤيه جده له 
بينماالأخرى استيقظت مبكرا جدا تجهز نفسها لتنزل سريعا للمطبخ تقوم بإعداد مااشتهته كنتها بمهاره عاليه فهى ماهرة للغليةفيما يخص الطهى لتضعه على أطباق وبجانبه العسل الابيض والجبن لتدخل الغرفه وهى تتحدث 
رحاب ريرى حبيبتى يالا قوومى بقا شوفى انا عملتلك الفطير ال طلبتيه سخن اهو وبناره لتضع ماتحمله على الطاولة جانبها وتذهب لفتح الستائر وهى تتحدث واضح أن انهارده هيبقى يوم جميل الهوا حلو اوى ومنعش لتستدير لها تجده قد اعتدلت فى جلستها 
رحاب صباح الخير يااانطى
آمال صباحك رضا ياحبيبتى يالا بقا جهزتلك الفطار إللى طلبتيه يالا علشان ميعاد ادويتك
رحاب وهى تبتلع ريقها بصعوبه تسلم ايدك اكيد هيكون جنان كالعاده بس ممكن استنى يوسف هنفطر سوا 
آمالازاى ولو اتاخر فى ميعاد للدواء ماينفعش يتأخر 
لتبتسم رحاب كالبلهاء وهى تنظر خلف تلك الواقفه تحدثهالتنظر آمال إلى ماتنظر عليه لتجد يوسف يقف ببسمه وقد تجهز بالكامل 
يوسف صباح الخير يااامى ليقبل رأسها ويذهب لزوجته صباح الخير ياحبيبتى ليجلس بجانبها وهى يحاوطها بزراعه وينظر لوالدته 
يوسف ماتقلقيش مافيش تأخير ولاحاجه بس الله ينور عليكى ياامى ريحه الفطير ماليه البيت ليتناول الاطباق ويبدأ بإطعام زوجته تحت استغراب علياء الشديد 
بينما بالاعلى جالسه على فراشها تعيد قراءة تلك الكلمات التى أرسلها زوجها مرة تلو الأخرى هى كذبت على جدها بخصوص تواجده مع صديق مريض ولكن ايمكن أن تتحول الكذبة الى حقيقه يخبرها بانشغاله مع أحد أصدقائه ليومين كاملين فى مدينه اخرى والاتقلق عليه وأنه هو من سيهاتفها لكى يطمئن عليهم لم تذق طعما للنوم تشعر بتقلص امعاءها بشده وثقل غريب على قلبها تشعر بالضيق وكان هناك من يمسك بعنقها لتستغفر ربها سريعا تدعو أن تكون الأمور بخير لتذهب لإيقاظ أبناءها والهبوط لتناول الإفطار
فى الشقه الخاصه بعامر ومريم تقف أمامه تعدل من وضع رابطه عنقه وجنتيها متورده من الخجل فزوجها يمطرها بكلمات لم تسمعها منه قبلا تشعر وكأنها عروس جديد تغزله بها جددت عشقها له من جديد لتزيد لمعه عينيها وتتسع ابتسامتها وهى تتذكر مااخبرها به عن خالد وملاك قلبها يحدثها أن ابنها سيعود من جديدلاحضانها قريبا 
عامر وقد لاحظ شرودها 
ممكن اعرف قلبى انا سرحان فيه 
مريم فرحانه فرحانه اوى ياعامر 
ليقربها منه يضمها له ووممكن اعرف السبب 
مريم خالد أبنى لسه زى ماهو بأخلاقه التى تربى عليها وملاك بنتى اطمئنت عليها هى كمان أنها بقت فى ايد امينه
عامر عارفه أنا فخوربيه اد ايه لوشفتيه وهو مولع لما خرجت علينا وقتها 
مريم بضحكه كان نفسى اكون موجوده بس فؤاد ده كارثه 
عامر فعلا عندك حق بس تعالى هنا وانا ماليش نصيب فى فرحتك دى ولا ايه
مريم بهمس جانب أذنه
انت الفرحه كلها ياعامر 
ليرقص قلبا طربا على تلك الكلمات ليكلمها بهمس هو الآخر انا بقول لسه بدرى على الفطار ليحملها بين يديه وسط ضحكاتها يعوض كلامنهم ليالى جفاء طوال مرت عليهم يشتاق أحدهم للآخر وهو بجواره
وذلك العنيد يستيقظ على أحد يدفع به برقه وصوت يحادثه 
كفايه كده نوم هتتاخر يالا قوم 
ليفتح عينيه يجدها تقف بجانب الفراش ليبدأ بالتحدث 
لتباغته هى بسرعه صباح النور الحمام جاهز وهدومك كمان 
ليهز رأسه بياس حيث يبدو أنها لن تستسلم بسهولة زوجته ويعرفها جيدا ولكنه أشتاق لها بشده نعم هى أمامه ولكنه أشتاق لتلك الأفعال الشقية التى تدفعه للجنون دلالها عليه توديعها له مكالمتهم سويا بعد وصوله الرسائل التى تمطره بها أثناء عمله وقوفها فى انتظاره واستقباله كمن غاب لعده ايام وليس ساعات يشتاق لكل هذا نعم إذا قال عنه أحدهم أنه مچنون يشتاق من يوم وهى أمام عينيه فنعم فهو المچنون بعشقها ليذهب إلى الحمام بغيظ يريد تحطيم ذلك الرأس اليابس ثم تقبيلها لتنظر هى فى أثره وهى تراه يتمتم بكلمات لم تصل لمسامعها ويتعارك مع المنشفه بيديه لتضحك بحزن هى تشتاق له كثيرا ولكن إذا تراجعت فستندم وستفقد أحلامها وبعدها شغفها وبالتدريج ستفقده هو 
ليخرج ياسين من المرحاض
تلمع عيناه بمكر
ياسين لنفسه ماهو لازم اطلع غيظى لتنقط اكيد فى غلطه فى ام الليله دى من امتى الهانم بتحضر الحمام مابنحضره سوا 
لينظر حوله يتفرس الغرفه اممم 
ياسين لا لعباها صح وفطار فاخر فى الاوضه ووافقه مبتسمه زى الهبلة 
ياسين بصوت عالى انا هفطر تحت مع الجماعه علشان نفسى تتفتح على الاكل 
لتؤم رأسها بنفس الابتسامه 
مروةاوك مافيش مشكله 
ليرفع حاجبه لها محدثا نفسه تيب خدى التقيله بقا ليرفع صوته والبدلة دى مش عجبانى غيريهالتنظر له تفهم جيدا ما يحاول فعله 
مروة بنفس الابتسامه المستفزة له حاضر ثوانى وتكون غيرها جاهزة يا ياسي ياسين
لتتجه الخزانه وهو يقف خلفها يكور يديه يمنع نفسه بصعوبه من لكمها عدة مرات متتاليه لتخرج له بدله أخرى أقل ماسيقال عنه إذا ارتداها مهرج فى سيرك 
ياسين بعناد لا مش عجبانى 
لتهدئ من نفسها تحاول الثبات على نفس الابتسامه لتوليه ظهرها تخرج أخرى بعدما تحولت ابتسامتها لعض على شفتيها بغيظ وحنق لتستدير له ترفع له أخرى وكما يقال كل قطعه من وادى 
ياسين بسخرية ده انا لو شحيتها مش هتطلع كده
فلقد كان القميص اخضر مع جاكت ابيض ومنطلون اسود 
بعد اذنك يابيبى اصل ذوقك واضح أنه بعافيةانهاردة ليزيحها من أمامه بخفه يقف أمام الخزانه يدندن بتشفى وهو يرى تعابير وجهها الغاضبه ليخرج جاكت من اللون الجملى على بنطال من الجينز وقميص أبيض 
ليمرر من أمامها يرفع أنفه لأعلى 
ياسين بهمس جانب أذنها هو انا ليه شامم ريحه شياط
ليقف بعد ارتداءه لملابسه أمام المرأة يهندم خصلات شعره باهتمام وهى تضع يدها على قلبها تكاد تصاب بذبحه تنظر له بغيظ ليكمل وهو يضع من ذلك العطر الذى تعشقه وقد حذرته اكتر من مرة الا يضع منه الا وهما سويا سويا فقط لينثر منه ببزخ لتنظر له ببلاهه فلقد اهلكت قلبها طلته وهى زوجته فما بال الأخريات لتفقد السيطرة على نفسها ستقتله نعم تقتله ولن تسمح له بالخروج هكذا تنظر حولها لتجد مزهرية موضوعه جانبها لتمسك بها ليرفع هو نظره فى المراه بعد انتهاءه من ارتداء ساعته الروليكس لتتقابل مع نظراتها المرعبه 
يبلع ريقه بصعوبه محدثا نفسه هو انا عكيت ولا ايه ليجدها ترفع المزهريه تنظر لها كالمجذوبه ثم نظرت له ببتسامه مخيفه
ياسين لا هو انا عكيت الجرى هنا الجدعنه كلها 
ياسين بصوت عالى هسبقك على تحت ياحبيبتى قالها وهو يخرج بسرعه تسبق الريح وهو يراها تهم برمى المزهريه عليه ليغلق باب الغرفه عقب هروبه وما كاد يتنفس براحه لتنتفض جسده اثر صوت ارتطام المزهريه بالباب وصوت تحطمها 
يابت المجانين لينزل للاسفل طالقا ساقيه للريح
بينما بالاسفل بعد تجمعهم يجلس الجد فى مكانه لايروقه حال أسرته يشعر بتشتتهم وضياع كل مابناه فى سنين عمره 
تتلفت آمال بجانبها فلقد صعدت غرفتها بعد افطار رحاب ولم تجد زوجها بالغرفه لتميل على ابنتها 
آمال اسماء ماتعرفيش باباكى فين
اسماء بابى نزل يخلص شغل ضرورى واخد معاه شنطه هدومه علشان هيروح على المطار من بره لبره
لتصمت آمال تنظر لطبقها بحزن فلقد نست أمره لم تودعه ولم تحضر له حقيبته بل لم تجلس معه حتى للتحدث منذ فتره لتتجه للمطبخ بوجوم تحضر كوب من الحليب لكنتها
بينما ايه وحنان تحاول كلا منهم التخفيف عن الأخرى وتمثيل أن الأمور بخير حتى لا يثيرا القلق ليهبط عامر مريم متشابكى الأيدى يلحظ الجميع تلك السعاده والإبتسامة التى تزين ع وجوههم لتنتقل لهم بشكل تلقائى 
ليهمس
 

تم نسخ الرابط