تائهة بين جدران قلبه بقلم دعاء الكروان

موقع أيام نيوز


لو يوسف بنفسه جالى و طلب ايدك منى بدون أى ضغط من أى مخلوق كان سامعة 
كان جوابها الصمت و الدموع المتدفقة من عينيها فهى تشعر اﻻن بأن آمالها فى الزواج من يوسف ټنهار و ما من سبيل اﻻ ان تخضع ﻻوامر أبيها لحين إشعار آخر
الفصل العاشر
غادرت سهيلة غرفة المكتب على الفور و اتجهت نحو غرفتها وارتمت على سريرها تنعى حالها بوابل من الدموع فﻻبد من معجزة تدفع يوسف لطلب يدها من أبيها

هدأت قليﻻ بعد نوبة بكاء ضارية و قررت أن تهاتف صديقتها لينا لكى تحكى لها ما حدث لعلها تخفف عنها قليﻻ كما تظن
سهيلة بصوت متحشرج من أثر البكاء ألو إزيك يا لى لى عاملة إيه 
لينا أنا كويسة مال صوتك متغير كدا ليه انتى كنتى بتعيطى 
لم تسطع ان تسيطر على بكائها و انخرطت فى البكاء مجددا ثم قصت على صديقتها ما حدث منذ قليل مع أبيها تصنعت لينا الحزن و التعاطف مع صديقتها بينما كانت تضمر لها الشماتة فقالت لها حبيبتى يا سولى هتفضلى ف العڈاب دا لحد إمتى 
سهيلة باڼهيار انا مش هتجوز حد غير يوسف لو ماتجوزتهوش ھموت نفسي ااااه
لينا اهدى يا بنتى بس حرام عليكى نفسك اهدى بس و كل مشكلة و ليها حل
سهيلة و ما زالت على نفس الحال حل ايه دا بس اللى هيخليه يطلبنى للجواز دا دماغه حجر
لينا ان كان هو دماغه حجر فانتى دماغك من حديد و مسيرك هتوقعيه و بكرة تقولى لينا قالت
سهيلة عارفة يا لينا أنا عايزاه يتجوزنى باى طريقة مش مهم يكون بيحبنى نتجوز بس و انا هعرف أخليه يحبنى ااه انا ھموت يا لينا ھموت
إبتسمت لينا بتشفى و تصنعت الحيرة و الحزن ﻻجلها و قالت لها سبينى بس أفكرلك ف أى خطة كدا تخليه يضطر يتجوزك طالما مش فارق معاكى بقى الحب من
عدمه
دب اﻻمل بداخلها و ردت عليها بابتسامة بلهاء و هى تكفكف دموعها بظهر يديها كاﻻطفال بجد يا لى لى هتساعدينى 
لينا طبعا يا قلبى هو احنا لينا غير بعض 
سهيلة حبيبتى ربنا يخلينا لبعض و ما يحرمنى منك
ابتسمت لينا بخبث و راحت تفكر كيف ستفسد حياة صديقتها عفوا فلنقل عدوتها فمثل هذه الفتاة ﻻ تستحق لقب صديق فهى ﻻ تريد لسهيلة أن تكون أفضل منها
فى شركة ال سليمان
قاربت الساعة على الرابعة عصرا و هو موعد إنتهاء الدوام بالشركة فعند زينة أخبرها العم ابراهيم بتحضير عصير الليمون الذى طلبه يوسف لتوه و بعدها تستأذن منه حتى تنصرف الى بيتها
طرقت باب مكتبه فأذن لها بالدخول فتحت الباب و تركته مفتوحا و تقدمت خطوة الى الداخل فرفع بصره من حاسوبه الشخصى و نظر لها قائﻻ حطى العصير على الترابيزة بتاعت الصالون وأشار لها عليه ثم أعاد بصره مرة أخرى للحاسوب بينما هى وقفت لوهلة تتأمله وهو منهمكا فى عمله مرتديا نظارة طبية جعلته أكثر جاذبية حاولت كبح بسمتها حتى ﻻ يلحظها و تحركت نحو الصالون الموجود باحد اركان الغرفة
الواسعة و وضعت العصير على الطاولة الصغيرة ثم
إتجهت بالقرب من مكتبه فحمحمت و قالت احم تؤمرنى بأى حاجة تانية يا يوسف بيه 
نظر لها من وراء نظارته الطبية و قال لها بابتسامة ودودة شكرا يا زينة تقدرى انتى تروحى و بكرة ان شاء الله قبل 8 تكونى موجودة
أماءت له باﻻيجاب و قالت ان شاء الله حاضر عن إذن حضرتك استدارت لكى تنصرف و لكنه نادى عليها فإلتفتت له قائلة نعم يا يوسف بيه 
يوسف أوﻻ بﻻش يوسف بيه دى خليها مستر يوسف زى باقى الموظفين ما بيقولو ثانيا حبيت افكرك بس بالسى فى بتاعك تجيبيه معاكى بكرة إن شاء الله  
زينة بتلجلج طفيف ح حاضر اكيد طبعا مش هنساه انصرفت من أمامه بخطوات بطيئة فهي أصبحت تتمنى المثول أمامه ﻷطول قدر ممكن فحقا بوسف مختلف تماما عمن رأت من الرجال فهى ترى تلك الهالة من الوقار و الرزانة التى تحيط به بوضوح تام هو بالطبع ليس فريد من نوعه في هذا العالم و لكنه بالنسبة لها هو كذلك فى عالمها هى و فى وسطها التى نشأت و تربت فيه  
غادرت الشركة و استقلت سيارة أجرة الى حيث مسكنها كانت جالسة فى السيارة شاردة الذهن فى أحداث يومها اﻻول مع يوسف فتارة تبتسم عندما تتذكر إبتسامته الوقورة و طريقة مناداته لاسمها و تارة تغضب عندما تتذكر تفحصه لمﻻبسها و تركيزه فى عينيها تارة تشعر أنه مختلف و تارة تشعر بأنه مثله كمتل اى رجل تعاملت معه من قبل أصبحت فى حيرة من أمرها هل تصدق وصف على الرفاعى اه أم تصدق وصف العم ابراهيم ام تترك الحكم للايام 
و لكن الذى تعرفه اﻻن أنه استطاع أن يقلب كيانها و يشغل تفكيرها من أول يوم فماذا سيكون الحال فى اﻻيام المقبلة ﻻ ﻻ يا زينة يجب أن تتحلى بالقوة و الثبات و أﻻ تتركى لقلبك العنان حتى لا تقعين بشباك الحب بدﻻ من أن توقعيه انتى بشباكك هكذا أخذت تنهر نفسها و عزمت أمرها بأن تسيطر على ذمام قلبها و ﻻ تتأثر به فهى قبلت هذه اللعبة حتى تثبت أن رجال بنى ادم كلهم سواء و قبل هذا يجب عليها أن تنجح بمهمتها حتى يتسنى لها الحصول على المقابل المالى الذى سينتشلها من حكم جﻻل و سهام و تصبح حرة نفسها
عند يحيى فى لندن
كان جالسا على مكتبه فى الشقة التي استاجرها مدة مكوثه فى لندن منهمكا فى دراسته على الحاسوب فأتاه اتصاﻻ من عمار فأغلق حاسوبه و زفر بارهاق و لمس زر الرد ووضع سماعة الاذن فى أذنيه و اتجه الى مطبخه لكى يعد لنفسه فنجان من القهوة و رد عاة صديقه قائﻻ حبيبى و الله اتصلت ف وقتك
عمار كيفك حبيبى اشتقتلك كتير
يحيى و انا كمان اشتقتلك معليش يا عمورى مشغول جدا ف الدراسة انت اللى عامل ايه
عمار انا كتير منيح ما راح تيجى 
يحيى مش عارف انا نفسي اغير جو اصﻻ
عمار خﻻص خلينا نتقابل المسا
يحيى اوكى هنخرج فين 
عمار خلينا نتقابل بالكافيه يا زلمة
يحيى تانى يا عمار ﻻ ﻻ يا عم خلينا نتقابل برة أحسن
عمار ههههه ليش بقا !
يحيى كفاية اللى حصل المرة اللى فاتت انا مش عايز احتك تانى باﻻخت دى
عمار و الله ديما بنت كتير مهضومة انت ما بتعرفها لما تحكى معا راح تحبها كتير
يحيى ﻻ ﻻ عايز احبها
و ﻻ تحبنى دى بنت تنكة و لسانها متبرى منها
عمار خلاص يحيى انا ناطرك بالكافيه المسا و ما راح اقبل أعذار اوكى 
يحيى بقلة حيلة اوكى يا عمورى انا مقدرش على زعلك
عمار تمام بخاطرك 
يحيى سﻻم
أغلق الهاتف و أخذ يهز رأسه يمنة و يسرة بأسف و قال لنفسه يﻻ هروح بقى و امرى الى الله ثم اتجه لمكتبه مرة أخرى و فتح حاسوبه ليكمل دراسته
عند يوسف بالشركة
شرب العصير و غادر الشركة بعد مغادرة
 

تم نسخ الرابط