ساكن الضريح بقلم ميادة مأمون
المحتويات
ماجدة و لازم تفهمي حاجة
شذى مش هتمشي كلامها علينا كلنا لمجرد انها رافضة حاجة بغبائها ده.
انه اليوم الرابع لها وحدها علمت معنى كلمته لها وما كان يقصده عندما نفذ لها طلبها مردفا لها.
افتكري انك انت اللي اختارتي.
نعم كان اختيارها هي و لذلك كان عليها إن تتحمل نتيجته.
وصل بها العند ان تغلق هاتفها ولا تجيب على اتصالات والدتها او تهاتفه هو و لا حتى فكرت ان تراسله كما فعلت بالسابق.
طيلة الاربع ايام كان منشغلا مع هؤلاء العمال الذين حضرو بأمر منه ليبدؤو العمل في هذا البيت
و هو يقف على رأسهم لينهوه بأسرع وقت تحت نظرات والده الحاقده والغير راضية عن مايفعله.
ليهتف فيه الشيخ حسان بضجر....
انا مابقتش فاهم انت عايز ايه بالظبط يابني منين بتقول هطلقها ومنين قولت لخالتك وامك انك بتوضب البيت ده ليك انت وهي.
افتكرت ان أبغض الحلال عند الله الطلاق يا حج.
أبغض الحلال اه لكن مش حرام يا مالك.
مالك ضامم له حاجبيه
وانا ماقدرش اني أغضب ربنا حتى لو ده حلال لكنه ابغضه.
الشيخ حسان مستهذئا به
ههههه بنت ماجدة حتة العيلة الصغيرة دي عملتك انت بجلالة قدرك يا دكتور لعبه في ايديها خليتك يويو ترميك وتشدك ليها وقت ماتعوز.
الله يسامحك يا
ابويا انا بس نفسي اعرف انت پتكرها كده ليه.
الشيخ حسان منتفضا من جانبه
هذه المرة سخر مالك من ابيه
الدكتوره اللي حبتها رامتني على طول دراعها وراحت اتجوزت واحد معاه فلوس يا حاج
أما بقى بخصوص أهل شذى فامحدش بيختار اهله يا أبويا
ليشير له باصباعيه واخدة طبع الاتنين يا حج شوفت نصيبي بقى.
كاد والده ان يذهب من أمامه ليلتفت له قبل أن يرحل
بتلتمس اعزار لمين وبتدور على حجج فارغه ليه بنت محمد العسال مش هيجيلك من وراها غير المصاېب يا دكتور.
زفر بحنق متأثرا من كلام والده ليقف حائرا مزمجرا لنفسه
الليلة كانت دافئة يبدو أن الشتاء قد شرف على الرحيل.
فضلت أن تجلس على مقعد وثير بجانب تلك النافذة المطلة على النيل مباشرة تلبس كنذة صوفية سوداء اللون بفتحة دائرية كبيرة من علي صدرها على شورت قصير اسود اللون أيضا ليطغي عليه بياض قدميها
تستمع على هاتفها الي اغنية اصالة الشهيرة.... خانة الزكريات.
لم تشعر به حين ولج إليها حيث كانت مغضة العينين يبدو أنها غافيه وهي متكورة بهذه الطريقة على المقعد بعد أن احتست ما بيدها.
قادته قدماه الي صوت الهاتف و كان بلحظه يقف امامها ليراها على حالتها هذه
بالرغم من جمالها الا انها كالوردة الزابله لكم يود الان ان يجذبها اليه و يحتضنها
سحب الهاتف من علي قدمها واغلقه جذب ذلك الكوب من يدها و ضعه على المائدة الصغيره.
وهتف بخشونه
شذى قومي نامي جوه
كانت غافية حد الثمالة لدرجة انها فتحت عيناها قليلا لتري طيفه كالشبح امامها
و بدون ارادة همست له.
مالك حبني.
لاء بطلنا و الله خلاص فوقي يا ماما وقومي غيري الار.. ف اللي انت لابساه ده و قاعدالي بيه قصاد الشباك.
انفزعت أثر سماع صوته الخشن و انتفضت واقفة وهي تعتصر جبينها....
انت هنا من امتى.
من ساعة خانة الزكريات اللي حتطيني فيها يا اختي.
وايه
اللي فكرك بيا جيت ليه انت مش رمتني هنا من اربع ايام وسيبني.
وقف ينظر إليها وكأنها حيوان ذو رأسين ليتخطها متجها الي غرفة ملابسه وهو يستهزء بها.
غبية و مترددة
صړخت وجرت امامه لتوقفه بشراسة وهي تزجه بيدها في صدره.
ماتشتمنيش! انت رمتني هنا وقفلت
عليا وسيبتني لوحدي وجاي دلوقتي تشتمني.
وأكسر رقبتك كمان انت اټجننتي بتمدي ايدك عليا يا شذي.
لم تفزع من صوته ولم تبعد يدها عنه بل زادت ضړبتها على صدره ظانه بهذا انها تألمه.
تكسر رقبة مين دانا شذى بنت محمد العسال فاكرني هخاف منك انت.
كده طب تعالي بقى وانا اعرفك هتخافي ولا لاء.
حملها بين يديه معتصر يديها بقوه خلف ظهرها وبلحظه كانت ملقاه على الفراش استدار ليغلق الباب و هو يشلح قميصه من عليه
ليجدها تقف خلفه وتضغط باسنانها على كتفه.
يا مجنونه بتعملي ايه زجها بعيدا عنه لتسقط على الأرض ويتبعثر شعرها حول وجهها المنحني
لتنظر له بكل شراسة وتصرخ...
وبعد
عابثة لتئلم جسدها.
ظنت انه قد رحل في الصباح الباكر بيد مرتعشة تمسكت بقميصه الملقى بجانب الفراش وجذبته إليها لترتيده وترجلت للخارج بهيئتها المبعثرة هذه.
ولجت غرفة الطهي وفتحت البراد لتجلب لنفسها الماء لتروى به ظمئها.
وقف يحتسي كوب القهوة وهو ينظر إلى هيئتها هذه بأبتسامة نصر تملئ وجهه
مشيرا على ما تلبسه ملقي عليها بسؤاله.
ايه اللي لبسك قميصي
رفعت قنينة المياه من علي فمها شاهقة بفزعة من صوته.
انت لسة هنا
اوصد يديه حول صدره بعد أن وضع ذلك الكوب من يده قائلا.
ومش همشي انا قاعدلك هنا النهاردة
شذى بلا مبالاة
براحتك خليك قاعد.
طب ممكن نقعد نتكلم بهدوء زي الناس العاقلين.
بص انت عايز تقعد براحتك لكن ما تفرضش عليا اني اقعد واتكلم معاك انا مش عايزة اتكلم مع حد.
جذبها اليه قبل أن تخطو قدميها الباب وجمدت يده على رسغيها ناظرا في عيناها بقوه.
لاء هاتقعدي و هاتتكلمي معايا بكل هدوء و مش هاسمع منك غير كلمة حاضر يا مالك ياترى كلامي مفهوم ولا فيه حاجة غريبة عليكي.
لتردف هامسة وهي تضع جبهتها على صدره
سيب ايدي بتوجعني اصلا جسمي كله بيوجعني يا مالك.
لانت يده و لان قلبه أيضا لها ليضمها اليه و يقبل رأسها بحزن.
انت السبب في اللي احنا فيه ده طولة.... و قلة... هما اللي خلوني اعاملك بالطريقة دي.
اوعي سيبني انا عايزة اطلق منك.
تنهد بقلة حيلة و ازاح يده عنها و هتف...
تمام لو ده طلبك هنفذه ليكي و مش هاعترض طريقك اصلا انا من الاول كنت عايز اسيبك زي مانت وانت اللي رفضتي ده.
شذى بدموع منهمرة على وجنتيها
عشان كنت حمارة و فاهمة انك بتحبني بس للأسف طلعت مش بس مش عايزني دانت پتكرهني كمان
في حد بيكره مراته بيعقابها العقاپ ده يا متخلفة انت
سئل مالك هذا السؤال بعين كالجمر و صوت جاهور.
جلست على الاريكة تبكي بحرارة وتصرخ له.
و مافيش واحد بيحب مراته يقوم يجيب لأمها عريس يا دكتور.
وقف غير مستوعبا ما تقوله هاتفا
كلمه واحده هاقولهلاك جوازنا دلوقتي متوقف على موافقتك بجواز امك لو انت وافقتي مش هاطلقك
لكن لو رفضتي اعرفي انك كده نهيتي كل حاجه بينا يا شذى.
رفعت رأسها له بعين جاحظه
انت بتحط دي قصاد دي يا مالك.
اومئ لها برأسه معاندا لها
اه مش انا مش را.. في نظرك قابلي بقى اللى جاى يا شذى ويكون في علمك احنا هانرجع الحسين على اخر الاسبوع وهاتعتزري لأمي ولأمك على كل اللي عملتيه ده
ولو رفضتي هترجعي تعيشي مع امك تاني أما بقى لو وافقتي فا بيتك الجديد مستنيكي يا قلبي.
ثم تركها تجلس كما هي تفكر فيما القاه في جعبتها.
اليوم عادت اليهم بعد أن أعطته رأيها بالموافقة
لكن مازالت متحفزه على خصامها له ولم تتحدث مع أي منهم أيضا عبر الهاتف.
دلف بها إليهم و هم جالسون ليجذب من علي عينيها نقابها و يهتف.
اعتذري.
رمقته بنظرة غاضبة ثم التفتت إليهم واحنت رأسها ولم تتفوه بأي كلمه.
زفر مالك معنفا لها بنظرة عينه
يلا يا شذى انت وافقتي على اتفاقنا و عشان كده جبتك لهنا تاني.
عيناها امتلئت بالدموع وتسمرت مكانها و اردفت له بهمس
انا ماغلطش فيهم ليه عايزني اعتذر عن حاجة معملتهاش.
كبريائها يمنعها عن الاعتذار و مع ذلك هو يريد أن تتخلى عن عنادها.
هاترجعي تعندي تاني انت عارفه دا معناه ايه.
ظلت متماسكة لم تنظر اليه لتجد يد من انجبتها تنتشلها من هذا المأزق و تغمرها بحنانها تجذبها إليها متكئه على كتفها قبل أن تسقط.
ماجدة محتضناها و رافعه نقابها
وحشتي ماما اوي يا قلب ماما كده برضو يا شذى هونت عليكي تسيبيني وانا في الوضع ده و تمشي.
شذي بدموع
انت اللي عايزة تسيبيني يا ماما.
ربتت ماجده على كتفها وهمت لتحثها على الجلوس
اسيبك واروح فين بس وانا متجبسه كده تعالي اقعدي جانبي هنا.
جلست مقابل خالتها التي كان وجهها جامد وكأنها تقول لها انت غير مرحب بكى.
التفتت شذى الي زوجها الغاضب أيضا و تحدثت
مش قولت هنطلع نجيب الشنط ونروح البيت التاني.
اردف بلغز لا يعرف حله احد الا هي فقط
انا قولت بس انت ماعملتيش.
رفعت عيناها لتقابل عين خالتها لتعاود النظر الى والدتها تحاول أن تغير الحوار.
عاملة ايه دلوقتي يا ماما لسة رجلك بټوجعك.
تفهمت عليها والدتها التي ربتها على عزة النفس و عدم التخلي عن كبريائها..
يعني شوية ابتديت اخد على الجبس بس بقى اللى تعبانة معايا بجد هي اختي حبيبتي خالتك تقريبا مابتسبنيش يا شذى.
ابتسمت لها شقيقتها وهتفت توبخها على ما تقوله
بس يا هبله هو احنا في بينا شكر برضو.
انتهزت شذى هذه الفرصة وتدخلت في الحديث
ربنا يخليكم لبعض خالتو مجيدة دي امنا كلنا اصلا.
لم تردف بكلمة فقط اصتنعت لها ابتسامة صفراء و اومئت برأسها.
تنهدت شذى لتصبر نفسها و وقفت بتجاهها بقلة حيلة
طيب انت تكسبي ثم همست بصوت خفيض حتى لا تسمعها انا اسفه يا خالتو.
لكنها إنتبهت لما تقول لتصيح فيها
اسفه! هو انت دوستي على رجلي من غير ما تقصدي يا بنت اختي قال اسفة قال.
تدخل مالك جالسا بجوارها بعد أن تنفس الصعداء حين قالتها
خلاص بقى يا أمي شذى عرفت انها غلطانه واعتذرت على غلطها مش عايزين نفتح الموضوع ده تاني لو سمحتي.
ربتت الحجة مجيدة على فخذه موافقاه الرأي وسألته
خلاص يا حبيبي بس قولي رديت على الدكتور ولا لسه.
نظر مالك إلى خالته و ابنتها التي التفتت لما يقولونه و قرر ان يفتح الحديث امامها.
ايوة رديت عليه زي ما ماجدة قالت بالظبط
متابعة القراءة