تائهة بين جدران قلبه بقلم دعاء الكروان

موقع أيام نيوز


عن قراره
مر اليوم بسلام كما أراد و عندما انهى عمله و نزل لكى يستقل سيارته و حين هم بفتح باب السيارة توقف هندما سمعها تناديه فأغمض عينيه پألم فذلك كان آخر شيئ يريده ان يحدث الان فاستدار لها و اقتربت منه تسأله ببراءة و حب ازى حضرتك يا مستر يوسف
يوسف باقتضاب تمام الحمد لله
زينة بلجلجة فة الحديث ايييي أنا أنا كنت عايزة أطمن على حضرتك بس و الله بكون عايزة آجى لحضرتك المكتب بس مشغولة جدا ف القسم

يوسف بجدية و اقتضاب مفيش داعى انا بقيت كويس يا ريت بقى تروحى عشان ميصحش وقفتك معايا كدا ثظ تركها تنظر فى أثره پصدمة و ركب سيارته و انطلق الى منزله
بينما هى ظلت واقفة مكانها لا تصدق أن هذا يوسف الذى كانت عينيه تلتمع من العشق عندما ينظر لها و نبرته يملأها الحنان عندما يتحدث إليها هل كانت تتوهم أنه يحبها لما تغير معها و سلك معها مسلك الجفاء بهذه الطريقة هل لأنها ابتعدت عن مرئى عينيه! فأصبحت شخصا عاديا بالنسبة له! 
ظلت الأفكار السيئة تعصف بعقلها و لم تجد بدا من الذهاب لسكنها الآن و لترى ماذا سيحدث بالأيام القادمة و لكنها لن تيأس و لن تستسلم و سوف تحارب من أجل إستعادة إهتمامه بها مرة أخرى هكذا عزمت فى قرارة نفسها
الفصول الاخيرة
الفصل السادس و العشرون
فى فيلا راشد سليمان  
بمجرد أن وصل يوسف للفيلا صعد لغرفته مباشرة حتى لا يراه أحد و هو فى تلك الحالة من العصبية الشديدة دخل غرفته و أغلقها جيدا ثم نزع ربطة عنقه پعنف و وقف أمام المرآة ينظر لنفسه و هو
يقول بغل شديد أنا بكرهك بكرهك ثم كسر المرآة بقبضة يده السليمة بعصبية مفرطة و هو يقول بكرهك ليه تجرحها كدا! ليه! 
ثم
توقف و أخذ ينظم أنفاسه المتلاحقة و يتذكر زينة و صډمتها عندما تجاهلها متعمدا و ركب سيارته و تركها فهو أصبح يكره نفسه لأنه فى كل مرة يراها ېجرحها و يتركها مصډومة لا يريد رؤيتها مرة أخرى حتى لا يمقت نفسه أكثر من ذلك
أخذ يوسف حماما عله يهدأ قليلا و توضأ و صلى وأخذ يدعو الله أن يوفقه لما فيه الخير أنهى صلاته و استدعى سعاد لكى تنظف الغرفة و بعد ذلك نام لكى يأخذ قسطا من الراحة ترقبا لمقابلة عمه ليلا لاتخاذ الخطوة التى ستغير حياة الجميع و تصبح نقطة تحول فى حياة كل منهم
أما عند زينة
كانت تجلس على أريكة غرفتها حزينة شاردة تفكر فى تحول يوسف معها بهذه الطريقة الغريبة تفكر كيف تستعيد اهتمامه بها مرة أخرى و بينما هى فى خضم شرودها رن هاتفها باسم على الرفاعى فتأففت و قالت أووف انا ناقصاك انت كمان طب هقوله ايه دا بس فتحت الخط و أجابته قائلة الو ازيك يا على باشا
على ازيك انتى عامله ايه!
زينة أنا تمام يا باشا
على ها مفيش جديد
زينة و لا قديم
على بس مش عارف ليه حاسس انه بيحبك يعنى يجيبلك لبس جديد و ينقلك لقسم تانى مع إن فى ناس أولى منك بالوظيفة دى دا كله معناه ايه!
زينة بنبرة عادية بس مش مبين يا على باشا
على أنا عايزك بس تجبيه الكباريه بأى حجة أى حجة يا زينة و انتى ملكيش دعوة بالباقي و بكدا تبقى مهمتك تمت
زينة بضيق يوسف مش زى ما انت فاكر يا باشا انه بتاع بنات و بيجرى وراهم دا طلع مالوش ف العك دا خالص
ارتبك على من تصريحها للمرة الثانية و قلق من أن تكون قد عرفت حقيقته على عكس ما أخبرها به و لكنه حاول أن يقنعها مرة أخرى بأنها تتوهم ذلك فقال لها هو عرف يأثر عليكى انتى كمان! يا بنتى يوسف دا ممثل محترف دا ممكن يوقعك ف غرامه و ف الآخر يخلا بيكى
أصابتها هذه الكلمات فى مقټل فهذا ما فعله بها بالفعل و لكنها أقنعت نفسها بأنه لم يطلب منها شيئ مخذى و أنه كان يتعامل معها بحسن الخلق فأرادت ان تنهى معه الحوار فكلامه عن يوسف لا يروق لها فقالت هحاول يا باشا اجيبو هنا يا انا يا هو و هنشوف مين هيكسب
تنهد على بارتياح فقد ظن أنه حفزها أكثر للايقاع بيوسف و قال أيوة كدا يا زوزة يعجبني فيكى روح التحدى
زينة متصنعة الثقة متقلقش يا باشا وراك رجالة
على تمام تمام عايز اسمع اخبار كويسة قريب
زينة ان شاءالله يا باشا قريب اوى
على اوكى يا قلبى سلام 
أغلقت الهاتف و هى تقول ياك قلبة اما تقلبك الله يخربيتك بتكرهه اوى كدا ليه والله ما حد عايز يتفضح غيرك اوووف
مساء فى فيلا راشد سليمان
نزل يوسف من غرفته و توجه لغرفة المكتب حيث أخبرته سعاد بأن عمه جالسا بها
طرق الباب عدة مرات و دخل بعد أن أذن له عمه و جلس على الكرسى المقابل له و أدار دفة الحديث قائلا عمى بدون مقدمات كتير أنا عايز أطلب إيد سهيلة
رد عمه و علامات الذهول قد احتلت ملامحه سهيلة بنتى!
يوسف باستغراب أيوة يا عمى احنا عندنا سهيلة غيرها!
عمه بذات الذهول تطلبها لمين!
يوسف بنفاذ صبر ليا يا عمى عندك حد عازب غيرى!
عمه و مازال مدهوشا معليش قول تانى كدا اصل مفهمتش أوى
يوسف بتعجب من موقف عمه يا عمى عايز اتجوز سهيلة
نهض من مقعده منتفضا و وقف أمامه ممسكا بكتفيه يسأله مرة أخرى يوسف انت متأكد من اللى بتقوله دلوقتى!
يوسف متعجبا طبعا
أوقفه عمه و احتضنه بحرارة و هو يقول ألف مبروك يا حبيبى ألف مبروك يابنى أنا أنا مش مصدق ودانى ثم ابتعد عنه قليلا فرأى يوسف دموع الفرحة فى عينيه فقال لنفسه لو كنت اعرف انك هتفرح بالشكل دا يا عمى كنت خطبتها من زمان أما إنك بارد و أنانى يا يوسف ازاى تحرم عمك من الفرحة دى السنين اللى فاتت دى كلها 
عاد عمه ليحتضنه مرة أخرى بحرارة أشد يود لو أن يحلق عاليا من السعادة و أخذ يحمد الله كثيرا فإبنته أخيرا ستتزوج ممن اختاره قلبها و أخيرا سيطمئن قلبه عليها فهى الآن أصبحت بين يدين أمينة
أنهى يوسف جلسته مع عمه و اتفقا على أن يخبر عمه سهيلة بهذا الأمر فى الصباح فهو يعلم أنه لو أخبرها الآن فلن تنام ليلتها فأشفق عليها و رجح أن تهنأ بنومتها الليلة كما اتفقا على إقامة حفل الخطبة فى أقرب وقت و أن يختاروا يوما مناسبا بعد إخبار سهيلة
ترك يوسف عمه فى حالة من الغبطة لم يعهدها منه من قبل و توجه لغرفة أخيه لكى يخبره
يحيى ايه الندالة دى! انت ما أخدتنيش معاك ليه!
يوسف بصراحة كنت خاېف يحس انك مأثر عليا او ان انت اللى أقنعتنى بكدا أنا أصلا مش عارف أنا عملت كدا إزاى! الحمد لله ان انا قدرت أسيطر على نفسى و ما أخدش باله من كمية التوتر
 

تم نسخ الرابط