المطارد بقلم امل النصر
المحتويات
قوم وانا اقعد مطرحه
استجابت وردة الى تدليلها بابتسامة رائعة خطفت قلب شقيقها واسعدت يمنى التي تابعت نحوها
شعرك جميل قوي تقليل وناعم كدة انت عاملة زي البنات اللي بيجوا في الاعلانات
نهض صالح ليجلس امام شقيقته على عقبيه ليتابع حديث يمنى واستجابة شقيقته معها حتى هي بدأت تنتبه له ونظرت له مطولا قبل ان تجفل معه على دلوف رويدا السريع الى داخل الغرفة نحوهم وخلفها يونس ايضا تردد
هدر صالح پغضب
ودا ايه اللي جابة ده دلوقت
اجابته سيدة بپخوف
بيجي معانا احيانا ياولدي لما يبقى عايز يطمن على حالتها بنفسه من الدكتور حن عليك ياولدي قوم بسرعة لاحسن حد يشوفك واروح انا في داهية معاك
مش وقت الضعف دلوقت قوم معايا شد حيلك خلينا نمشي وننفد بجلدنا على الاقل يبقالنا فرصة في شوفتها مرة تانية
انتبه صالح على كلمته فصحح يونس
قصدي تشوفها انت يعنى
راجعاك تاني ياورة راجعلك ومش هاسيبك تاني بس اظبط ظروفي وارجعلك بابنت ابوي
طب يالا بقى جر اتسحب بهداوة واستناني على باب السلم الخلفي وانا راجعلك
دقيقيتين بالظبط وتنزلي عشان تحصلينا لو حسيتي بأي قلق اتصلي على طول
اومأت له يمنى وقبل ان يخرج يونس استدار مخاطبا وردة
في البلدة وبعد ان عادت ندى متأخرة عن
ميعاد رجعوها بساعتين على الاقل دلفت لتجد منزلهم تقريبا خالي من افراده حتى اجفلت على صوت ضحكات صاردة بصخب من قلب غرفة الجلوس تقدمت لتعرف من الضيف فاتفاجأت بشقيقتها سمر
التي جذيتها من ذراعها توقفها بعيدا حتى ادخلتها لغرفتهم معا
اردفت بها سمر نحو شقيقتها التي ردت بتأفف
اووف ياسمر عليكي وعلى زنك ما قولتلك من قبل ما اطلع اني رايحة ازور واحدة صاحبتنا عيانة دا انا استأذنت امي كمان
هتفت سمر بحذر لعدم سماع صوتها خارج الغرفة
ايوة قولتي ياندى بس ياحبيتي المشوار مايخدتش اكتر من ساعتين دي زيارة واحدة عيانة مش فسحة
اجفلت ندى من حدة شقيقتها فردت ببعض اللطف
اهو اللي حصل بقى يا سمر ضحكنا شوية انا وبقية البنات معاها وخدتنا الحكاوي ونسينا الوقت المهم بقى كنت عايزة اسألك مين الضيوف اللي مشرفينا النهاردة في اوضة الجلوس وعايز اعرف كمان هو ابويا سأل عليا ولا لأ
تكتفت سمر تجيبها بامتعاض
اطمني ياختي مسألش عليكي عشان هو مارجعش لسة من برة اصلا واما عن الضيوف بقى فدى تبقى عمتك روحية اصلها وصلت النهاردة من اسوان وسألت عليك على فكرة
تبسمت ندى تردد بسعادة
الله دي وحشتني قوي وربنا انا هاروح اسلم عليها
استني هنا الاول
اوقفتها سمر من ذراعها استدارت اليها الأخرى تسأله باستفسار
بتوقفينى ليه بابنتي هو في ايه بالظبط
ردت سمر من تحت اسنانها
ياناصحة يافالحة انت ناسية ان عندينا صالح وعمتك لو شافته وعرفت بقصته مش بعيد تعمل مصېبة وتفضح الدنيا
استوعبت ندى تردد پصدمة
يانهار اسود ايو صح دا انا كنت ناسية طب احنا هانعمل ابه دلوقتي
يتبع
الجزء الخامس
الفصل ٢٣ بقلم امل نصر
فتحت سمر الباب الخلفي للمنزل ليتسلل منه الأربعة في الداخل يمنى وصالح ويونس وسالم بعد تنبيههم لهم من قبلها سابقا في الهاتف بوجود الزائرين الجدد في المنزل
هي عمتك في البيت بقالها فترة طويلة يابت
سأل سالم مخاطبا سمر والتي أجابته على الفور
ايوة يابوي اصلها جات من العصرية واحنا دلوكت الساعة داخلة على تمانية العشية وطول الوقت كانت بتسأل عليكم انتوا التلات واحنا كل شوية نطلعلها بحجة شكل
وه دا احنا دي تلاقيها قلقت على كدة
قال يونس وهو يخلع الشال الصوفي من رقبته فرد سالم بسأم
واحنا كنا نعرف يعني بجيتها ماهي اللي طبت فجأة كمان ومدتناش فكرة بتلغراف ولا حتى تلفون
اردف يونس بحيرة
ايوة بس احنا دلوك هانقولها ايه انه حجة دي اللي هانبرر بيها غيابنا احنا التلاتة طول الوقت ده
اي حجة ياعمي وخلاص عمتي روحية طيبة أساسا وما افتكرش انها هاتكدب حد فينا المهم دلوقت احنا لازم نفكر ونشوف مكان لصالح يبات ويقعد فيه بعيد عن عمتي
قال صالح من جهته وهو يقوم بخلع الرداء النسائي الأسود
ومعه غطاء الوجه
ياجماعة ماتشلوش همي انا هاطلع دلوقت اتصرفلي في نومة في جمب مداري في البلد ولو غلبت يعني هاطلع عالجبل ما انا ليا عشة هناك كنت قاعد فيها قبل ما اجيلكم
هدر عليه سالم بصوت خفيض
تطلع الجبل كيف انت كمان هو انت ناقص لديب ولا حاجة عفشة هناك تهجم عليه في الدنيا الضلمة دلوقت
تبسم له صالح وهو يتحرك لينزل بجسده جالسا على حجر كبير وجده أمامه في ارض الحديقة
ياعم الوحوش والديابة امرها هين طلقة في الهوا وهاتخوفهم وتبعدهم عني انا خلاص اتعودت عليهم
طب والبرد الشديد اتعودت عليه برضوا كمان
سألته يمنى برد فعل غاضب اثار الحنين بقلبه نحوها وتابعت
انت جسمك ضعيف وراسك لسة جرحها مطابش يعني انت مش حمل برد ولا انفعال حتى
رد سالم أيضا
عندها حق ياولدي دا السقعة في الوقت ده تنشف الډم وتجمد الحي في مكانه
ايوة انتوا الاتنين يعني هاتبيتوه فين يعني بعد الكلام والحديت دا كله
اردف بها يونس بسأم فوجد الإجابة من ناحية أخرى
انا عملت حسابي من قبل ما تيجوا يابوي فرشت للأستاذ صالح في اؤضة الخزين بتاعة الغلة وحبوب القمح دا لو يرضى يعني
قالتها سمر وهي تنظر صالح بخجل اثار ابتسامة داخله شبهها من طباع شقيقتها يمنى فقال مشفقا
وانا ليا حق اعترض واكسفك بعد ما قدرتيني وافتكرت فيا يااا
اسمها سمر ياولدي
قالها سالم وأكمل له
كدة حلو قوي يالا انت روح مع سمر دلوك هاتوديك لفرشتك واحنا بقى هانلف وندخل من الباب التاني عشان نسلم على اختي ياللا يايونس ياللا يا يمنى
اردف بكلماته الاخيرة وهو يتحرك للخروج فتحرك خلفه شقيقه لكن يمنى تثاقلت اقدامها في التحرك بعد أن ذكرها برحيله المحتوم هتف ابيها بحزم
جري رجلك شوية يايمنى خلينا نطلع واختك تقفل الباب من جوا أومأت هي لأباها ثم خرجت بعد أن تقابلت عيناه بعينه حتى اختفت من أمامه تنهد صالح بثقل وكأنه يشعر بما تقوله بأعينها
عمتي روحية حمد الله عالسلامة ياجميل
هتفت بها
ندى بمرح فور أن طلت برأسها لداخل غرفة الجلوس التفتت اليها المرأة بصيحة هي الأخرى
اهلا بالسنيورة الحلوة ندى تعالي بابت سلمي وحشتيني يابت الفرطوس
ماتعرفيش تتصلي وتكلميني مع حتى مع امك في التلفون صغيرة انت على السؤال على عمتك يابت ها قوليلي صغيرة
قهقهت ندى بضحكة جلجلت في قلب الغرفة فهتفت نجية من الناحية الأخرى
وطي صوتك يابت وخفي الضحك شوية في شباب في الأؤضة هنا قاعدين
سيبك منها يابت مافيش حد غريب دا واد عمتك عيد مش فاكره
التفتت ندى على الجهة التي تشير اليها فتقابلت عيناها بأخرى بنية على وجه أسمر ضاحك حتى ظهرت أسنانه البيضاء يقول لها
انا مش حد غريب انا واد عمتك يعني اضحكي وخدي راحتك في الضحك كمان
انخفصت عيناها من الخجل امامه مع ابتسامة كبيرة حاولت اخفائها لتجفل على نكزة أخرى من عمتها وهي تخاطبها
ما قالك انه مش غربب اتحركي يالا وروحي سلمي عليه
خطت مضطرة نحوه حتى وصلت اليه لتمد اليه كفها على استيحاء قابله هو بمرح وهو يردف لها
وه وه وه دي بتتكسف صح ياجدعان الله يرحم خنقاتها معايا واحنا صغيرين فاكرة لما زقتيني في حوض الميا وابوكي بيسقي الأرض زمان
انطلقت الضحكات الصاخبة من الجميع في قلب الغرفة وضعت هي كفها على فمها تداري ضحكتها ايضا وتبتعد بخجل عنه قالت روحية بمشاكسة لابنها
ما انت اللي كنت خايب وحيلك مبتوت تعملك ايه هي بقى
لا والله ياما عمري ماكنت خايب دا هي اللي كانت عفريتة ودايما تاخدني على خوانه ومن ضهري صح ولا لاه ياندى عيني في عينك كدة وكدبيني لو كنت بتكلم غلط ها قولي ان كنت بتكلم غلط
هزت برأسها اليه غير قادرة على الرد من فرط ضحكها أمامه هتفت روحية من خلفها
اهي اللي كانت عفريتة زمان ياخوي كبرت وادورت وبقت عروسة تملى العين والقلب ناقصها غير فارس خيال
اومأ برأسه ضاحكا يردد بمكر
ايوة ماانا واخد بالي
واخد بالك من ايه ياناصح
رددها خلفه سالم بمرح وهو يدلف الغرفة وخلفه يونس ويمنى أيضا هتفت على اثره روحية وهي تنهض بتهليل
وه يامرحب يامرحب بالناس اللي غايبة من الصبح ومحدش شايفها
لساكي برضوا لسانك مسحوب ياروحية يابت ابوي
قالها سالم قبل ان يعانق شقيقته ويرحب بها بشوق لقاء الأحباب
بعد قليل كان الجميع مجتمعون على مائدة الطعام بتناولون وجبة العشاء في جو اسري افتقده الأشقاء منذ زمن طويل قالت روحية بمشاكسة كعادتها مخاطبة نجية
اهو وكلك الحلو ده يانجية هو اللي مخلي اخويا فيكي بيديه واسنانه
ردت نجية على مشاكستها
يعني من غير الوكل الحلو سالم ما فيا بآيديه وسنانه طب انت ايه رأيك في الكلام ده ياابو العيال
رأيي ان اختي رأيها صح
قالها وصمت يرى رد فعل زوجته التي سهمت پصدمة فعاد يردد ضاحكا سالم
وانت كمان صح يام العيال هو انا اقدر استغني عنيك حتى لو ما طبختليش واصل حتى
ضحك الجميع وتفاخرت نجية بزهو امام روحية التي تابعت موجهة خطابها لشقيقها الأصغر
واخد بالك انت ياحزين مش ناوي بقى تحل عقدتك انت كمان
في واحدة بيديك وسنانك ياواد عديت التلاتين سنة
تأوه يونس بفكاهة قائلا
يا بوووووي عليك يابت ابوي ماتفكرنيش دا انا لو عليا لكنت اتجوزت من عشر سنين وعبيت البيت بعيالي لكن اعمل ايه بقى في نقص الفلوس ها قوليلي اعمل
متابعة القراءة