غرام المغرور بقلم نسمة مالك
المحتويات
مازال يعمل على مقطع الفيديو
اخذته منه خديجة وبدأت تتابع الحوار بينه وبين مارفيل باهتمام لتشهق بقوةوأسرعت بوضع كف يدها على فمها تكتم شهقاتها ونظرت له پصدمة مردفة
الفيديو دا اتبعت لفارس!
حرك محمد رأسه بالايجاب و تحدث بأسف قائلا
خديجة انا واقع في عرضك وبترجاكي تساعديني مخسرش فارس
أنا عارف
إني مكنتش ليكي الأخ اللي بتتمنيه ورميتلك ابني تربية وبسببه أنتي رفضتي الجواز واكتفيتي بيه!
انت بتقول ايه بس يا محمد انت اهدتني بأجمل هدية في حياتي كلها فارس دا ابني ولو رجع بيا الزمن هختاره هو تاني
قالتها خديجة بابتسامة وعبراتها تهبط ببطء على وجنتيها وربتت على كتف شقيقها بحنان مكملة
محمد بلهفة فارس مع مراته على اليخت كلمي مراته وخليها تتخلص من تليفونه دا خالص وترميه في البحر يا خديجة
أسرعت خديجة نحو هاتفها المرضوع على منضدة بجانب سريرها وتحدثت بتراوي و نضج
هكلمها بس هكلم غفران صاحبه الأول وهخليه يروحله علشان لو حصل اي حاجة لقدر الله يبقي جنبه
محمد وسار نحو الخارج بخطوات راكضة وقد حسم أمره بأن يفعل كل شيء وكل ما بوسعه حتي لا يخسر وحيده
الحمد لله
بشالية غفران
رنين هاتفه بستمرار ازعجهما اعتدل غفران بكسل ومد يده
جذب الهاتف ينظر بشاشته بنصف عين
خديجة!! قالها بقلق وأسرع بالرد عليها مغمغما
اجابته پبكاء غفران أنا أسفة إني بكلمك بدري كده بس انا قلقانة اوي على فارس وعيزاك تروحله بنفسك اليخت أرجوك وتطمني عليه
طيب أهدي انا مأمن اليخت كويس جدا بأحسن طقم حراسة وهتحرك من عندي واروحله حالا وأول ما أوصل هكلمك اطمني قالها غفران وهو
يبتعد عن زوجته برفق ونهض مغادرا الفراش وبدأ يرتدي ثيابه على عجل
أردفت بها عهدبصوتها الرقيق الناعس وهي تنهض هي الأخرى وتسرع بارتداء ثيابها
اقترب منها غفران وقبل جبهتها مرددا
عهد حبيبتي كملي نومك وأنا مش هتاخر عليكي
لا يا غفران خدني معاك بدل ما اجي وراك وأنت عارف إني اعملها
صړخت بها عهد پغضب طفولي وأمام أصرارها خضع لطلبها كعادته مع عنيدته
مرت عدة دقائق
حدثت خديجة خلالهم إسراء وعادت بالاتصال ب غفران مرة أخرى
بجوار يخت ساحرة المغرور
توقف غفران بأحدي الماكينات المائية شديدة السرعة يقودها هو بمهارة عاليه تجلس زوجته خلفه متمسكة بخصره بكلتا يديها
كان هناك حشد من القوارب الصغيرة يجلس بها حرس فارس الخاص تقف على جانبي اليخت
اطمني يا ديجا أنا وصلت لليخت والجو هادي
ومافيش اي حاجة
تقلق!
أردف بها غفران عبر السماعة الموضوعة داخل أذنة
توقف عن الحديث فجأة وعقد حاجيبه بدهشه حين لمح إسراء تسير بخطي مترنجحة ويظهر عليها الاعياء الشديد وقامت بألقاء الهاتف بالمياه
شهقت عهد حين رأتها هي الأخرى وتحدثت بفزع مردفه يا نهاري دي شكلها دايخة خالص
أستعد غفران للقفز حين رأي تمايلها يزيد ويتضاعف حتي أوشكت على السقوط هي الأخرى مرددا برجاء
لا لا لا لا أوعى تعمليها وتقعي يا مدام فارس
ولكنها لم تكن عند حسن ظنهما وسقطت بالمياه جعلت غفران يسرع بالقفز هو الأخر ومن ثم قفزت خلفه عهد و سبحو نحوها بأقصى سرعة لديهما
الله أكبر
فارس
رباه ماذا يحدث!
أطلق آهه ألم نابعه من أعماق قلبه الذي أنقبض بل اعتصر پخوف وفزع مبهم لا يعلم سببه تلاحقت أنفاسه وكأنه أوشك على المۏت غرقا فصړخ بعلو صوته مرددا اسم زوجته وهو يركض لخارج الحمام باحثا عنها كالمچنون
إسرااااااء !
لم يجدها مكانها على الفراش لا يعلم كيف ومتي قفز داخل سرواله أثناء ركضه لخارج الغرفة
جحظت عينيه حين لمح صديقه غفران وزوجته يتسابقان نحو شيء ما بجوار اليخت دون أن يعطي نفسه فرصة للنظر حتي كان قفز من فوق اليخت داخل المياه وبدأ يدور بعينيه باحثا عن زوجته حتي لمحها تسارع الڠرق
خدي نفس متخفيش حبيبتي أنا معاكي
بصعوبة شديدة همست له بضعف وهي تختبئ فيه
إسراء أنتي كويسة
الحمد لله يا عهد
قالتها إسراء بصوت مرتجف وقد بدأ الخۏف يتملك منها حين رأت وجه زوجها الغضوب أثناء مساعدته لها لترتدي مئزره الخاص والذي كان كبيرا جدا عليها وقام برفع الكاب على شعرها ومن ثم سبح بها نحو درج اليخت وصعد بها حاملها بخفة ورشاقه
سار نحو أقرب مقعد ووضعها عليه وبدأ يتفحصها بدقة متمتما بعدم فهم
أيه اللي خرجك من أوضتنا يا إسراء!
ابتلعت
إسراء لعابها بصعوبة وقد عجزت عن النطق بحرف لا تعلم ماذا تقول له
كانت بترمي تليفونك في البحر يا فارس
قالها محمد الذي صعد للتو على متن اليخت بصوته الصارم رغم توتره وقلقه
البادي على محياه
رفع فارس رأسه ونظر تجاه والده بملامح منذهله ليحرك محمد رأسه بأسف جعل فارس ينظر ل عهد وتحدث قائلا
خليكي معاها يا أم زين من فضلك ثواني
عهد بابتسامة بشوشة من عنيا طبعا اطمن عليها إسراء دي أنا بعتبرها زي أختي والله
مال فارس على زوجته ثانيا وقام بحملها متوجها نحو غرفتهما وقبل ان يسير بها نظر لوالده مردفا
ثواني وراجعلك يا أبو فارس
بالفعل عاد فارس خلال ثواني معدودة وقف أمام والده ينظر له يحثه على استكمال حديثه
تنهد محمد بتعب وبدأ يتحدث بصوت مرتجف
أيوه يا ابني أنا طلبت من خديجة تكلم مراتك وتطلب منها ترمي تليفونك بعد ما الدكتورة اللي طلبت منها ترقبنا أنا وولدتك صورتنا واحنا بنتعاتب بكلام لو سمعته علاقتي بيك هتدمر
صمت لوهله وبدأت العبرات تلتمع بعينيه
وأطلق شهقه مكتومة ونظر لعينيه يستجديه مكملا
وأنا مش عايزك تزعل مني يا فارس يا ابني ونبدأ صفحة جديدة أرجوك
اقترب منه بخطوات مرتجفة للحظة تخيل فارس ان الأدوار تبدلت و أنه أصبح والده وهو طفله وقد فعل خطأ لا يغتفر و يقف أمامه يبدو عليه الذعر الشديد
هيئته المرتعدة أعتصرت قلبه بقبضة من حديد
تأمله محمد بابتسامة واعين بدأت تفيض بالعبرات و ما أصعب بكاء الرجال وشعور القهر والندم الظاهر عليه بوضوح
لو عايزاني احكيلك هحكيلك!
قطع حديثه حين تحدث فارس بلهفه ونبرة متوسلة
متحكيش متحكيش يا أبو فارس
أبتسم له ابتسامة يخفي بها عبراته مكملا
أنا ابنك وانت أبويا مش من حقي اعقبك على اللي فات ولا حتي على اللي جاي من حقك أبرك وأطيعك وأبقى سندك وعزوتك دا حقك عليا وأنا مجبر أعمله خلينا نبدأ صفحة جديدة يا أبو فارس
انهمرت دموع محمد بغزارة ونظر لوحيده الذي ادهشه بأخلاقه وسعة صدرة بنظرات منذهلة و دون سابق إنظار كان جذبه بعناق قوي وبدأ يبكي بنحيب ويتحدث بصعوبة من بين شهقاته
راجل يا فارس راجل يا ابني
راجل من ضهر أجدع راجل يا أبو فارس
قالها فارس وهو يبادله عناقه وقد
وجد راحة قلبه وباله التي كانت غائبة عنه لسنوات
أبتعد عنه محمد و نظر له پغضب مصطنع
مردفا
أيوه طبعا ياض أنت ويله اتفضل خد مراتك ولف بيها العالم وقضو شهر عسل عظمة ومترجعش غير لما يحصل المراد
ربت على كتفه بقليل من العڼف مكملا
أنا عايز أحفادي يبقوا حواليا في أقرب وأسرع وقت
علم وينفذ يا محمد باشا
قالها فارس وهو يرفع كلتا يديه و احتضن وجه والده بين كفيه وبدأ يزيل عبراته بحنان بالغ ومن ثم مال عليه وقبل جبهته بحب مكملا
أنت تؤمرني يا أبو فارس
استغفر الله العظيم
بغرفة خديجة
يا تري عملت ايه يا محمد!
قالتها خديجة وهي تسير بقلق ذهابا وايابا وتفرك يديها ببعضهما
دقات هادئة على باب غرفتها جعلتها تركض بهرولة ظنا منها ان شقيقها قد عاد فتحت الباب بلهفة لتجد هاشم يقف أمامها وينظر لها بابتسامة المدوخة
صباح الخير يا خديجة
هاشم من فضلك
أنا مش فايقة خالص دلوقتي!
قطعت حديثها وجحظت عينيها حين خطي هاشم داخل الغرفة وغلق الباب خلفة وتحدث باصرار وهو يتعمق النظر لعينيها قائلا
مش همشي قبل ما أعرف سبب زعلك مني المفاجيء دا يا ديجا!
نبرته الحادة ونظرتة التي جعلت قلبها يدق كالطبول اجبروها على الحديث دون أرادتها وكأنه يمتلك مفعول السحر عليها
سمعتك وانت بتتكلم في الفون و بتقول عليا لا خديجة متجوزتش أصلا يا أمي
عبست بملامحها بطفولة وتابعت بنبرة أوشكت على البكاء
يعني قصدك إني عانس مش كده!
فتح هاشم فمه ببلاهه وهو يقول
انا قولت لوالدتي إني لقيت بنت الحلال اللي هتجوزها ومستني ردها و امي كانت بتسألني عنك بعفوية بتقولي هي أرملة زيك ولا مطلقة فأنا جاوبتها وقولتلها أنك متجوزتيش أصلا يا خديجة ومش شايف ان دي حاجة تعيبك أبدا بالعكس لو كنتي سمعتي باقي المكالمة كنتي هتعرفي مدي فرحتي إني هبقي أول راجل في حياتك
صمت لوهله يلتقط انفاسة ومن ثم تابع
معقولة زعلتي مني علشان كده مش ممكن رقتك دي يا خديجة!! أنا مكنش قصدي اللي فهمتيه أبدا
قالها هاشم بنبرة صوته الصارمة ولكنها أصبحت مغلفة بحنو ولهفة راقت خديجة كثيرا انبلجت شبه ابتسامة حالمة على ملامحها البريئة اخفتها سريعا
عبست بطفولة و ابتعدت بعينيها عنه مردفه پغضب مصطنع
هاشم من فضلك سبني لوحدي أنا مش عايزة اتكلم ولا عايزه اسمع صوتك
رمشت بأهدابها عدة مرات وقد تسمرت مكانها من هول الموقف بالنسبه لها
هاشم أنت بتعمل
الخاتمه
بغرفة إلهام
طرقت إيمان الباب وخطت نحو الداخل بعدما وصل لسمعها صوت إلهام الحنون تأذن لها بالدخول
صباح الخير يا خالتي غمغمت بها إيمان بخجل و هي تقترب من صغيرها النائم بجوار الصغيرة إسراء وحملته بحذر أمام أعين إلهام التي ترمقها بنظرة عابثه وابتسامة لعوب تزين ملامحها مردفة بشقاوة
صبحية مباركة يا عين خالتك
ابتسمت لها إيمان ابتسامة حزينة جعلتها تعقد حاجبيها وتكمل مستفسرة
مالك يا إيمان يا بنتي! جوزك زعلك ولا أيه
حركت إيمان رأسها بالنفي وبدأت تبكي مردده بغصة يملؤها الآسي
تامر مزعلنيش يا خالتي انا اللي خاېفة أكون بظلمه علشان كده هطلب منه يتجوز هو ملوش ذنب في أني مبخلفش
أيه يابت الهبل اللي بتقوليه دا!
أردفت بها إلهام
بهدوء وتراوي وتابعت بتعقل قائله
يابنتي بلاش تنكشي على النكد بإيدك الراجل مشتكاش
ربتت بكف يدها على ظهر محمود الصغير
واشتري خاطرك ونفذلك طلبك لما قولتيله نتبني عيل نربيه والحمد لله بقي عندك واد زي القمر ربنا يحفظه ويباركلك فيه عايزه تفتحي على نفسك فتحة أنتي لا يمكن تكوني ادها ولا هتستحملي لحظة واحده تشوفي جوزك مع واحدة غيرك
صمتت لبرهه تلتقط أنفاسها وتتابع رد فعل
إيمان لتري أثر حديثها عليها ومن ثم نهضت جالسة بحرس مستنده على الفراش والسرير حتي جلست على كرسيها المتحرك وتحدثت بتنهيدة وهي تضغط على زر الكرسيي متجهه لخارج الغرفه
اعقلي يا إيمان يا بنتي وحافظي على بيتك وجوزك و ابنك وخليكي هنا مع إسراء لتصحي على ما اطمن علي خديجة و أعرف مالها هي كمان و أرجع أوام
جلست إيمان على طرف الفراش تفكر بحديث إلهام الذي أعاد لها
متابعة القراءة