قصة كاملة بقلم سعاد محمد
يسيران معا داخل المزرعة :
ايه رأيك فيها
فى ايه
المزرعة
آه آه حلوة
عارفه يا نانسي ده أكتر مكان برتاح فيه لما باجى هنا بنسي كل حاجه فى الدنيا مبفتكرش غير الخضرا والسما والنيل
قالت نانسي ويبدو عليها علامات الضجر :
بس يا عمر المكان هنا ممل شوية
قال عمر بإستغراب :
ممل
أيوة متفهمنيش غلط بس دى قريه ومفيش فيها أى حاجه الواحد يسلى بيها نفسه
أولا بينا وبين المنصورة نفسها ربع ساعه بس وفيها أماكن حلوة كتير وثانيا لما باجى هنا مببقاش عايز لا دوشة ولا زحمه بحب أستمتع بالهدوء والسکينه اللى هنا فى المزرعة
رأى شجرة فأسرع الخطى ومسح على جزعها بكفه وارتسمت على شفتيه ابتسامه كبيره قائلا :
شايفه الشجرة دى زرعتها بنفسي من زماان كنت فى اعدادى وجدى ساعدنى وعرفنى ازاى أزرعها
أقبل رأفت عليهما فانفرجت أسارير نانسي لقدومه فلقد وجدت فيه فرصه للهروب من حديث عمر الذى أشعرها بالضجر التفتت الى عمر قائله :
هسيبكوا بأه تشوفوا شغلكوا
ثم وجهت حديثها الى أيمن قائله :
ازيك يا أيمن
هز رأسه مرددا :
أهلا بحضرتك
انصرفت نانسي وتركت الصديقان بمفردهما قال أيمن معتذرا :
معلش يا عمر جيت فى وقت مش مناسب ولا ايه أصل فى ورق محتاج امضتك عليه ومخدتش بالى ان خطيبتك معاك الا لما قربت منكوا
ابتسم عمر لصديقه قائلا :
لا يا أيمن محصلش حاجه هات الورق
قرأ عمر الورق ثم أخرج قلمه وذيله بتوقيعه وقال ل أيمن :
اعتقد كده ماشيين بمعدل كويس مفضلش الا الجهه الغربيه
بالظبط كده وكلها يومين ونخلص الرش هناك ان شاء الله
ربنا يستر ونلاقى نتيجة ومتكنش مصاريف على الفاضى
لا ان شاء الله أنا مستبشر خير
سار الصديقان معا فسأله عمر :
ها ايه أخبارك مع خطيبتك
ابتسم أيمن قائلا :
كله تمام الحمد لله
الحمد لله ناوبين على امتى ان شاء الله
بصراحة محددناش معاد محدد سايبنها بظروفها يعني لما نحس احنا الاتنين اننا مقتنعين ببعض واننا مستعدين للخطوة دى
ربت عمر على كتف صديقه قائلا :
انت ابن حلال وتستاهل كل خير يا أيمن
تسلم يا عمر وانت ايه أخبارك مع خطيبتك
أزاح عمر يده من على كتف صديقه ونظر أمامه ولم ينطق بشئ فحثه أيمن قائلا :
ايه فى مشاكل بينكوا لما شوفتكوا من شوية كنتوا كويسين
قال عمر وهو شارد :
مش عارفه يا أيمن ساعات بحس انى بحب نانسي أوى وساعات .
وساعات ايه
ساعات بحس ان دماغنا مش راكبه على بعض
ازاى يعني
تنهد عمر قائلا :
مش عارف حقيقي مش عارف حاسس انى متلخبط وعقلى مبيبطلش تفكير
وجدا جدولا من الماء فجلسا على صخرة أمامه سكت أيمن قليلا ثم نظر الى صديقه وسأله قائلا :
انت ايه اللي عجبك فى نانسي و خلاك تقول هى دى الانسانه اللى عايزها تبقى مراتى
أخذ عمر يفكر وهو يلقى ببعض الحصى فى الماء . ثم قال :
جميله جذابه مرحه ذكية من عيلة كبيرة
قال أيمن مستنكرا :
بس كده
سكت عمر وهو يشعر بالحيره ثم وجهه نفس السؤال الى صديقه قائلا :
طيب انت ايه اللى عجبك فى خطيبتك وخلاك تقول هى دى غير حكاية المصحف والمطار
عجبنى حاجات كتير ولما عرفتها وعرفت أهلها حبيتها أكتر واقتنعت بيها أكتر عجبنى أخلاقها وأدبها وحيائها لما ببصلها بشوف فيها أم لولادى
صمت قليلا ثم أكمل قائلا :
أنا مش بدور على واحدة تكون زوجة وبس يا عمر أو واحدة عشان أشبع رغباتى معاها وشكرا لا أنا بدور على أم لولادى نربهيم سوا ونكبرهم سوا ونعلمهم سوا يكونوا رجاله بجد بدور على واحدة تكون سند ليا لما أتعب أو لما أكبر في السن وأعجز ألاقيها جمبى ومعايا بدور على واحدة تكون سكن ليا وأكون سكن ليها واحده تفهمنى وأفهمها وأحس بيها وتحس بيا وأحس معاها اننا بنكمل بعض وان أنا وهى شخص واحد مش شخصين
أعقب حديث أيمن صمت طويل لا يتخلله الا تغريد العصافير على الشجر وبعد فترة نظر أيمن الى عمر قائلا :
انت حاسس بكده مع خطيبتك
صمت عمر وعاود القاء الحصى فى الماء ثم الټفت الى أيمن وابتسم قائلا :
لو انت حاسس بكده مع خطيبتك يبقى يا بختك بيها
ابتسم أيمن ولم يعقب بشئ
صحى النوم يا عروسه
هتفت سماح بهذه العبارة وهى توقظ ياسمين من نومها لكنها لم تدرى أن ياسمين لم تذق غمضا منذ يومين كانت تنام على سريرها مغمضة العين لكنها متيقظه ومنتبهه تفكر وتفكر وتفكر تململت ياسمين فى فراشها ونظرت