قصة آنسة فى الستين
و قد كنت سعيدة بهذه الټضحية .
كنت أماً عذراء لأجيال ثلاثة تربوا على صدرى .
لكنى الأن و قد تغيرَت من حولى الدنيا .. أحس أنى غريبة فى عالم غريب .. عالم ملئ بالثرثرة و الغرور و الحب و الإلحاد و الثورة .
بناتى و صبيانى الذين ربيتهم و منحتهم شبابى و عمرى .. ينظرون إلىَّ كأنهم ينظرون إلى تحفة أو أنتيكة .. و يسخرون منى لأنى لا أفهم الوجودية و السياسة و الحب .. و يضحكون علىّ .
لقد انتهت دولتى .. و مطبخى الصغير إحتله الطاهى .. و لم يبقى لى سوى البكاء فى صمت إلى جوار النافذة
كنت أطمع فى شئ واحد .. هو التقدير .. و لكن حتى هذا لم أحصل عليه .
رد الدكتور مصطفى محمود :
أيتها الام الكبيرة ... إن بناتك اللاتي يقرأن في الوجودية .. والسياسة والحب .. لا يفهمن شيئاً من الحب .. ولسن جديرات بأن يكن خادماتك .. أنت الحب يا أماه ... وأنت الشرف والواجب والټضحية والفضيلة .
لقد ارتضيت أن تكوني الضريبة على الأجيال الجديدة ... الضريبة الفادحة على رأسمالية العلم والثقافة والحرية ... التي تسلمها الرجال خالصة من يديك .
إن كل هذه الثرثرة والمعارف هي بعض من فتات موائدك .. فإن كنت وجدت العقوق من أبنائك . فإغتفريه .. فهذه حُلَة الأنبياء أمثالك ... وكفاك إحساس المرأة التي خلقت شيئاً عظيماً .
إني أنحني إحتراماً لك ... وأقبل يديك .. يا مريم الطاهرة .