تائهة بين جدران قلبه بقلم دعاء الكروان

موقع أيام نيوز


يراها شقيقه يوسف و تصبح سهيلة ليس إلا أخته الحبيبة
رد عليها بنبرة حزينة يلا هانت يا سولى
سهيلة عارف يا يحيى انت احن من يوسف و ساعات بحس ان انت بتحبني اكتر منه
ارتبك كثيرا و احمر وجهه و تعرق جسده على إثر سماعه لتلك العبارات و ظن أنها كشفت أمر حبه لها إلى أن أكملت حديثها بمرح مكنتش حبيتك انت ! 
تنفس الصعداء بعدما أحس من نبرتها أنها كانت تمازحه و قال لها القلب و ما يريد بقى يا سولى

سهيلة فعلا القلب و ما يريد سكتت قليلا ثم اردفت عرفت ان بابا جايبلى عريس
يحيى بدهشة عريس! لا محدش قالى
سهيلة ايوة يا يحيى و المرادى بابا مصمم حتى يوسف كمان قعد معايا عشان يقنعنى أوافق و قالى أدى نفسك فرصة تتعرفى على شخص تانى يمكن تحبيه تصور يوسف حبيبى هو اللى بيقولى كدا
شرد فى هذه الكلمات القلائل و التى و كأنها قيلت له هو و ليس سهيلة فيوسف محق فى ذلك و لو يعلم أن شقيقه يحب من لا تشعر به و لا تحبه فسوف ينصحه بذات النصيحة خرج من شروده قائلا بتأكيد على فكرة بقى يوسف عنده حق و كلامه مظبوط مية ف المية
سهيلة بخيبة أمل كبيرة انت دايما كدا بتغلطنى و تأيد كلام يوسف
يحيى بجدية سهيلة انتى
عايزاني اقف معاكى ف الغلط عشان تتبسطى يعنى اومال بتكلميني ليه و عايزة نصيحتي ليه طالما شايفة ان انا بغلطك و بأيد يوسف 
سهيلة بس يا يحيى
قاطعها منهيا الحوار من غير بس قولتلك مېت مرة قبل كدا يوسف مش هيتغير و حافظى بقا على شوية الكرامة إللى فاضلينلك
ردت بمزيد من الحزن و الألم يعنى انت شايف كدا يا يحيى
يحيى بصوت مرتفع قليلا ايوة و وافقى ع العريس دا عشان خاطر عمى راشد ريحيه و فرحيه بقى يا سهيلة
سهيلة بنبرة حزينة خاڤتة حاضر يا يحيى هوافق 
هوافق و إللى عايزه ربنا هو إللى هيكون
يحيى ببعض الإرتياح الله يفتح عليكى كان فين الكلام دا من زمان ! 
سهيلة لما ربنا أذن ثم اردفت متصنعة المرح يلا روح نام بقى انا صدعتك النهاردة
رد عليها بابتسامة يا ستى صدعينى كل يوم ميهمكيش اهم حاجة تبقى كويسة و مبسوطة
سهيلة شكرا يا احلى أخ ف الدنيا سلااااام 
يحيى مقهقها سلام ثم قال بصوت خاڤت غير مسموع سلام يا واجعة قلبى
فى صباح يوم جديد على أبطالنا يوسف و زينة
استيقظت زينة مبكرا و ارتدت ملابس مناسبة عبارة عن بنطال جينس ازرق واسع تعلوه كنزة طويلة رمادية بأحكام طويلة و لكنها مجسمة بعض الشئ و ربطت شعرها برابطة بسيطة فكان مظهرها بسيط للغاية و لكنه أنيق تممت على حقيبتها و تأكدت من وجود ملف السيرة الذاتية الذى أعده لها على و ارسله لها الليلة الماضية و الهاتف و النقود ايضا ثم انصرفت إلى وجهتها ألا و هى شركة آل سليمان  
استقلت سيارة أجرة و انطلقت و فى منتصف الطريق استوقفت السيارة امام محل بيع زهور و انتقت مجموعة جميلة من الزهور ذات رائحة زاكية و انطلقت مرة أخرى باتجاه الشركة
وصلت الشركة و من ثم إلى مكتب يوسف و طلبت من رامز أن يفتح لها غرفة المكتب لكى ترتبها و تنظفها قبل مجيئه دخلت الغرفة و قامت بتنظيف الأثاث و تعطيره و ترتيب طاولة الاجتماعات الصغيرة الموجودة بالغرفة و ايضا المكتب الخاص به ثم بدأت فى نثر الزهور فى جميع أركان الغرفة و وضعها فى المزهريات فأصبحت الغرفة نظيفة و مرتبة تبعث الراحة فى نفس من يدخلها بفضل لمستها الأنثوية ذات الذوق الرقيق
انتهت من عملها بمكتب يوسف و أغلقت الغرفة مرة أخرى ثم ذهبت للعم إبراهيم و ألقت عليه تحية الصباح و أخذت تتحدث معه فى شتى المواضيع حتى قدوم يوسف
حضر يوسف فى تمام التاسعة صباحا و ألقى تحية الصباح على كل من يقابله من موظفى الشركة إلى أن وصل غرفة مكتبه فتحها ودخل و تفاجأ من شكل الغرفة المملوء بالزهور و الجو المعبأ بالرائحة العطرة و الروح الجديدة التى دبت فى الغرفة و لكنه لم يخطر بباله أن كل ذلك من صنيع يدها
تقدم إلى المكتب و جلس على كرسيه الوثير مندهشا من هذا الجو الجديد قام بتشغيل شاشة التلفاز الكبيرة على قناة القرآن الكريم بصوت الشيخ عبد الباسط عبد الصمد و بعدها طلب من رامز عبر الهاتف الداخلى أن يحضر له القهوة
ذهب رامز لمقهى الشركة و طلب من زينة أن تحضر القهوة و تذهب بها ليوسف أمات له بالإيجاب و شعرت بفرحة داخلية لانها سوف تراه و كذلك انتابها شعور القلق مما هى مقدمة عليه و على كم الكذب الذى سوف تفعله لاحقا
الفصل الثالث عشر
فى شركة آل سليمان
كانت
حاملة قدح القهوة متوجهة ناحية مكتبه و داخلها ثورة من المشاعر
المتناقضة فجزء منها يتوق لرؤيته و جزء آخر يتظاهر باللامبالاة و جزء ثالث ينهر ضعفها أمامه و لكنها عزمت أمرها أن تتحلى بالثبات و أن تغلق قلبها حتى لا تقع فى المحظور
وصلت إلى باب الغرفة و طرقت الباب فأذن للطارق بالدخول ومن ثم فتحت الباب و تقدمت للداخل ففوجئت بصوت القرآن الكريم يصدح فى أجواء الغرفة مما أصابها ذلك الأمر بالدهشة و الذهول فهى قد نشأت و ترعرعت على أصوات الموسيقى و الغناء و لم يسبق لها من قبل أن سمعت كلام الله يتلى على مسامعها إلا فى بعض وسائل المواصلات بصورة عابرة و سريعة فتسمرت فى مكانها و لم تعرف ماذا عليها أن تفعل فهو قد فاجئها مرة أخرى بعكس ما عرفت عنه فازدرت لعابها بصعوبة و حمحمت قائلة صباح الخير يا مستر يوسف
نظر لها و شعر براحة داخلية عندما رآها و استنبط سريعا أنها هى من أضفت على غرفته هذه الروح الجديدة فابتسم على إثر هذه الخاطرة و قال لها صباح النور يا زينة
قضت تلك الابتسامة على البقية المتبقية من ثباتها أمامه و شعرت
بالخجل الذى انعكس على وجهها و أصبح واضحا له فابتسم مرة أخرى على خجلها و ارتباكها أمامه و قال لها تعالى انتى هتفضلى واقفة عند الباب كدا ! 
تمتمت بداخلها لا كدا كتير انا هكمل كدا ازاى انا كدا هيغمى عليا 
يوسف باستغراب زينة ما تدخلى يا بنتى انتى مش سامعانى و لا ايه 
زينة بخجل و ارتباك لا يليق بشخصيتها الجريئة ها سسامعاك طبعا يا مستر
يوسف مضيقا عينيه باستفهام شكلك مش مركزة انتى منمتيش كويس 
اتسعت عينيها من الدهشة على إثر هذه الكلمات و جال بخاطرها  
من هذا الرجل و ما هذا السؤال طيلة الخمسة و عشرين عام الذين مروا من عمرها لم تسمع هذا السؤال و لم تجد هذا الاهتمام و لم تشعر بهذا الحنان الذى كان يملأ طيات كلماته انظر ماذا تفعل بى يا يوسف و ماذا سوف افعل انا بك ليت كان حديث على عنك صحيحا
 

تم نسخ الرابط