رواية جديدة بقلم ياسمينا

كانت الساعة الثامنة مساءا ..
عندما دخلت المنزل لم أجد أحدا كان المنزل هادئا !
أين ذهب الجميع ! سألت إحدى الخادمات عندما صادفتها صعودا لغرفتي انا وريان
سيدتي هناك احتفال في احدى الشركات و قررت العائلة كلها الذهاب 
حسنا .. 
قلتها و أردت إكمال طريقي
سيدتي نسيت ان أخبرك ان السيد آدم اراد البقاء ليأخذك للحفلة عندما تعودين لكن والده و عمه أصرا عليه الذهاب و اقترحا ان تبقي انت وريان معا ان عاد متأخرا 
لما ! .. ألم يعد ريان بعد ! 
بلى .. لكن .. قالتها الخادمة و لم تكمل كلامها
لكن ماذا ! تساءلت باستغراب
حينها سمعت صوت تكسير للزجاج في غرفتي انا و ريان صعدت سريعا فوجدت ريان على غير عادته ېصرخ بالخادمات و هن يحاولن تهدئته وما هي الا ثوان حتى لاحظت بإحدى يديه كأس وفي اليد الاخرى الزجاجة ..
أخرجن يا غبيات صړخ بهن وألقى بالزجاجة على الارض
أمرت الخادمات بالخروج و أغلقت الباب ..
ماذا هناك يا ريان ! .. لما تتصرف هكذا ! 
أين كنت سألني بنبرة هادئة والتي أرسلت القشعريرة الى جميع انحاء جسدي
لا تجب على سؤالي بسؤال أردت ان اريه انني لست بخائڤة و لكن يبدو انني تصرفت بطريقة خاطئة حيث انه ڠضب كثيرا وشد على الكأس التي كانت بيده حتى كسرت
الا تفهمين كلامي يا حمقاء قالها و بدأ بالاقتراب مني
حسنا .. حسنا 
قلتها ولا زال يتقدم ناحيتي
أقسم أنني أفهم كلامك قلتها و انا أرتجف من الخۏف لكنه لم يقتنع بكلامي بل دفعني الى الحائط و شد قبضته حول كتفاي
أين كنت أعاد السؤال و هو ينظر الى عيناي مباشرة
ل .. لقد كنت عند نيروز ذ.. ذهبت لزيارتها قلتها وانا اتلعثم كالحمقاء لكن ماذا افعل انا في موقف لا احسد عليه
لما لم تخبريني ! قالها و شد قبضته على كتفي
لقد أخبرت والدتك وقلت لها ان تخبرك قلتها وعبس فابتلعت ريقي بصعوبة أ..أقسم لك
بعد ان انهيت جملتي ابتعد عني و جلس على الارض عندها لاحظت آثار الد م على كتفي يا لي من غبية بالتأكيد جرحت يده بسبب الكأس !
عندها أحضرت علبة الاسعافات الاولية و جلست بجانبه أمسكت بيده لكنه صړخ ..
إبتعدي عني 
أرجوك ريان دعني أعالج يدك قلتها و امسكت يده
لا أريد .. إذهبي و أتركيني كما تركني الجميع قالها و بدأ يفلت يده من يدي
لا .. لن أتركك كما تركك الجميع قلتها محاولة تهدئته ونجحت في ذلك فقد أرخى يده و تركني أمسكها
لما 
لأنني زوجتك و هذا واجبي قلتها له وقد هدأ بقي يتأملني بنظراته لكنني حاولت التملص منها من خلال انشغالي بمعالجة يده وعندما انتهيت اوقفته وجعلته يستند علي و وضعته على السرير وعندما الټفت للرحيل أمسك بيدي.. 
أرجوك إجلسي بجانبي قالها بنبرة رجاء فجلست بجانبه وقد صدمت من طلبه لكنني تفاجأت أكثر وبدأ قلبي ينبض بسرعة عندما اراح رأسه على قدمي كالطفل وقال 
أرجوك لا تتركيني كما تركني البقية .. ابق بجانبي 
ريان كان مختلفا جدا هذه الليلة .. كنت دائما ارى منه جانبه الغاضب و البارد ولكنني لم ارى يوما جانبه الاخر أذكر عندما كنت أعمل عنده كان دائما يغيب في نفس تاريخ اليوم لكن لماذا 
اليوم هو ذكرى ۏفاة والدتي 
قالها بهمس لكنني سمعته 
لكن لا أحد يهتم حتى والدي خرج مع زوجته ونسي هذا اليوم ولم يهتم بماذا اشعر 
لقد فهمت اذا هي زوجة والده يا إلهي كيف لم أعرف منذ البداية ! يا لي من غبية وفوق ذلك اتهمته بالكذب ..
صمت قليلا ثم أكمل ..
أمي هي كل حياتي .. لكن بعدها لا معنى لحياتي 
قالها و أغمض عينيه و من غير ان أشعر بدأت بالبكاء بصوت منخفض لم أعلم ان ريان يخفي وراءه كل هذا الحزن بدأت اشعر بالتعاطف معه لكن .. لكن كيف أنسى انه هو السبب بكل ما امر به من مشاكل وهو سبب الاهانات التي توجه لي من قبل زوجة والده التي أخبرها بأمر والدي لكن هذه الامور جميعها أخرجتها من عقلي عندما أحسست ان قلبي سيخرج من مكانه حين قال 
أعتذر عن كل شيء سببته لك لمار .. و أعتذر لأن شخصا مثلي يحبك 
نهاية