رواية خادمة القصر بقلم اسماعيل موسى
المحتويات
لازوردى وارجوانى ينبعث من فم القطه ميمى تصاعد الطيف الذى كان يشبه البخار واهتز وشكل وجه حبيبته الراحله تلا ثم صدرها وبقية جسدها
كان الطيف مثل الوان لوحه خطتها فرشاه وكان على الجسد ما يشبه خطوط الكتابه كلمات مكتوبه بخط احمر رفيع باهت لا يمكنك قرأتها ثبت ادم فى مكانه بعيون مفتوحه تتجمع خلالها الدموع كانت القطه ميمى الان تتألم بصوت مرتفع وكأنها تقاوم شيء ما يحاول قټلها ضغط ادم على زر التصوير فى الهاتف النقال دون أن يشعر وانطلق وميض الفلاش ليغرق الغرفه.
هكذا الحياه لا تعرفنا قيمة بعض البشر إلا بعد أن نفقدهم
انهار ادم على السرير وكان لازال يحتضن الفراغ ينتحب بتشنج.!!
لا ترحلى يا عزيزتى
ظلى هنا قربى
حبيبتى اين اختفى وجهك المتلالئ كالمرجان وتأججت كل المشاعر التى كان ډفنها داخله
اه لو يمكننى زيارة قپرك لكنت زرعت كل يوم زهره وبكيت حتى ابتل الجدار
يعتقد المرء انه نسى وان كل شيء أصبح عادى وحياته ستسير بصوره طبيعيه ثم فجأه ذكرى واحده او صوره او محادثه او حتى كلمه تعيد الماضى راكضآ بسرعة الريح.
الماضى لا ېموت إلا فى قلوب اولائك الذين لا يمتلكون الشرف.
كأنها خرجت من رحم والدتها للتو
او كناشط سياسى خدره البوليس السرى فى بلد وفتح عينيه ليجد نفسه فى بلد اخر كأنها ترى القصر لأول مره
من الغرفه من العالم الذى وجدت نفسها فيه تسلقت الشرفه بصعوبه ثم قفزت واختفت بيت العشب
لم يمنعها ادم كان محطم تمامآ جسده مخدر وعقله فى حاله من الاوعى عيونه مفتوحه وبؤبؤ عينيه ثابت لا يتحرك
كان يحاول ان يقنع نفسه ان ما حدث للتو ليس حقيقى
المۏتى لا يعودون من مقابرهم ابدا ولا يلقون التحيه
قال ادم كانت هنا هره جميله ثم رحلت أجمل هره رأتها عينى الهره لن تعود مره اخرى لقد رحلت مثل حبيبتى
انه مجرد طيف تخيله عقله المتعب هكذا اقنع ادم نفسه وشعر بحرقه ساحقه فى صدره كحامض بقايا طعام اخر الليل تجمع منذ سنين فتح باب غرفته كان يحتاج كوب شاى هبط الرواق وكان مشيته بطيئه لمح واحده من الخدم طلب منها فنجان قهوه لكن بهدوء دون أن تحدث ضجه مش عايزين نزعج الناس إلى نايمه فاهمه
انتهى كل شيء هكذا سمع ادم صوت نرجس تخبر شخص ما داخل القبو قضيت عليها
هذه الروح اللئيمه لن تزعجنا مره اخرى التهمتها سمكه وقهقهت نرجس لا محسن هنداوى ولا غيره احنا كده فى آمان!!
ثم اردفت نرجس على فكره انا عرفت مكان ديلا
ماجى بجد انطقى بسرعه فين
نرجس حيلك حيلك مفيش حاجه من غير مقابل
ماجى الراجل خلاص اټجنن وهتاخدى كل الفلوس إلى انتى عايزاها انطقى يا نرجس شوفتيها فين
نرجس قولتلك مفيش حاجه من غير مقابل ادفع يدفع لك العالم
ماجى حاضر هديكى كل الى انتى عايزاه عارفاكى مش بتشبعى قوليلى بقا فين البنت دى عشان نخلص منها
نرجس وانا براقب القطه كانت خارجه من بيت ست عجوزه
ماجى فين البيت ده!
نرجس البيت !!! ثم انغلقت عيونها فجأه كمصاپ صرع وسمعت همس الخدم لا تقولى هناك من يسمع فتحت نرجس عينيها وتوقفت عن الكلام
وكان ادم الفهرجى يحاول سماع مكان البيت لكن الصوت خبى واختفى جالس على مقعده بعيون مغمضه واذان مترصده
القصه بقلم اسماعيل موسى
فتحت نرجس باب القبو ورأت ادم جالس على المقعد بلا حركه
ماجى من خلفها يا نهار اسود يكنش سمع
نرجس معتقدش دى مش حالة انسان فى وعيه خالص
لو كان سمع حاجه كان زمانه اتحرك او حتى اختفى لما حس بالحركه
ماجى! طيب ازاى نزل هنا من غير ما يحس
نرجس مين الى سمع سألت الخدمه
همس فى الأذن لا نعرف كان هناك من يسمع
وسط الكلام خرجت الخدامه من المطبخ شايله فنجان قهوه وضعته قدام ادم
ابتسمت نرجس بخبث كل شيء واضح
ماجى انت لسه صاحى يا ادم
ادم مكنش جايلى نوم قعدت مع ميمى شويه ولما هربت قلت انزل اشرب كوباية شاى
غمزت نرجس بعينها لماجى وقالت الصباح رباح يا ماجى هانمانا هدخل انام وتركت ماجى التى فهمت ما تقصده نرجس مع ادم والذى لم يتأخر هو الأخر ربع ساعه وصعد غرفته
عاد القصر لسكونه مره اخرى ادم داخل غرفته وبيفكر نرجس شافت ديلا فين
مفيش اى فرصه للغلط لازم يلاقى ماجى قبليهم لو
الساعه كام سأل ادم نفسه وهو يمسك هاتفه النقال..
كانت هناك صوره ملتقطه بالخطاء ليست صوره واحده بل عدت صور____
وضع ادم الهاتف امام عينه وحدق به انه الطيف الذى رآه وتبخر
لم يكن حلم ولا تخيل ولا
هذيان كانت صورة حبيبته تلا امام عينيه ______
يتبع
رواية خادمة القصر الحلقة الخامسة والثلاثون
تلألأ طيف تلا الازوردى امام العيون الحزينه التى تسكن وجه ابيض متغضن القسمات كان الطيف كلوحة فنيه بريشة بول جوجان والوان كلود مونيه فى بركة زنبق المياه ولم يلحظ ادم إلا لاحقآ خطوط الكتابه الحمراء الرفيعه التى تتقاطع لتشكل كلمات وظل ادم محدق فى الصوره بعيون داميه تتساقط الدموع منها كورقة شجر تجمع فوقها ماء المطر وبزخ امام عينيه كلمة منزل مقبره اول شجرة السنط قناية الماء اتسعت عينى ادم بدهشه لم يكن مجرد طيف كانت رسالة وداعيه من حبيته المېته وتذكر ادم قناية الماء التى رأها امام المنزل الطينى بدل ملابسه وقبل شروق الشمس كان يقطع الطريق نحو القريه المجاوره فوق مهرته باكى والتى كانت تركض كالسهم بعد أن نسيها ادم مده طويله
وصل ادم البيت الطينى الهادي قيد المهره فى شجرة الصفصاف وركض تجاه باب المنزل قبل أن يطرق باب المنزل انفتح أمامه وظهر أمامه الوجه الوقور الطيب كأنها كانت فى انتظاره حملق ادم بالوجه قبل أن يلقى التحيه.
ديلا هنا
المرأه انت ادم
اجل انا ادم!
المرأه لا تفقد ديلا لا تجعل الماضى يعيد نفسه يا ولدى
تنحت المرأه عن باب المنزل تابعها ادم وهى تفترش الأرض خارج البيت من أجل الصلاه
كانت ديلا منبطحه على الأرض كل طرف فى جسمها ملقى بعيد عن الأخر فمها مفتوح تنعم بنوم هانئ هكذا فكر ادم
وراح يتأملها لأكثر من دقيقه وهو يستمع لدقات قلبه ثم جلس على الأرض ورفع شعرها الذى يغطى وجهها وضع أصبعه فى خدها وضغط عليه واداره كترس آله
تمللت ديلا ظنتها حشره او ناموسه فقبضت على الإصبع المشاكس بعيون ناعسه
ثم سرعان ما انتفض جسدها وفتحت عيونها بفزع رأت ادم جالس جوارها
اغمضت ديلا عيونها مره اخرى منذ ايام وادم لا يبارح أحلامها لا تعرف كيف تطرده او تتخلص منه ظانه نفسها فى حلم
ادم افتحى عنيكى كفايه نوم
ديلا ادم بيتكلم فى الحلم
آدم بنبره أكثر جديه قومى فزى يا بت
اه فكرت ديلا ادم وقح فعلا حتى فى أحلامها يأتيها شخص نرجسى متحكم
آدم بصفعه خفيفه فوقى
فزعت ديلا ونهضت متكرمشه كورقة رسم وزحفت للخلف بضع خطوات حتى التصقت بالجدار ادم
آدم! ومين غيرى ممكن يفكر فيكى
ديلا بفرحه انا مبسوطه اووى انى شفتك وكادت تقفز فى حضنه انا زعلانه منك ايوه زعلانه وراحت تنتحب انت سبتنى انا كنت ھموت
آدم اسف انا بذلت كل ما فى وسعى عشان اوصل ليكى
ديلا واضح جدا بأمارة ما كنت فى حضڼ ماجى ميمى قلتلى وفضحتك يا خاېن
ابتسم ادم انها لا تعرف ما قاساه من أجلها تجرع أقراص هلوسه كفيله بتغيب عقل ثور
تحمل وجود حيتين داخل القصر من أجلها لكن مفيش وقت
كان ادم عارف انه لازم يتحرك بسرعه
آدم احنا لازم نمشى دلوقتى مفيش وقت للكلام الفارغ انتى مالك اكون فى حضڼ ماجى ولا غيرها
يلا اوقفى مفيش وقت لحظه والاقيكى بره البيت
ارتقى ادم باكى وصعدت ديلا خلفه وقبل ان ليكز المهره لتركض مشيت ناحيتهم المرأه الغامضه وضعت عقد لبنى درويشى فى يد ديلا وطلبت منها دلوقتى انا لازم اكون موجود فى القصر بسرعه
ديلا انت هتجننى ازاى بتقول اكون موجود فى القصر ودا مش طريق القصر
ادم بعصبيه اعتذرى بسرعه قبل ما ارميكى من فوق باكى!
ديلا لا خلاص انا اسفه اسفه
آدم القصر ليه اكتر من طريق لكن محدش يعرف دا غيرى
احنا هندخل من باب سرى فيه قبو تحت الأرض كان مخزن قديم محدش يعرفه غيرى
ثم اردف بمزاح انتى هتقعدى هناك وسط الفيران والحيات لحد ما اخلص من ماجى ونرجس
ديلا بړعب اقعد فين يا عم انا عايزه افضل معاك
آدم متقلقيش انا عرفت الحقيقه مش فاضل غير حاجه بسيطه واوصل لانتقامى
توقف ادم امام شجره ضخمه خلف القصر ونزل من على باكى كان فيه حشائش طويله ادم حركها بايده وظهر قدامه باب فتحه وضغط قابس النور انتى هتفضلى هنا ومتحاوليش تخترعى ولا تستخدمى دماغك انا مخطط لكل حاجه هتلاقى اكل وشرب ولو تأخرت فيه شخص هيجى يعتنى بيكى
ديلا انت هتسبنى هنا بجد
آدم بخفوت انتى واثقه فيا
ديلا طبعا انا عمرى ما وثقت فى حد غيرك
طبيب يلا مفيش وقت ومسك ايد ديلا ارجوكى متحاوليش تفتحى الباب التانى خليكى جوه النفق
ديلا بخجل حاضر
انغلق الباب على ديلا وتحرك ادم بمهرته نحو باب القصر
تمكن من الدخول قبل خروج نرجس وماجى دار داخل الحديقه حتى لا يلفت الانظار وقابلهم خارجين من باب القصر الداخلى
ماجى هو ايه ده يا نرجس مش هو دا ادم إلى بتقولى فقد عقله
شوفى راكب الحصان زى زمان
نرجس ادم مش مشكله دلوقتى لازم نلاقى ديلا وبعد كده نتصرف
عندما وصلت نرجس وديلا ومحمود الجنانى البيت الطينى ملقيوش اى شخص فيه
عشان كده نرجس قدرت تدخل البيت بسهوله مع خدامها
ماجى پغضب فين ديلا
وفين الست العجوزه إلى بتقولى عليها
نرجس پغضب مش عارفه انا اول مره أواجه واحده بالشكل ده حتى خدامى فشلو فى معرفة اختفت فين
ماجى يعنى البنت هربت
نرجس معرفش
القصه بقلم اسماعيل موسى
وسط حاله من الارتباك رجعت ماجى على القصر رفقة نرجس
دخلت القصر پغضب ووجدت ادم جالس فى الرواق
كعادتها صړخت ماجى فى الخدم وطلبت قهوه
آدم انتى بتصرخى ليه فى الخدم
ماجى بلا مبلاه وانت مالك انت
ابتسم ادم بسخريه نهض من مكانه مشى خطوات تجاه ماجى امسكها من شعرها القصير وصفعها على
متابعة القراءة