لمن القرار للكاتبة سهام صادق
المحتويات
عاد الألم يحتل رأسه بقوة بعد نهوضه
هضيع اد إيه من عمري تاني يا رسلان
مش قصدي يا سليم.. بس أنت لسا مطلق شهيره وطالع من صډمه
تجهمت ملامحه وهو يردد عبارة صديقه مستنكرا
صډمه!!.. أنا تجوزت شهيرة يا رسلان عشان بنتي.. تعرف أنا كنت خاېف أظلم شهيرةبس في الاخر اكتشفت إنى مظلمتش غير بنتي ونفسي.. وعشان نفسي هتجوز فتون.. لأن راحتي وسعادتي مع فتون.. زمان قولت لنفسي هتجوز خدامه لا وكمان مرات السواق بتاعيضيعتها مني وعمري في يوم ما نسيتها
عمر قلبي ما دق لست لغيرهاأنا خاېف أظلمها في العالم بتاعي لكن مش قادر ولا قدر اتنازل عنهافتون ليا مهما حصل
طالع رسلان إصراره وقد تلاشي مزاحه الذي يجاهد في رسمه حتى يعود لحياته القديمه
عرضت على ملك نتجوز
واردف متهكما
عشان تربى ولادي
حدق سليم به لا يستوعب لقاءه بملك بل ومجيئها إليه
....
طول عمرك بتضحي
ابتسامة ساخرة ارتسمت فوق شفتيها عندما عادت عبارته ټقتحم عقلها رسلان يعرض عليه الزواج بطريقة أخرى.. بطريقة اعتادوا عليها منها حتى ظنوا إنها ستظل هي من تعطي وحدها دارت حول نفسها وشعور قوي يمتلكها.. الماضي عاد يقتحم حصونهاعبارات ناهد عادت تغرز السکين بقلبها والدها الذي ظلمها وظلم والدتها بسبب ضعفه وحبه لناهد.. تقبل أن تظل لقيطه في أعينهم وهي أبنته من دماءه
امل تلك الجارة البسيطة التي ټوفي والديها وتركوها في رعاية جارتهم الطيبة.. تزوجها عبدالله من أجل إرضاء والدته ولن ينكر إنه أحبها يوما ولكن حب ناهد كان مختلفحب جعله يلقي بإبنته في الطرقات حتى ينتشلها هو وناهد ويكون الأمر مصادفة فتتعاطف ناهد ويربي هو إبنته دون جرحها وخسارتها والماضي يدفن في بئر عميق كما يدفن الكثير
مسحت دموعها تنظر نحو حقيبتها تلتقط هاتفها لعلها تجد جسار قد هاتفها وتعرف متى ستكون عودته من رحلة عمله التي أخبرها بهاطالعت شاشة الهاتف متجهمة تزفر أنفاسها وتلقي بالهاتف جانبا
مش معقول يا جسار تكون شايف رقمي ومتفكرش تكلمني يا ترى فيك إيه
.
كان غارق في لذته وسعادته معهاتعطيه ما تعلم إنه يريده وتسحبه ناحيتها بدهاء.. ترخي الحبل وتسحبه قليلا وها هي اللعبة تسير.. لم تجعله يجيب على إتصالها بل جرته نحوها تغرقه في لذة المتعة
أخذها في جولة عشق كان صادق هو بها لكن هي لا تريد إلا الوصول لماله وطرد غريمتها
لا يا جسار مافيش تليفوناتده شهر العسل بتاعنا يعني انت ليا وبس
وسرعان ما طوقت عنقه بكفيها تجذبه نحوها بغنج
تليفون واحد بس يا جيهاناطمن على الشغل واشوف ملك
لاا
وكلمة لا كانت تعطيه من سكاكرها حتى يرضى ويلينابتعدت عنه بأنفاس لاهثه تسبل جفنيها
جسار أنت الايام ديه ليا وبسلما نرجع مصر موافقه شغلك يشاركني فيك
قالتها بمراوغه وبضحكة لعوبة ظنها براءه صادقة
و ملك يا جيهان اوعي تنسى ملك أمانه في رقبتي وليها جميل ف رقبتي.. ملك هي اللي وقفت جانبي عشان اتخطى ازمه علاجي
ابتعدت عنه بعدما تجهمت ملامحها وتلاشي ظفرها
مقولتش حاجه يا جسار.. بس حاول تفهمني مش لازم قدامي كل شويه ملك
وعادت إليها بعدما رسمت وداعتها التي تجيدها
أنا بحبك اوي يا جسار وبغير عليك جدا افهمني
ابتسم إليها وقد استطاعت أن تنسيه مهاتفة غريمتها
عايزه أخرج يا جسارمش فاضل لينا غير يومين
انحني نحوها يلثم خدها ثم قضمه مما جعلها تدفعه ضاحكه فضحك هو الأخر.
تجولوا في كل أنحاء فينيسيا في سعاده.. ألتقطت الصور إليهما في كل الأوضاع والأماكن تعلقت عينيها به بعدما غفا جوارها.. التقطت هاتفها تنظر نحو الصور وقد علت فوق شفتيها إبتسامة واسعة وهي تضغط على زر الإرسال ورأت مهمتها قد تمت
.
رمقتها جنات بقلة حيلة واقتربت منها تجلس جوارها وتزفر أنفاسها بتنهيدة قوية
لو كان عايز يبلغ عنككان بلغ من ليلتها يا فتونوالمفروض هو اللي ېخاف مش أنتي
هو ماټ يا جنات
ضحكت جنات رغما عنها
لو كان ماټكان زمانك ف السچن دلوقتي.. ويا ستي بما إني موظفه عنده فأحب اطمنك السيد سليم زي الفل
تعلقت عينيها بجنات وعادت تنظر نحو الفراغ أمامها
هو عايز مني إيه يا جنات
عايزك يا فتونسليم النجار عايزك ومتوقعش هيسيبك
ارتجف جسدها وقد عادت عيناها تتعلق بعينين جنات
والله أعلم عايزك زوجة ولا مجرد نزوة بعد ما طلق مراته
تركتها جنات بعدما القت عليها عبارتهافارتجفت عينيها في صمت ونهضت من فوق فراشها تلتقط ثوبها
طالعتها جنات وهي تغادر الغرفة وقد أرتدت ملابس أخرى
أنتي خارجه
رايحه افتح المطعمكفايه خوف لحد كده
ضمتها جنات إليها تهمس بأذنها بأخر شئ توقعته منها
فتون أنا بحاول أكرهك في سليم النجار عشان عارفه إن لسا جواكي مشاعر ليه
انتفض جسدها وقد صعقټ من عبارتها فابتعدت عن ذراعين تنظر إليها برجفة
سليم النجار زي رجاله كتير.. سليم النجار زي حسن يا فتون
...
البنت رجعت فتحت المطعم يا هانمايوة يا هانم هي اللي ضړبت الباشا ليلتها..
استمعت شهيرة لعبارات أحد رجالها وقد وكلته في مراقبة فتون تلك التى علمت بوجودها مؤخراارتسم الجمود فوق ملامحها تلتقط القلم وتطرق به فوق سطح مكتبها
دلف حامد مكتبها ينظر إليها بنظرة شاملة ثم ابتسم وهو يراها هكذا
مخليه حد من الرجاله يراقبلك الخدامه .. لو عايزه في تكه انسفها انسفهالك يا شهيرة.. هو أنا عندي اغلى منك
تجهمت ملامحها تنظر إليه ترى الشماته في عينيه.. قبضت فوق القلم بقوة ونهضت مقتربة منه وكرهها يزداد نحوه
نفسي أعرف امتى هتكون إنسان طبيعي يا حامد
تعالت السخرية فوق شفتيه يستنكر حديثها
شيفاني مچنون يا شهيرهومش شايفه طليقك مچنون لما حب خدامه مرات السواق بتاعهوانتي استختر
________________________________________
فيكي الحب واتجوزك عشان بنته
تجمدت عينيها بقسۏة والتقطت علبة سجائرها تشعل واحده رمقها بإنتشاء وهو يري حالتها
بس ابن النجار رمرام عامل زي عمته.. حب خدامه ومش بعيد يتجوزها بعدك عشان تربى بنتك
كفايه يا حامدكفايه
اتسعت ابتسامته يشاهد إنهيارها.. فنهض عن مقعده ضاحكا.. غادر غرفة مكتبها بعدما أثار غيرتها وكيدها.. إنهارت فوق مقعدها تسحب أنفاس سيجارتها.. علقت عينيها بمنفضة السچائر الممتلئة تزفر أنفاسها وتدس سېجارة أخرى بين شفتيها
هدأت وتيرة ڠضبها والتقطت هاتفها وقبل ان تضغط على زر الإتصال وتهاتف الرجل الذي يخبرها عن كل شئجاءها إتصال منه يضيف لها ما أشعل غيرتها
سليم بيه واقف بعربيته قدام المطعم يا هانم
تحجرت عينيها وهي تنظر إليهما بعدما التقطت اذنيها أحاديث الموظفين عن عودت رئيسهم وعروسه وكيف تبدو السعادة على وجهه
مش تقوليلنا مبروك يا ملك
هتفت بها جيهان
التي نهضت عن سطح المكتب بعدما كانت تجلس أمام جسار تداعب ازرار قميصه بأناملها
جسار أنت اتجوزت
تنحنح جسار حرجا ونهض عن مقعده دون أن يجعل عيناه تلتقي بعينيها
سألت عنك أول ما وصلت قالولي إنك عند المحاميفي حاجه في الشركة ولا إيه
كنت عايزة أنسحب من المجموعه يا جسار وابيع الأسهم
تجمدت عينين جسار عليها يردد عبارتها
تبيعي الأسهم
أطرقت عينيها تخفي دموعها التي لا تعرف سببها
ايوة يا جسارأنا هسيب اسكندريه وارجع القاهره هفتح مشروع هناك
والصدمات كانت تتوالى عليه..انصرفت من أمامه وقد تحررت دموعها أخيرالقد ظنت أن الصور التي بعثتها إليها جيهان مجرد علاقة عبارة كي تكيدها ولكن الحقيقه قد اتضحت.. جسار تزوج جيهان وهي لا مكانه لها بعد اليوم
تحركت بصعوبة نحو الخارج تحت نظرات البعضفهتف المحامي بها
أنا جهزت الأوراق يا مدام ملكومن بكره نرفع القضيه هي قضية حضانتك للأولاد صعبه لكن
معدش ليها لازمه يا استاذ شوكت
تركته مذهولا يقطب حاجبيه من هيئتها وحديثها .. وشئ واحد كانت تردده
حتى جسار ضاع يا ملك
...
تعلقت عينيها بتلك الفاتنة التي دلفت مطعمهافتحرك أحمس نحوها مرحبا يسألها عما تريد وقد ارتسمت فوق شفتيه ابتسامه واسعه
افندم يا هانم
تلاشته المرأة واقتربت من فتون التي وقفت مبهورة من أناقتها وجمالها
سمعت عن أكلك إنه يجنن
اجابتها فتون سريعا بعدما أزالت عنها مريول المطبخ
اتفضلي يا فندممحتاجه إيه تجهيز لعيد ميلاد ولا أكل منزلي
ابتسمت المرأة ومدت يدها نحو خصلاتها ترتبهما
لا عيد ميلاد إيهأنا محتجاكي في حفله كبيره...
واردفت بعدما لم تجد إجابه
قدها ولا أشوف غيرك
لا ياهانم إحنا قدها طبعا
لفظ أحمس عبارته سريعا وقد تعلقت عينيه نحو فتون يومئ لها برأسه بالموافقه
شكلنا كده هنتقفها يا فتون
شعور اسحتوذ قلبها شعور خوف لا تعرف سببه ولكن الشعور قد تلاشي وهي تري المبلغ الذي قدمته المرأة كعربون لهم
غادرت المرأة المطعم بعدما أدت مهمتها وقد تم الإتفاق على كل شئ.. صعدت سيارتها ورفعت هاتفها تنظر نحو واجهة المطعم تتمتم للطرف الأخر
كل حاجه تمت يا هانم
الفصل الثلاثون
_ بقلم سهام صادق
تعلقت عينيه بعينين المحامي بعدما القى عليه عبارتهمرت ثواني وهو لا يستوعب ما سمعه.. فأمس كانت تطالبه بحصتها واليوم تتنازل له
إتنزلتلي عن الأسهم
أماء له المحامي وهو يناوله أوراق التنازل
مدام ملك اتنزلت عن الخمسة في المية من الأسم اللي كتبتهم ليها السيدة فاطمة الله يرحمها
التقط منه جسار الأوراق ينظر إليهما.. الصدمه مازالت مرتسمة فوق ملامحهيتسأل داخله لما فعلت هذا ولما أرادت الرحيل عنه
انصرف المحامي بعد أن أنهى حديثه.. فتجمدت عينيه نحو الأوراق القابعة بين يديه.. التقط هاتفه حتى يهاتفها ولكن الإجابه التي كان يتلقاها أن الهاتف مغلق
لطم سطح مكتبه حانقا من تصرفها
غبيه يا ملك.. هتفضلي طول عمرك غبيه
..
وقفت بأقدام متخشبة أمام البناية المتهالكة تنظر إلى تفاصيلها بأعين زائغة.. أصوات الضجيج تعلو حولها ولكنها كانت في عالم أخر.. عالم تتخيل فيه الماضي .
هيئتها جعلت المارة ينظرون إليها بترقب يتهامسون جوارها بصوت مسموع.. انتبهت على وقفتها أخيرا بعدما ابتلعت تلك الغصة التي استحكمت حلقها
لم تعبأ بتلك النظرات ولم تهتم بمطالعة شئ حولها.. صعدت الدرجات المتهالكة تتخيل حياة والدتها هناتتخيل حياة إمرأه لم تلقاها من قبل.. إمرأة هزمتها الطيبة والفقر
مدام ناهد اتنازلتلك عن حقها في الورث.. أنتي الوريثة الوحيدة للسيد عبدالله .. بعد مۏت مها الله يرحمها.. لكن يا بنتي مدام ناهد نفسها تشوفك
تلك الرسالة التي تجاهلتها منذ عام ولكن أمس لم تعرف كيف تتجاهلها بعدما عاد المحامي يهاتفها مجددا
مدام ناهد نفسها تشوفك.. يمكن أخر طلب ليها يا بنتي
وقفت أمام الشقتين في ذلك الطابق الذي تشققت جدرانه شقة كانت تعيش فيها والدتها قبل أن تتزوج جارها الطموح وشقة والدها الذي أعماه طموحه وحبه ليتزوج من أبنة العائلة الراقية
حكاية ماضي
متابعة القراءة