لحن الزعفران بقلم شامة الشعراوي
المحتويات
الجامعة من بدرى.
تنهد الأخر بهدوء معجزة أنها معملتش زى الأستاذ ده ما أنا عارف عقلها صغير.
ضحكت هدى بخفة ثم قالت ماهى فعلا مكنتش عايزة تروح وتقعد تقضى اليوم مع العيال لولا ماما زعقت ليها.
أبتسم عمران ليقول بمرح مش بقولكم عقلها عقل طفلة.. على العموم أنا طالع أنام سلام.
بعد مرور ساعتين أستفاق على أثر طرقات الباب المزعجة فنزع الغطاء من عليه وقام من على الفراش بخمول ثم أتجه نحو الباب وفتحه للطارق ليجد شقيقته هدى تقول بضيق رامى مستنيك تحت ياريت تنزله وتشوفه عايز ايه وبعدها تمشيه.
وأنتى بقا عايزانى أطرد الراجل من بيتي لمجرد مشكلة حصلت ما بينكم.
تحدثت مجددا قائلة بعدم أستيعاب
اه وياريت تقوله مش عايزين نشوف وشك هنا تانى مفهوم.
نظر إليها پحده ثم قال بحذر هدى خلى بالك من كلامك دا بيكون جوزك وأبو عيالك ومينفعش كلامك دا يتقال فاهمة ياهانم.
أردفت هدى بعيون دامعة قائلة
لانت معالم وجهه ليقول بهدوء
أنا مش باجي عليكى ولو هو فعلا غلطان هجبلك حقك بس بردو مينفعش لما يكون فى بيتنا نعمله وحش أو نطرده فى الأول والأخر هو بيكون أبو بناتك صح يبقى مينفعش أوجه له أى أساءة فى حقه علشان خاطر البنات وبعدين الأمور متتحلش بطريقتك دى لازم تحكمى عقلك وتوازى بين الأمور ...وأوعدك أن أنا ياستي هجبلك حقك وهخليه كمان يبوس رأسك وايدك ويعتذر بس كله بالهدوء والعقل تمام.
اسبقيني على تحت وأنا جاي وراكي ياهدهد وبلاش تعملي مشاكل ولسانك يفضل جوا بوقك بلاش فضايح مش هكرر كلامي تاني .
هدى حاضر.
بعد مرور بضع دقائق هبط عمران إلى أسفل وتقدم بخطوات ثابتة نحو مكتبه ثم دخل وأغلق الباب خلفه أقترب من مقعده وجلس عليه مقابل زوج شقيقته أستند بيديه على المكتب وهو يقول بهدوء
مد رامى يديه بملف فأخذه الأخر منه ليتفحصه بدقة
فأتاه صوت الأخر يقول
اه و قدرت أوصل لواحد أسمه عزوز وده بيكون الدراع اليمين لرائف هنا فى البلد وهو اللى بيقوم بكل التحركات اللى بيؤمره بيها سواء من خطڤ أو قتل أو سړقة أو تهريب مخډرات كل حاجة ممكن تتخيلها هو بيعملها .
رفع عمران رأسه نحوه ليقول بتسأل
تحدث رامى بجدية قائلا
متقلقش أنا ورجالتي وصلنا للزفت عزوز وحبسناه فى مكان محدش يعرفه لأن لو وديته السچن الخونة هيقدروا يهربوه .
تنفس الأخر بأرتياح وهو يغلق الملف بعد ما حصل على تلك المعلومات التى كان يبحث عنها ليقول بغموض
نظر إليه رامى بعدم فهم ليقول
هى مين دى اللى هتاخد حقها منه.
أجابه عمران وهو يتذكر هيئة فيروزة التى ألمته فقال بحزن أنسانة غالية عليا ولازم أجيب حقها من الحقېر رائف هخليه يتمنى المۏت وميطلهوش هعذبه زى ما عذبها وبعدها هبقى أنهى روحه بس لما أفش غليلي منه الأول.
فى الجامعة وتحديدا كلية الهندسة وأمام مدرج ٣ كانت تجلس روفيدة على السلالم تشرح إحدى المسائل المستصعبة ل لارين و سهر الذين كانوا ينصتون إليها بشدة أنهت حديثها بأغلاق تلك الملزمة ثم قالت
فهمتوا حاجة ولا أرجع أعيدها
من تانى.
نظرت إليها سهر قائلة بذهول
لا دا كدا تمام أوى مكنتش أعرف أنك بالشطارة دى ياروفيدة بجد أبهرتيني.
تحدثت لارين بأبتسامة هادئة فقالت
ماشاءالله عليكي يافوفة جايبة الشطاردة دى كلها منين شكلك كدا بتاخدى كورسات برا.
ضحكت روفيدة بخفة وهى تجمع شعرها على جانب ثم قالت ببعض من الغرور وهى تشير بأصبعها عن نفسها
جيبها من العبد لله وبعدين ياست لارين هو فى أصلا كورسات للمواد بتاعتنا دى ده لولا شرح الدكتور كنا اتسوحنا.
ظهرت أبتسامة واسعة على ثغر سهر لتقول بمرح
أنا كدا خلاص ضمنت أني هنجح السنادى وبتقدير كمان .
قطبت لارين حاجبيها قائلة
وايه اللى خلاكي ضامة نجاحك بتقدير للدرجاتي.
أقتربت سهر من روفيدة وهى تضع ذراعيها على كتفها لتقول مش أحنا معانا روفيدة يبقى خلاص اطمني أننا هننجح أنتى مش شايفة شطارتها وذكائها يابنتي.
نظرت إليها روفيدة بطرف عينيها ثم قالت بهدوء
ياخوفي يافواز ياخويا من ثقتك الزايدة دى لأحسن نسقط كلنا.
أردفت سهر بكل ثقة ووقار الثقة فى
الله نجاح.
بعد ثوان أقترب منهما صديقاتهم إحدهم تدعى ياسمين والأخرى تدعى هند كانتا يرتديان ملابس خادشة لا تليق بفتاة جامعية همست سهر بأذن روفيدة قائلة بضيق
استغفرالله هما ايه اللى حدفهم علينا الساعة دى هى ناقصة تناحتهم.
أجابتها روفيدة بهدوء بالله عليك لتسكتي لأحسن يسمعوكى.
مدت هند يديها لتلقى السلام عليهن ثم دنت من روفيدة وهى تقول بأبتسامة مصطنعه
ايه الشياكة والأناقة دى يافوفة دول شباب وبنات الجامعة معندهمش كلام غير على لبسك الحلو والقيم.
رددت عليها روفيدة بكل هدوء
وليه يتكلموا على لابسي أنا على فكرة اللبس بتاعي شكله عادى جدا وكمان مناسب للكلية ف مش محتاج كل الهيصه اللى بتقولي عنها .
رمقتها الأخرى من مقدمة رأسها إلى أسفل قدميها ثم قالت بغيرة الصراحة هو يستاهل أن يتعمل عليه ضجة لأن شكله غالي أوى ومخلى ليكى قيمة.
تحدثت هذة المرة سهر وقالت بضيق
والله ياهند روفيدة هى اللى محليه اللبس وبعدين أنتى مركزة أوى مع لبسها ليه !.
صمتت دون أن تجيبها فتحدثت صديقتهم الثانية ياسمين وتسألت بكل سماجة
وياترى بقا أنتى بتجيبي هدومك منين ومين اللى بيدفعلك أصل اللى أعرفه أن باباكى مېت مش كدا.
نظرت إليها روفيدة لتجيبها بضيق من حديثها
صحيح أن بابا مېت بس ربنا عوضني بأحسن أخ فى الدنيا وهو اللى بيصرف عليا ومش مخليني محتاجة أى حاجة وبعدين أحنا مش فقراء للدرجاتي أحنا الحمدلله ربنا كرمنا من وسعه .
تحدثت ياسمين بأستهزاء ومدام أنتو مرتاحين أوى كدا ليه بتدرسى فى جامعة حكومية.
أجابتها سهر قائلة پحده والله دى حاجة متخصكيش وبعدين ياأستاذة مش شرط أن كل اللى معاه فلوس وغني يدخل جامعات خاصة وده كمان لأن الجامعات الحكومية أوقات كتير بتبقى أفضل مليون مرة من الخاصة .
تحدثت هند بتوتر خلاص يابنات أهدوا كدا أحنا مش جايين نتخانق.
التفتت إليها لارين وقالت بمزيج من السخرية
والله أحنا اللى هاديين لكن معرفش أنتو اللى مالكم عمالين تفركوا حوالينا ليه.
بهت وجههم فأرتسمت شبه أبتسامة على خد روفيدة لتقول بهدوء وهى تلمم أغراضها
أنا هدخل أحضر محاضراتي يابنات هتيجوا معايا ولا ايه ظروفكم.
سحبت لارين سهر من معصهما فقالت
أستنى هنيجي نحضر معاكى.
الفصل السادس عشر والأخير
فى المساء
أستيقظت فيروزة من نومها ولكنها مازالت ترقد على الفراش تنظر إلى السقف بشرود فبدأت تلك المشاهد تتزاحم فى عقلها واحدة تلو الأخرى لتنهمر عينياها بالدموع وهى تتذكر كل ماحدث ورجائها لرائف أن يتركها وشأنها.
فلاش باك.......
عندما قام بإخراج مسډس من سترته ورفعه فى وجهها قائلا اتشهدي على روحك يافيروزة جه الوقت اللى أنتقم فيه من عامر وأخد حق أخويا اللى قټله.
نظرت إليها پخوف فقالت بتوتر رائف لو سمحت سيب المسډس وفكك من الجنان ده مش هتستفيد حاجة من قتلي.
لا هستفيد وجامد أوى أنتي أصلك متعرفيش حاجة.
أقترب منها أكثر ليضعه على مقدمة رأسها فنظرت إليه برجاء وبعيون دامعة لتقول بصوت مهزوز بس أنا حامل يارائف معقولة هتقتل أبنك وأمه.
أتسع جفن عيناه پصدمة فقد كان وقوع هذا الخبر أثر كبير على مسمعه.
أبتعد قليلا وهو ينظر إليها پصدمة ألجمته ثم قال
أنتى قولتى ايه...حامل أزاى.
تحدثت فيروزة پبكاء هو ايه اللى أزاى مش أنا مراتك فطبيعي يحصل حمل.
رائف مين قال أنك مراتي أنا فى اليوم اللى أتجوزتك فيه طلقتك فى وقتها وخليتك تمضي بكل بساطة على الورق من غير ماتخدى بالك أصل أنا ميشرفنيش أناسب حد زي أبوكى.
يعنى أنت كنت بتقرب مني فى الحړام أنت ايه يأخى معندكش لا رحمة ولا دين ربنا
ينتقم منك يارائف.
نظر إليها بضيق قائلا ماخلاص ياست الشيخة هتعملي فيها الخضرا الشريفة دا كفاية أوى أنك بنت قتال قتلة.
فيروزة أفهم بقا مية مرة اقولك أني مش بنته ليه مابتفهمش يعنى أنتقامك منه فيا ملهوش لازمة أنا مش فارقة معاه ولا مع حد يعنى لو قتلتني دلوقتي محدش هيزعل عليا ف سبني فى حالي لو مش علشان خاطري علشان خاطر أبنك اللى فى بطني ايه ذنبه
أنك تقتله هو كمان....حرام عليك يارائف بجد حرام اللى انت عملته فيا أنا مستحقش منكم كدا.
بينما هو أردف بجدية قائلا وأنا مش عايز الطفل دا لان هو أصلا جاي عن طريق ژنا واڼتقامي منه هيفرق كتير أصلك متعرفيش هو هيتوجع قد ايه لما يشوف بنته اللى من لحمه ودمه واللى كان فاكرها مېتة مدمرة قدام عينه أو بالأصح هيعيش نفس التجربة والشعور اللى مر بيه مرة لما أفتكر أنها ماټت وهى صغيرة ومرة لما يشوفها مېته قدامه وهى كبيرة.
القت نظرها إليه بعدم استيعاب قائلة
أنا مش فاهمة
أنت تقصد ايه بكلامك دا.
رائف ببرود أنك أنتى هى نفسها كارما يعنى يافيروزة أنتى بتكونى بنت عامر..........
باك..
ظلت تبكي بأنهيار وصوت شهقاتها يعلو استفاق أنيس الذى كان غافلا على الكرسى بجانبها على أثر ذلك أقترب منها محاوطها بيديه قائلا فيروزة أهدى ياحبيبتي مفيش حاجة أنا جنبك أهدى.
أبتعدت عنه ونهضت من مكانها بأرهاق وهى تنظر حولها پخوف وفزع وكانت تلك الأحداث التى حصلت معاها تؤلمها بشدة فأخذت تردد پخوف وعدم أستيعاب أين توجد أنا فييين.....أنتو عملتوا فيا ايه...رائف أبعد عنى أرجوك .
حاوطها أنيس مرة أخرى
مټخافيش أنتى هنا فى بيت بابا ياحبيبتي ومحدش هيقدر ېأذيكى تانى.
بينما هى وضعت يديها عن أذنيها محاولة عدم سماع تلك الأصوات التى تنبعث من داخلها فصړخت بقوة
بس بس أسكتوا مش عايزة أفتكر أى حاجة التفتت لأخيها فقالت بهستيرية وهى تبكي وتخبط على رأسها
أنيس خليهم يبطلوا أنا دماغي بتوجعني مش قادرة أستحمل مش قادرة حاسه أني ھموت من كتر الۏجع.
أمسك يديها ثم تحدث بشفقة وحزن عليها
كفاية يافيروزة كدا هتأذى نفسك فأهدى .
فى تلك اللحظة أتى عامر ونازلي ليندهشوا مما رأوا فتقدم أبيها منها وهو يقول بقلق
فيكي ايه ياحبيبتي أهدى ومټخافيش أنا هنا معاكي ومش هسيبك ابدا ياقلب أبوكي...
حاول أن يلمسها لكنها أنكمشت فى حضڼ أخيها وهى تقول پبكاء ينفطر له
متابعة القراءة