تائهة بين جدران قلبه بقلم دعاء الكروان

موقع أيام نيوز


مباشرة فتفاجأ بوجود سهيلة  
يوسف بدهشة سهيلة انتى هنا من امتى! 
سهيلة من نص ساعة بس  
يوسف ماتصلتيش ليه قبل ماتيجى  
سهيلة اتصلت و تليفونك كان مقفول
يوسف ايوة صح انا بقفلة وانا فى الاجتماع خير فى حاجة  
سهيلة فى ايه يا يوسف يعنى مينفعش اجى غير لما يكون فى حاجة  
يوسف لا طبعا انتى تيجى ف اى وقت بس انا استغربت لانك من زمان مجيتيش  

سهيلة عادى زهقت من قعدة البيت و لينا صحبتى الوحيدة اللى كنت بخرج معاها باباها مانعها من الخروج فقولت أجى أغير جو بس مش أكتر  
يوسف اوكى تشربى ايه!
سهيلة كابتشينو
رفع يوسف سماعة الهاتف و قال رامز خلى عم ابراهيم يجيبلنا اتنين كابتشينو ثم أكمل بتأكيد عم ابراهيييم مفهوم! 
ثم وضع السماعة و حمد ربه فى نفسه أنه قد أخفى حقيبة الملابس قبل مجيئ سهيلة و إلا سوف تدخله فى تحقيق و لربما ظنت أنه أحضر لها هذه الملابس كهدية فيتجدد املها فيه مرة أخرى
بعد قليل من الحديث بينهما وجد زينة تدخل اليهما حاملة صينية عليها المشروب المطلوب فجحظت عينيه من الڠضب و اعتصر قبضته من الغيظ فهذه المرة الثانية التى تخالف فيها اوامره رغم سابق تنبيهه لها  
تقدمت نحوهما و هى متمعنة النظر لسهيلة فوجدتها جميلة و محجبة فاشتعلت بداخلها نيران الغيره غير مبالية بذلك الذى يغلى من الڠضب  
بينما سهيلة كانت تنظر لها باستغراب تسأل نفسها منذ متى و يعمل لدى يوسف إناث! وأيضا ليست محجبة و هو الذى ينهرها كلما رآها بدونه! 
بينما يوسف كان على يقين بكل ما يدور بخلد سهيلة فقال لنفسه لقد وقعت فى الفخ يا يوسف 
لذلك أكد على رامز أن يأتى العم ابراهيم بالمشروبات و لكن ماذا يفعل لتلك الشقية العنيدة و التى سوف تفقده عقله يوما ما
الفصل التاسع عشر
استمرت حرب النظرات بين ثلاثتهم فأراد يوسف أن ينهى هذه الحړب فتوجه بالحديث لزينة قائلا شكرا ع الكابتشينو اتفضلى انتى بقى  
أخيرا انبهت له زينة فوجدت ملامحه لا تنذر بخير فأماءت بالايجاب ووضعت الصينية و غادرت سريعا و هى ټلعن فضولها و ټلعن تلك الفتاة الجميلة و ټلعن معهم يوسف لأنه سمح لنفسه ان ينفرد بالجلوس معها  
انتظر خروجها و عاد بنظره الى الجالسة أمامه يأكلها الفضول هى الأخرى فأخذ نفسا عميقا ثم زفره ببطئ حتى يستعد لوصلة الأسئلة التى سوف تلقيها عليه و بالفعل لم ينتهى من التقاط نفس عميق إلا و قالت له سهيلة مين دى يا يوسف ! 
رد
عليها ببرود زى ما انتى شايفة بنت بتشتغل عندى  
ردت باستنكار يا سلام و انت من امتى بتشغل بنات عندك و ف مكتبك كمان لا وايه كمان بشعرها  
رد بحدة سهيلة دى حاجة متخصكيس و مالكيش تدخلى ف شغلى انتى مش هتحاسبينى أشغل مين و مشغلش مين  
اغتاظت أكثر من جوابه فقالت له بنبرة مرتفعة بقى هى دى يا يوسف اللى انت مطنشنى عشانها بقى الجربوعة دى تاخدك منى  
انتفص من مكانه من الڠضب و قال لها بحدة أكبر الزمى حدودك و بطلى تخاربف و بعدين ايه جربوعة دى والله مش ذنبها انها اتولدت لقت نفسها فقيرة زى ما انتى اتولدتى لقيتى نفسك غنية محدش بيختار عيلته يا بنت عمى  
قامت من مجلسها هى الاخرى و قالت الكلام دا كله ميهمينيش و لو انا كلامى غلط خلاص مشيها  
رد عليها بعصبية انتى يا بنتي جرى ف مخك حاجة انتى مالك أصلا ثم حاول أن يهدأ قليلا و قال لها سهيلة روحى دلوقتى زمان الناس كلها سمعتنا  
سهيلة بڠصب انت بتطردنى عشان الزفتة دى! 
يوسف و قد بلغ من الڠضب أقصاه يووووه مش هنخلص بقى من الاسطوانة دى! قومى يا سهيلة روحى يلا انا مش ناقص زن و صداع  
سهيلة پبكاء انا زنانة يا يوسف ماشى عن إذنك  
ثم خرجت مسرعة كالاعصار  
زفر يزسف پعنف على غباء ابنة عمه فاستند بكوعيه على المكتب و دفس وجهه بين كفيه عله يستعيد بعضا من هدؤه و ثباته
فى منزل لينا 
فذهبت ألاء لوالدها الذى كان يتناول افطاره استعدادا لذهابه للعمل و قالت له
ألاء بابا انا كنت عايزة أقولك حاجة
الاب بحنان تعالى يا ألاء يا
حبيبتى قولى اللى انتى عايزاه  
ألاء لينا يا بابا من يوم ما اتحبست و هى بتفضل سهرانة طول
الليل ماسكة الموبايل و بتتكلم مع ناس غريبة و كلهم رجالة يا بابا كل ما اصحى باليل عشان
أشرب ألاقيها لسة صاحية و بتتكلم و هى بتكون فكرانى منعوسة و مش واخدة بالى  
صعق الاب من هذا الكلام و ألجمته الصدمة فهل يعقل أن ابنته الكبرى التى سعى لأن يعلمها على أفضل ما يكون و عانا الأمرين لأجلها قد وصلت لهذه الدرجة من الانحطاط! 
فقال لابنته بصوت متحشرج من الصدمة اسمعى يا ألاء تعرفى تدخلى دلوقتى تجيبيلي تليفونها! 
الاء مش هتعرف تفتحه يا بابا دى قافلاه برقم سرى  
الاب بخيبة أمل و انكسار خلاص يا حبيبتى سبينى انا هتصرف بس متعرفيش حد انك قولتيلى و لا حتى أمك ماشى! 
الاء حاضر يا بابا  
الاب يحضرلك الخير يا حبيبتي و ربنا يجعلك عوض عن أختك الكبيرة  
انصرفت الابنة و جلس الاب مكانه يفكر فى تلك المصېبة التى وقع فيها و كيف سيواجه ابنته الكبرى بفعلتها
فى شركة آل سليمان عند يوسف  
ما زال على وضعه الى ان طرقت زينة باب مكتبه فأذن لها بالدخول و بمجرد دخولها صاح بها قائلا 
أهلا جيتى برجلك  
ارتعدت أوصالها لما سمعته و أيضا من هيئته المخيفة و لكنها تتوقع منه ذلك فهى من خالفت أوامره  
عندما لم يجد منها رد قال لها بكل برود انتى مرفودة  
جحظت عينيها من الصدمة فهى توقعت أن يوبخها او ربما يخصم من راتبها و لكن ان يرفدها! فلم يخطر ببالها ذلك أبدا فأسرعت إليه تترجاه خلاص يا مستر يوسف أنا آسفة والله آخر مرة و مش هكررها تانى بس خلينى فى شغلى الله يخليك انا معدتش اقدر استغنى عنك قصدى عن الشغل صدقنى اخر مرة  
رد عليها بحدة أنا مش هقولك دا أخر انذار لان المرة الجاية من نفسك كدا تمشى علطول  
هزت رأسها بالايجاب عدة مرات و قالت له حاضر اوعدك مش هتتكرر تانى  
صمت يوسف قليلا لكى يستعيد هدوء أعصابه ثم نظر لها قائلا تعالى اقعدى  
ابتسمت زينة من تقلباته المزاجية و التى تجعلها تذوب فيه أكثر و أسرعت بالجلوس أمامه و نظرت له بكل عشق الدنيا فى عينيها بينما الاخر ابتسم على تأملها فيه رغم انه كان ينظر فى بعض الاوراق أمامه و لكنه لمحها فتأكد من ظنه بأنها تبادله نفس المشاعر و أكثر ما أكد ظنه هو فضولها الذى دفعها لمخالفته و غيرتها الواضحة فى عينيها أثناء رؤيتها لسهيلة  
انتهى من مطالعة الاوراق امامه ثم رفع بصره لها قائلا انا
 

تم نسخ الرابط