براثن اليزيد بقلم ندى حسن
المحتويات
ولم يأتيها من قبل..
تحدثت بهدوء قائلة
ازيك يا ليل.. تصدق وحشتني
ابتسمت بسخرية وهي تراه ينظر إليها دون أي ردة فعل منه وكأنه لا يرى شيء أمامه
ايه حتى أنت مش مصدقني عندك حق هتصدقني إزاي وصاحبك مكدب كل كلمة بقولها حتى أنه معندوش ثقة فيا
نظرت إلى الأرضية وتحدثت متسائلة وهي تشعر بالضياع
تفتكر أنا غلط أني جيت معاه بعد اللي حصل
رفعت نظرها إليه مرة أخرى بعد أن تكونت الدموع داخل عينيها الذي بهت بريقها
أنا تعبت.. تعبت منه أوي يا ليل وهو مش حاسس مش حاسس بيا خالص وشايف أن حبه ليا كفاية شايف أنه المفروض يعمل كل اللي هو عايزه وأنا أسكت واستحمل
خرجت الدموع من عينيها تفر هاربة على وجنتيها البيضاء نظرت إلى عينيه السوداء وتسألت بجدية
أنا مش ممكن أكمل بالطريقة دي خلاص تعبت منه ومن كلامه السم اللي بېموت فيا بالبطئ.. تعبت من قلة ثقته فيا أنا هكمل معاه العمر كله.. طب إزاي وهو كده مستحيل أقدر مستحيل أفضل عايشة مع واحد مش بيثق فيا واحد لما بيتعصب بيتحول لهمجي مش بشوفه في الوقت ده غير كده واحد مخبي كل حاجة عني وكل إجاباته على اسألتي ناقصه..
أنا جوايا حاجات مش عارفه اوصفها مش عارفه أقول ايه ولا عارفه أعمل ايه حاسه أني اتغيرت أوي من وقت اللي حصل حاسه أن مش هاممني حاجه وبقيت سلبية أوي
أنت فاهمني
ابتسمت بسخرية متحدثة بعد أن وقفت على قدميها
دوشتك بمشاكلي مع صاحبك
أنا آسفة
أما هو بعد أن استمع لكل هذا الحديث والألم المتواجد داخلها خرجت دمعة من عينه عليها على كم الأڈى والحزن الذي سببه لها أزالها سريعا حتى لا يتيح الفرصة لغيرها بالخروج أنه يحبها يعشقها كما تفعل هي بل وأكثر أيضا الآن الألم بداخله مضاعف عما سبق الآن هو ېموت ألف مرة في الدقيقة الواحدة كيف له أن يسبب كل هذا الحزن لها لصاحبة العيون الساحرة كيف له أن يبيح لنفسه فعل كل هذا بها أنها تحمل كثيرا وكثيرا في قلبها حزن منه وهو في كل مرة يجعله يزداد..
يعلم أيضا ولكنه يعشقها فوق العشق عشقا.. ماذا يفعل الآن معها ماذا يقول ما الحل في هذه الورطة كيف سيجعلها تعود كما السابق ويسترد روحها الذي
بصف عائلته الكريهة! كل ذلك كڈب
كل ما مر عليهم كان كڈب
ولج إلى داخل الغرفة ولم يجدها فكر أنها ربما مازالت بالأسفل ولكنه أستمع لأصوات تأتي من المرحاض فعلم أنها متواجدة به أغلق باب غرفة الصالون من الخارج ودلف إلى غرفة النوم عازما أمره على إنهاء تلك المسألة بينهم..
وجدها تخرج من المرحاض بوجه باهت كما الأيام السابقة بيدها منشفة نظرت إليه نظرة خاطفة ثم أزاحت نظرها عنه وتقدمت إلى الداخل وقفت أمام الفراش وأزاحت عنها ذلك الرداء الطويل لتبقى بما أسفله وقد كان قميص لونه أبيض يصل إلى ما قبل كاحليها بقليل أحباله عريضة يحمل نقوش بيضاء على صدره فقط..
بعد أن وضعت الرداء على المقعد تقدمت من الفراش لتتمدد عليه ولكن على حين غره وجدت نفسها بين أحضانه لا تدري كيف حدث ومتى ولما ولكن هي الآن !
استغربت ما حدث ونظرت أمامها في الفراغ بذهول لما يفعله هو ولكن أمام ذلك الدفء المنبعث من عناقه لها لم تستطيع الصمود.
طال العناق وكل منهما محتضن الآخر بشدة وكأن الحياة متوقفة على ذلك العناق طال العناق وكل منهما صامت ولا يتحدث فقط يشعر بذلك الدفء..
أبتعدت عنه بعد أن تركها ينظر إلى داخل زرقة عينيها وهي تبادلة تلك النظرة الغريبة على كلاهما كل منهما يتحدث
بتلك النظرة بكثير من الكلمات هو آسفة يظهر بعينيه راجيا منها الغفران كما كل مرة تغفر بها له وهي ترمي أسهم العتاب عليه متحدثة بأنه لا يمكن الغفران هذه المرة فقد تفوقت على جميع المرات السابقة..
استدارت لتذهب إلى الفراش بعد أن اخفضت عينيها عنه ولكنه لم يسمح لها أمسك بمعصم يدها يديرها إليه مرة أخرى ثم تحدث بخفوت وحزن
أنا آسف.. سامحيني
نظرت إليه ولم تتحدث ولكن نظرتها تقل الكثير تقل أنه كل مرة يفعل ذلك ويعود مع آسفة الذي لا يغير شيء بل كلما سامحته ازدادت الأخطاء وكثر الأسف..
عندما وجدها صامتة تحدث مرة أخرى بنظرة دافئة تحمل الكثير من المشاعر
أنا آسف.. سامحيني يا مروة أنا عارف إني غلطان واستاهل أي حاجه تحصلي بس أنا مش قادر على كده.. وعد مني هبطل العصبية الزايدة والكلام اللي بقوله.. وعد مني هعملك كل اللي أنت عايزاه من غير كلام بس بلاش تبقي كده
ضغطت على يده وكأنها تود أن يستمع لحديثها دون ترك يدها دون البعد عنها تحدثت بهدوء وخفوت كما فعل قائلة
أنا آسفة بس مش قادرة خلاص تعبت من الكلام ده.. تعبت من كل حاجه حواليا
يعلم أن ما فعله ليس بهين وهي على حق ولكن هو يريد زوجته ليست هذه الدمية تحدث برجاء قائلا
لو فعلا بتحبيني سامحيني.. أنت عارفه أن طبعي وحش لما بتعصب بس هغير ده علشانك سامحيني وارجعي مروة مراتي وحبيبتي
مجهدة إلى حد كبير حتى أنها لا تستطيع أن تفاوضه أو تتحدث فيما افتعله هو ولكنها أردفت بجدية
أرجع ايه طب ما أنا كنت الشخص اللي أنت عايزاه بس أنت اللي تعبتني وخلتني كده أنت اللي عملت كل ده بعصبيتك وشكك فيا أنت اللي مش بترحمني وبتسم بدني بكلام مفيش واحدة بتسمعه.. هو مفيش حد پيتخانق غيرنا يعني مهو أكيد كل الناس بتتخانق لكن مش كل الناس عصبية زيك يا يزيد أنا تعبت بجد.. تعبت ومش قادرة بقى
لن يفكر كثيرا فهو على دراية تامة أن حديثها صحيح وهو من يفعل كل ذلك بهم قال بهدوء محاولا السيطرة عليه وجعله يرافقه إلى نهاية الحديث
هعملك كل اللي أنت عايزاه بس بلاش تكوني كده.. أنا والله بټعذب من اللي عملته وكل ما
بشوفك كده ببقى عايز أموت نفسي... كفاية أرجوكي
أنا محتاجة أراجع حساباتي تاني يا يزيد
نظر إليها باستغراب خائڤا من أن يكون قد فهم ما تريده صحيح تساءل بتردد قائلا
يعني ايه مش فاهم
تركت يده ثم اولته ظهرها وهتفت بتوتر وتردد بذات الوقت
يعني محتاجة أراجع حساباتي يا يزيد.. محتاجة أبعد شوية وأكون لوحدي
سريعا وقف أمامها مباشرة وملامح وجهه تتغير بين الثانية والأخرى كلما استمع لحديثها هتف بحدة وجدية شديدة لا تتحمل النقاش
مستحيل ده يحصل.. مروة متفكريش في حاجة زي دي خالص أنا مش هسيبك لوحدك ولو يوم حتى وعمري ما هسيبك غير لما
ابقى مېت سمعتي
محتاجه أخد مساحتي الخاصة
نظر إلى عينيها وتحدث مجيبا إياها بجدية
براحتك خدي الوقت اللي تحبيه لكن وأنت معايا وإحنا سوا ووعد مني هتغير وهتشوفي شخص تاني.. أرجوكي
لم تفعل شيء سوى أنها أومأت إليه برأسها وتوجهت إلى الفراش متمدده عليه ومن فوقها الغطاء الثقيل وتركته يفكر بها وهل هي وافقت على ما قاله أم أنها مازالت تفكر بما تريده هي..
ربما تفكر بما شقيقته هي الأخرى لتقف جوار زوجته بينما هو
صف السيارة جوارهم ثم خرج منها ليفتح الصندوق الخلفي لها مخرجا منه صناديق هدايا كبيرة الحجم قليلا ناول شقيقته واحدا منهم ثم ناول زوجته هي الأخرى مثلها وبقى هو بكيس كبير في يده.. أغلق السيارة ثم تقدم ثلاثتهم إلى داخل البناية..
فتحت الباب نهى التي كانت متواجدة منذ الصباح مع صديقتها رحبت بهم كثيرا وتقدمت مروة لتسلم عليها بحرارة
نهى عامله ايه والله وحشاني أوي
احتضنتها صديقة شقيقتها مبتسمة بسعادة بعدما رأتها ثم هتفت مجيبة إياها بتهكم وعبث
يا بكاشه اللي واحشه حد بيسأل عليه
ابتعدت مروة متحدثة بخجل فهي محقة ولكن هناك ما يشغلها طوال الوقت عن الجميع
في دي عندك حق... نسيت أعرفك ده يزيد جوزي ويسرى أخته
نظرت نهى إليهم ثم رحبت بهم بشدة ودلفوا إلى الداخل معها خرجت ميار من غرفتها لتسلم عليهم جميعا مرحبة ب يسرى كثيرا شاكرة إياها على حضورها..
ثم احتضنت شقيقتها بحرارة وشوق فلم تراها منذ شهور مضت فهتفت مروة قائلة مبتسمة وهي تشعر بالفرح لأجل شقيقتها
ألف مبروك يا
روحي ربنا يتمم بخير وأشوفك لابسه الأبيض
الله يبارك فيكي عقبال ما أشيل ولادك أنت ويزيد
زالت الابتسامة وهي تنظر إليه تراه متلهفا لما قالته شقيقتها أبعدت كل ذلك عن تفكيرها سريعا فهي لا تريد أن تذهب بدوامة الأفكار وتنزع فرحتها وفرحة شقيقتها تصنعت الابتسامة مرة أخرى وجلست معهم بالغرفة جواره هو مال عليها قليلا متحدثا بجدية وصوت خافض
تعالي عايزك
نظرت إليه باستغراب ولم تستطيع أن تجيبه حيث أنه وقف على قدميه متقدما إلى خارج الغرفة بعد أن استأذن الجالسين باحترام..
وقفت أمامه في الخارج تتساءل بعينيها عن ماذا يريد فأجاب هو بهدوء وجدية
أنا هنزل اعدي على المصنع لحد ما تخلصوا وبعدين هاجي
وضعت يدها أمام صدرها وتحدثت بتهكم قائلة
وأنت بقى جاي علشان تروح المصنع
تنفس بعمق يعلم أنهم كما كانوا ليس هناك أي جديد سوى أنها أصبحت تتحدث ولكن بعصبية أو تهكم لا يهم المهم أن هناك تقدم حتى ولو كان اختلاف ب مزاجها أجابها بجدية
هقعد أعمل ايه يعني في وسطكم حتى نصر بيه مش هنا.. هعدي على المصنع أشوف أخباره وهرجع قبل المعاد
طيب
تقدم منها ليقبل أعلى رأسها بحنان وحب ېخاف من خسارته أبتعد متحدثا
خلي بالك
متابعة القراءة