تائهة بين جدران قلبه بقلم دعاء الكروان
المحتويات
خليك انت يا يوسف هوصله انا عشان اقيسله ضغطه و اديله الدوا
رد راشد سريعا ﻻ ﻻ انت و ﻻ هى انا مش عيل صغير عشان تديلى الدوا
قاطعته سهيلة يا بابا مش قصدى طبعا ا
قاطعها والدها بحدة خلاص يا سهيلة تصبحو على خير ومن ثم تركهم و غادر الى غرفته
نظر كل منهما للآخر فى استغراب ثم انتقلت سهيلة من مقعدها لتجلس على طرف اﻻريكة المجاورة لمقعد يوسف حتى تكون قريبة منه ثم قالت له بايا اخد كﻻمنا بحساسية زيادة عن اللزوم
رفعت حاجبيها باستغراب قائلة يمكن
اتسعت ابتسامتها و كادت ان تفقد وعيها من هذه الكلمات القليلة فهى لم تعتد على سماعها من يوسف ابدا فقد كان يحيى فقط هو من كان يتغزل بعينيها و لكن ياللعجب لم تتأثر يوما و لم تسعد ساعة بهذه الكلمات من فم يحيى بقدر سعادتها اﻻن و هى تسمعها من فم معشوقها
ردت عليه و ما زالت تلك اﻻبتسامة البلهاء على وجهها أه ما أنا وارثاهم من بابا
يوسف بخبث ايوة طبعا انا علطول بقول لعمى لما اتجوز و اخلف بنت نفسى يبقى لون عنيها زى لون عين عمتها
زالت اﻻبتسامة من وجهها و قالت متجهمة الوجه عمتها !
رد يوسف متصنعا البراءة طبعا يا سولى ما انا هخليها تقولك يا عمتو
يوسف و هو يكتم الضحك راحة فين
ردت عليه بعدما نهضت من مقعدها رايحة انام
رد عليها ببراءة مصتنعة لسة بدرى خليكى قاعدة شوية
لم ترد عليه و انما توجهت نحو الدرج لتصعد لغرفتها و و هى تتمتم ببعض الكلمات الغاضبة قائلة منك لله يا يوسف بقى انا عمتو ! عمتو يا يوسف ! حسبى الله
بينما يوسف كان حزينا ﻻجلها فهو بالفعل كم تمنى ان يبادلها الحب و لكن قلبه ليس بيده كم حاول ان يفكر بها كزوجة
و حبيبة و لكنه ابدا لم يستطع أن يراها إﻻ كأخت له أخذ يدعو لها ربنا يهديكى يا سهيلة و يخرج حبك ليا من قلبك
فى
ذهب على الرفاعى فى اليوم التالى الى سهام كما اتفق معها و لكنه ذهب نهارا حيث يكون خال إﻻ من بعض الزبائن القﻻئل حتى يتثنى له الحديث مع زينة بحرية أكثر و دون ان يلفت إليه اﻷنظار إستقبلته سهام بترحاب و أجلسته على منضدة بعيدة ومعزولة عن الصخب و عن أنظار الزبائن
على منورة بيكى يا سوسو ها كلمتيلى زوزة و ﻻ لسة !
سهام أنا هجيبهالك انت تكلمها يا باشا أنا مش عارفة أقولها ايه اساسا ثم أنا خاېفة ﻻ جلال يحس بحاجة و يقعد يقرر فيا ربنا يستر و ميجييش دلوقتى
على ﻻ مټخافيش مش هييجى دلوقتى
ردت عليه متعجبة من حديثه و انت ايش عرفك يا باشا ثم صمتت لوهلة و صاحت قائلة إنت عملت فيه ايه وديت الواد فين اوعى تكون لفقتله تهمة تدخله بيها اللومان يا نصيبتى يا نصيبتى يا لهوى رددت هذه الكلمات و هى ټضرب بكف يدها على صدرها ظنا منها ان على قد أصاب ابنها بسوء حتى صاح بها على
ردت عليه متلهفة لسماع ما سوف يقوله عملت ايه يا باشا طمنى الله ﻻ يسيئك
على كلمت واحد حبيبى صاحب شركة كبيرة اوى يشغله عنده سكيوريتى
سهام سيك ايه يا باشا ﻻمؤاخذة
على أمن يعنى يا سهام امن ثم استطرد حديثه قائلا شغﻻنة مكانش يحلم بيها بدل قعدته ف الكباريه ﻻ شغلة و ﻻ مشغلة زمانه دلوقتى قاعد مع الراجل عشان يفهمه نظام الشغل
سهام ياريت يا باشا خليه ينضف شوية بقى و يبعد عن شوية البلطجية اللى ماشيلى معاهم و عاملينه الفتوة بتاعهم
على هو من حيث هينضف فهو هينضف أوى و هيلبس بدلة محترمة و تعامله كله هيبقى مع ناس محترمة و رجال اعمال كبار اوى
ردت عليه بسعادة عارمة بعد سماعها لتلك العبارات زيك كدا يا باشا !
على طبعا مش بقولك هتدعيلى
سهام روح يا على بيه الهى ينصرك على عدوينك يا قادر يا كريم
ضحك على كثيرا و قال لها بنبرة مازحة أيوة كدا يا سوسو اصحى معايا كدا يا قلبى
أطلقت ضحكة ركيعة وقالت عيونى يا روح سوسو
على إحنا هنقضيها رغى و ﻻ ايه ! روحى يلا ناديلى البت زوزة
ردت عليه بحماس و سعادة فى آن واحد يا سيدى أمرك أمرك يا سيدى
ذهبت سهام إلى زينة فوجدتها جالسة بغرفتها تقلب فى صفحات المجلات بملل شديد فأخبرتها بأن على باشا يريدها فى أمر هام تعجبت زينة لذلك فهى
تعرف على و تحدثت
معه مرارا أحاديث عابرة فى اﻻوقات القليلة التى كانت تنزل فيها لصالة الملهى و لكن لم يسبق و أن طلبها خصيصا للتحدث معها فأردفت سهام قائلة ما تروحيله يا زينة و انتى تعرفى هو عايزك ليه
زينة بتعجب غريبة أوى ليكون عايزنى عشان
ردت عليها سهام سريعا مصححة لما تفكر به ﻻ ماتخليش مخك يروح لبعيد على بيه راجل محترم و بيعتبرك زى بنته و عمره ما اتكلم عليكى ف حاجة زى كدا و ﻻ حتى لمحلى مجرد تلميح
زينة بسخرية ها هو فى راجل محترم هييجى هنا برضو
ردت عليها پغضب جم جرى ايه يا بت بتتبطرى ع المكان اللى لحم كتافنا كلنا من خيره و ﻻ إيه
ردت عليها حتى ﻻ تتمادى ف حديثها اللاذع عن جميلها فى تربيتها و تحملها لأعباء مصاريفها و دراستها و فضل هذا الملهى الليلى عليها قائلة خﻻص يا خالتى انا رايحاله اهو يختى
ردت عليها پغضب وغيظ يك خوت انجرى يﻻ
انصرفت زينة الى حيث المكان الذي يجلس
به على الرفاعى و عندما وصلت اليه وجدته منكبا على هاتفه بتركيز فى احد مواقع التواصل الاجتماعي فحمحمت قائلة إزيك يا على باشا !
رفع بصره من الهاتف لينظر اليها و كاد أن يرد عليها إﻻ أن الكلمات وقفت فى حلقه عندما رآها تقف أمامه بطلة ټخطف اﻷنفاس من فرط براءة مﻻمحها و جمالها اﻷخاذ فى آن واحد رغم حشمة ملابسها فأدرك على حينها أنه قد أحسن الاختيار فمن يرى زينة و طفولة ملامحها و براءتها ﻻ يمكن أن يصدق أنها نشأت و تربت فى ملهى ليلى و بذلك لن يكتشف يوسف خدعته بسهولة
بينما كان على شاردا فى كل ذلك استفاق على هزة بسيطة من يد زينة فقال لها آسف يا زوزة سرحت شوية إقعدى إقعدى واقفة ليه
زينة خير يا باشا كنت عايزنى ف إيه
على يا بنتى إقعدى هو أنا
متابعة القراءة