رواية مشوقة الفصول من الاول للسابع بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
تساعدني أقنع ماما اني أسافر تاني...
مابلاش سفر يافريدة اشتغلي في مصر ...
قالت بټهديد ياكدة يا بلاش أنا لازم أرجع وبعدين أنا ماضية عقد وفيه شرط جزائي...
انشالله لو بمليون جنيه سهلة..
هزت رأسها نافية يا يوسف عشان خاطري ماتتعبنيش...
حاضر بس انتي تعالي معانا وماتعانديش عشان هي كمان ماتعندش معاكي
وعدها يوسف بوعد قاسې عليه وعلي قلبه هل سيسمح لقلبه أن ينساها ويعشق غيرها وهل سيسمح لها أن تعشق هي غيرههل سيترك عشق عمره يضيع من بين يديه بهذه السهولة....
أيا عشق ارحل من ضلوعي واتركني أثمل بوحدتي واشتياقي ولوعة تعذيبي...
واعدها علي تعذيبه وابتسمت هي لوعده وكأنها تحررت من ظله المكتف لها دائما حتي في البعد عنه....
حاډثا بعضهما لوقت طويلوبعد اتفافهم المرير له و المبرئ لها طالبها بالتحدث الي والدتها و التماس العذر منها حتي ان وصل بها الي أن تنحني تحت قدميها و تقبلهما حتي ترضي عنها و لا تعند لطلباتها و ترضخ لرغباتها وافقته بل و شكرته مبدئيا لنصائحه لها خرج هو الأول حتي يهدئ من روع الوالدة ويقنعها بأن ابنتها لا تزل تحت طوعها و أمرها يقنعها بأنها لا تزل تملك مقص أجنحتها في يدها وإمكانها من قص سير أحلامها وآمالها وقتما تشاء.....!!
بالفعل لم تكن تتخيل رأته في شرفته ورغم بعد المسافة بينهم نسبيا لاحظت عروق جبينه الزرقاء وهي نافضة في مجراها وفكيه المقبوضين علي بعضهما بغيظ هز راسه متسائلا پغضب فتفهمت حركته و هدأته بغمضة جفن و اشارة من يدها بأنها ستحدثه....
سامحيني يا ماما حقك عليا...
بركوز تام ونبرة الي حد ما قاسېة أسامحك علي ايه ولا علي ايه علي نشفان دماغك وعصيانك ليا و لا علي هروبك مني...
يا ماما خلاص بقا ده انتي وحشاني أوي...
ومهما كانت قساوة الأم فالأمومة تغلبها و تربح رفعتها الي أحضانها و ضمتها اليها في حضڼ افتقدته فريدة منذ زمن بعيد توالت علي ذاكرتها ما حدث لها في الغربة و اڼهارت بين ضلوع والدتها جرت الدموع بغزارة علي وجنتيها لا تعلم من أين اتت في لحظة ...
انتوا ما صدقتوا ولا ايه لأ النقار في بعض أحسن من النكد ده اتخانقوا مع بعض أحسن...
بعدت فريدة عن حضڼ والدتها واعتدلت لتجلس علي الكرسي بجانب سمية وهي تمسح شلالاتها مبتسمة مسحت الأخري دموعها و ضحكت..
يوه جتك ايه يا يوسف ضحكتني....
اقترب عليها وقبل رأسها وهو يعتصر ألما ولكن يحفيه بنكاته الخفيفة ....
لبكرة
استقامت فريدة لأ النهاردة بقا عشان أشوف فراولة ومحمد وحشوني أوي..
واستئذنت متجهة نحو الغرفة بحجة تحضير حقيباتها دلفت مسرعة الي غرفتها و فورا أمسكت بهاتفها لتجد عدد لا بأس به من المكالمات الفائتة من حمزة...
أجرت اتصالها به ليجيب في لهفة وكأن اصبعه كانت عالقة علي زر الفتح...
أيوة يافريدة في ايه
همست له بصوت يكاد يسمع أيوة يا حمزة ماما ويوسف هنا عم دسوقي الله يسامحه فتن عليا وعرفهم اني هنا..
صمت لحظة يستعيد فيها ثباتهثم أتبع طب وبعدين حصل ايه
هرجع معاهم النهاردةلو كنت عاندت أمي كانت ممكن تقتلنيدي دخلت ټضرب فيا...
وبعدين يعني....صمت ليستجمع حروفه هترجعيله!
لم تصبر ثواني لتجيبه و هتفت بسرعة البرق لأ طبعا ..انا هرجع معاهم بس و هو هيقنع ماما اني اسافر تاني..
هو اللي هيقنع مامتك غريبة شوية بس أنا مش عايزك تسافري تاني يا فريدة..!
انت بتقول ايه ياحمزةازاي يعني وهفضل هنا تحت تحكماتهم
انتي نسيتي حصلك ايه هناك هترجعي للحيوان بشار ده برجلك تاني اذا كان أنا مش هرجع عشان لو شفته أقسم بالله ماهرحمه وهشوفلي اي سفرية تانية...
سرحت قليلا وهي تتخيل بقاءها يعني انا هرجع تاني
هترجعي بس المرة دي مختلفة هتكوني مخطوبة..
عقدت حاجبيها يعني ايه
يعني فرصة مامتك هنا أجي أخطبك منها...
اندفعت هاتفة لا طبعا يا حمزة اوعي تعمل كدة..
ليه يافريدة
تلعثمت في حروفها كدةلما تكلم مامتك وباباك الأول..
ابتسم بتهكم يا بنتي أنا اللي هتجوز مش هما...
بردو يا حمزة لازم تاخد رأيهم الأول..
انتي شايفة كدة يعني
اه...
انتهي حديثهم وبدات بالفعل بلملمة أغراضها و تجهيز حقائبها....
استقبلت مروة اتصالا علي هاتفها نظرت الي شاشته وابتسمت محركة رأسها...
ألو...
ازيك يا اسطا!
اسطا! انت كمان هتقولي اسطا زيهم..
لأ بس انا عندي حق أنا بشتغل عندك ياسطا...
ضحكت بخفة ههههه ماشي ياعم بلية نعم عايز ايه
ابدا اصلي لوحدي في البيت قلت أكلمك تونسيني...
لوحدك ليه أمال فين مامتك واختك
ماما سافرت مع يوسف يجيبوا فريدة من اسكندرية وأختي عند عمتي اللي هي خالتك...
اعتدلت فور سماعها بحضور فريدة وسألته السؤال الأبلة لإجابة قد أوفت بالغرض...
هي فريدة جت
ايوة بقولك راحوا يجيبوها...
ابتلعت ريقها و أتبعت مش كانت قالت مش هترجع
اه فعلا بس أهي غيرت رأيها الحمدلله...
اه اه حمدلله علي سلامتها طيب يا محمد معلش مضطرة اقفل ماما بتنادي عليا...
اوك انا كمان يوسف طالب مني مشوار صغير كدة هعمله يلا أشوفك بكرة في الورشة..
اوك باي...
أنهت المكالمة وألقت بهاتفها علي الفراش في ضجر كانت تعتقد أن فريدة قد اختفت ولن تعود وفرصتها لامتلاك يوسف قد بدأت ولكن حضورها من جديد سيفسد عليها كل طموحاتها..
سمعت صوت جرس الباب أثناء انهماكها في لملمة أغراضها لم تبالي واستكملت ما تفعل..
إلي أن سمعت أحدهم يقول حمزة الألفي...
أفلتت مابيدها أرضا في توتر وارتدت اسدالها ثانية في عجالة وخرجت من غرفتها في خطوات بطيئة للغاية حتي اتضحت لها الصورة...
كان يجلس الي جانب والدتها و يوسف علي الكرسي بمقابلتهم...
تجمدت مكانها عالقة نظرها به...نظر اليها مبتسما ويتابعهم يوسف بنظراته تفهم من هذا الرجل الذي يجلس أمامه قبل بدئه بالتعريف علي ماهيته..
كسرت سمية ذلك الصمت ..
انت كنت زميلها في الشغل
أجابها مبتسما أيوة...
قال يوسف في غيظ اعملي شاي لضيوفك يا فريدة..
أفاقت من تركيزها بحمزة ونظرت الي يوسف واومات براسها...
دلفت الي المطبخ مرتبكة تبحث عن ادوات الشايلتجده ينتشل ذراعها بقوه ويديرها اليه...
انتفضت محدقة عينيها..
فيه ايه يايوسف
ضغط علي فكيه وقال من تحت أضراسه علي أساس انك قاعدة لوحدك جاي ليه وانتي لوحدك
هزت رأسها بعشوائية غير مصدقة ماهي فيه وأتبعت بعد ابتلاع غصة حلقها لأ هو عارف ان انتوا هنا انا قلتله..
استكانت أضراسه قليلا وأتبع بنفس اللهجة الأجشة أمال جاي ليه
معرفش...
زم شفتيه وترك ذراعها وخرج...
لم تتحمل الوقوف و أعصابها لم تقوي علي فعل أي شئ تركت ما بيدها ولحقته ليخرجان معا ويسمعا سمية تربت علي ركبته مبتسمة....
عرف أهلك الأول يابني و بيتنا مفتوحلكوا في أي وقت...
قبض يوسف علي أصابعه بقوة محاولا التغلب علي غضبهلو سمح لغضبه أن يخرج لانهال علي الآخر بالصفع....
والأخري تسيبت أعصابها وفقدت الحركة استئذن حمزة من والدتها واعتدل ليرحل نظر الي يوسف نظرة مطولة غير مفهومة ومد يده للسلام ...
فرصة سعيدة...
بادله يوسف
نفس النظرة وسلم عليه...
نورت...
خطا نحو الباب و تبعته فريدة...خرج واستدار بجسمه اليها مبتسما ولكنها كانت لا تحمل علي وجهها الابتسام كانت عابسة تماما ...
هتسافروا امتي
سألها حمزة فأجابت بحنق...
بحضر شنطي وهنمشي علي طول...
تمام أنا كمان هحضر شنطتي واسافر علي طول هبقي أكلمك...
أومأت برأسها دون حديث حتي رحل أغلقت الباب واستدارت لتجد يوسف بنظرته الحزينة لها متحكما بما داخل مقلتيه و مسيطرا علي فقدان أعصابه...
ابتلعت ريقها و آثرت عدم الحديث عن هذا الموضوع واستئذنت لتستكمل ما بدأته.....
دلفت الي غرفتها وأمسكت بهاتفها وأجرت اتصالها بحمزة ...
حبيبتي...
ايه اللي انت عملته ده ياحمزة
سألته پغضب فأجابها...
عملت ايه يافريدةعملت حاجة غلط يعني
أيوة غلط وبعدين أنا قلتلك لأ انت ماحترمتش رغبتي..
عقد حاجبيه في ضيق غلطومحترمتش رغبتك انتي مكبرة الموضوع اوي علي فكرة أنا عملت عشان عايزك قلت أعملها مفاجأة ومنها نكسب وقت...
سحبت شهيقا و هتفت حمزة الموضوع ده كان محتاج تمهيد مني أنا الأول وبعدين انت بتبص ليوسف كدة ليه مش فاهماك
تلعثم وهتف أنا محستش بنفسي ببصله ازاي وبعدين طبيعي يعني اني غيران عليكي منه ومش طايقه كمان...
اااه طيب بص بقا يا حمزة فيه حاجة أنا نسيت أقولهالك مش معني ان يوسف كان متجوزني وانفصلنا اني بكرههأنا بس ماحبتوش وتفرق علي فكرة يوسف انسان محترم جدا وغالي علينا كلنا في البيت و وجودك معايا هيخليك تشوفه كتير و تتعامل معاه عادي جدا ...
استشاط حمزة ڠضبا وهتف بجدية انتي هتمنعيني اني أغير عليكي يافريدة علي فكرة الغيرة دي شعور مش بإيدينا بردو بالظبط زي ما انتي ماحبتهوش شعور مش بإيدك كدة...
صمتت للحظة ثم أتبعت بهدوء بص يا حمزة انا حبيت اوضحلك النقطة دي عشان لو هتأثر علي موضوعنا الموضوع لسة في ايدك ...
ماشي يا فريدة لما نرجع نبقي نتكلم واضح انك متضايقة دلوفتي والكلام وانتي متضايقة كدة مش هينفع خالص..
أغلقا الهاتف وبداخل كل منهم ضيق شديد....
سلم حمزة مفتاح الشقة الي دسوقي نظر الي شرفتها نظرة سريعة ثم استقل سيارته و رحل ...
أنتهت هي الأخري وخرجت اليهم وهبط الجميع ليستعدوا لرحلة العودة....
بعد طريق طويل خالي تماما من الحدبث فقط النظرات هي التي كانت تسأل وتجيب نفسهاوصلوا الي المنزل في القاهرة ليجدوا باقي الأسرة منتظريهم في الشرفة وهللوا لرؤيتهم...أسرعت فريدة وهي تصرخ فرحة تاركة حقائبها و الجميع و هرولت علي الدرج ابتسم يوسف وكأن البيت عاد اليه الحياة من جديد وتمتمت سمية بتهكم...
شوف البت سابت شنطها وجريت ازاي
معلش سيبيها تلاقيها هتتجنن علي فراولة...انا هطلعهم...
صعدت علي الدرج و هبط محمد وفراولة أيضا ليتلاقوا في منتصفه وبدأ الصړاخ والأحضان .....
دلف حمزة الي بيته ألقي السلام علي الموجودين ودلف سريعا الي غرفته...
ألقي بمفاتيحه علي المكتب وارتمي بجسده علي الفراش
أخرج هاتفه من جيب بنطاله وأجري اتصاله بفريدة...
كانت مازالت تجلس مع العائلة يتبادلوا الحديث والضحكات المفقودة منذ رحلت حتي دق هاتفها نظرت الي شاشته وتبدلت ملامحها مع نظرات الجميع اليها اعتدلت واستئذنت منهم في توتر...
دلفت الي غرفتها و استقبلت المكالمة...
حقك عليا..
ابتسمت و قالت انت اللي حقك عليا أنا كنت عصبية أوي معاكمعلش ماهو انت لازم تتعود علي كدة ...
خدي راحتكأنا هستحملوصلتوا
اه لسة داخلين من شوية..
وانا كمان لسة داخل..وحشتيني أوي يافريدة..
ابتسمت في خجل واستدارت لتجد علي المكتب لفة جميلة
متابعة القراءة