رواية ممتعة بقلم دينا الفخراني

موقع أيام نيوز


بتعملى ايه هنا 
التفتت له متفاجئه تكاد ترقص فرحا يطرب القلب لمعرفة انه لم يكن بالداخل بينما لم يزل عقلها فى تذمر وماذا ان لم يكن فى الداخل .. لكنه بالتأكيد كان معها 
هزها من ذراعها

بقوه ليهدر بقوه اكبر 
_ قولتلك بتعملى ايه هنا 
ردت بسرعه وهى ترتعب من غضبه الغير مبرر 
_ مم..محمود قالى انك هنا .. وكنت جايه اشوف .. اشوفك يعنى 

اقترب منها اكثر وزاد من ضغط اصابعه على ذراعها 
_ وهو اى حاجه يقولهالك الزفت ده تصدقيها .. ايه معندكيش عقل تفكرى بيه 
لم تعلم سرغضبه فتسائلت وهى تكاد العبرات ان تملئ عينيها 
_ ومصدقوش ليه ..مش هو صاحبك وانت اللى معرفنى عليه 
افلت ذراعيها بعصبيه .. ومرر اصابعه فى شعره شادا اياه بقوه دار حول نفسه كالصقر الجريح قبل ان يسلط نظره عليها مره ثانيه وپغضب شديد سحب يدها فى كفه نحو غرفتهم 
على الرغم من انها لم تعى سببا لغضبه .. الا انها كانت قد اعتادت على تقلبات مزاجه الغير مبرره بالنسبه لها ..فكانت على اتم استعداد لتواجه غضبه پغضب مماثل 
ألقاها بقوه على سرير الغرفه لتستوى فوقه جالسه ... بينما وقف هو فى نافذة الغرفه ينظر الى الطريق امامه بشرود 
نظرت له پغضب ثم ليدها التى ظهر عليها علامات اصابعه مخلفه ورائها الم كبير ... انشغلت پألم يدها فلم تشعر بإقترابه وركوعه على قدميه امامها ليمسك بيدها برفق ويدلكها عنها 
لحظات سريعه لم تستوعب منها شئ ..اعتادت على غضبه .. تقلبات مزاجه .. مزاحه الثقيل معها لكنها لم تعتد منه هذا الاهتمام ولا الرعايه 
هذا الاهتمام اكثر ما يقلقها فهى لا تدرى توابعه قد تخر الان امامه لتخبره ببساطه انها تعشقه 
سحبت يدها منه بإستنكار ..وهو لم يستنكر فعلتها بل قام جالسا الى جوارها قائلا وكأن الأمر لا يعنيه 
_ لسه حساسه زى ما كنتى وبتتأذى بسرعه 
لم تنكر عليه قوله بل اكملت معه 
_ ما تقلقش بحاول اغلف نفسى بطبقه قاسيه عشان ابقى زيك 
استلقى على السرير خلفه واضعا ذراعيه خلف رأسه 
_ فاكره زمان واحنا صغيرين كنت بسميكى ايه 
ابتسمت تلقائى لتلك الذكرى ..وقالت من بين ابتسامتها 
_ دلوعة البابا .. مش عارفه ليه كنت دايما بتكرهنى ومش بطقنى 
استدار لها وقال بإهتمام 
_ كنت بغير منك 
_ بتغير منى انا... ليه يعنى!!
_ كنتى دايما الحلوه المحبوبه من الكل ضحكتك مش بتفارق وشك وماما الله يرحمها كانت بتحبك اوى .. والدلوعه اللى الكبير والصغير بيحب يدلعها أما أنا ..
ابتسم بسخريه فأكملت عنه 
_ كنت الواد الغلس اللى طول الوقت مكشر وراسم الميه وحداشر دى على وشه .. كنت حاجه كده يا ساتر... خنيقه 
اكمل بشجن لذكرى تلك الايام 
_ كنت بحب اشوف شعرك اوى والعب فيه من غير ما تخدى بالك ويوم ما شوفتك بالطرحه كنت عاوز اروح اشدها من على شعرك وافرده واقولك اوعى تخبيه تانى ..ولما قولت لماما قالتلى انك خلاص كبرتى وما عدش ينفع اشوفك من غير حجابك .. وقتها مكنتش فاهم اصلا يعنى ايه كبرتى كنتى لسه فى نظرى ... دلوعة البابا ..
توردت وجنتها بخجل محبب ... ولأول مره تتجرأ هكذا ففى ثوانى كانت قد احلت وثاق حجابها واستلقت الى جواره 
ليقول بإهتمام اقرب منه لرجاء 
_ ممكن لو مهما حصل متروحيش للأوضه دى تانى 
قالت بضيق حاولت إخفاءه 
_ هى دى اوضة جانا 
زفر بتعب 
_ ممكن متسأليش 
هزت رأسها ايجابا .. لتقول بعدها بهدؤ 
_ محمود هنا فى الفندق .. وشوفته فى المطعم 
قال بشرود 
_ ياريت تنامى يا سلمى وما تتعبيش نفسك لابمحمود ولا بغيره 

تسلل ضوء النهار الجديد ... نهار مختلف عما سبق .. يعد بالكشف عن الكثير... وقف الجميع فى بهو الفندق لكل واحد منهم مخطط ينتوى فعله .. واتفق الجميع فى النهايه على التفرق على الشاطئ فالكل شارد فى امره وجميعهم قرروا التمشى على الشاطئ ......
سلمى لوليد 
_ خد حبيبه معاك 
وليد بتذمر 
_ لا .. مش واخدها معايا دى واحده ممله 
_ يا سلام ما انت كنت ھتموت وتاخدها معاك امبارح ايه اللى اختلف 
وليد بتبرير
_ ما انا كنت فاكرها واحده مرحه وبتحب الكلام والهزار بس طلعت .. صامته .. طول الوقت ساكته ما بتتكلمش الا للضروره القصوى وفى الغالب بيكون عشان الاكل 
قالت سلمى منهيه الحديث 
_ ماليش فيه يا وليد احنا اتفقنا انك هتخلى بالك منها وتفضل معاك طول الوقت ... ما تجيش دلوقتى بقى وتعترض 
وافق وليد على مضض .. واخذ معه حبيبه التى ذهبت معه كطفله فرحه بنزهه مع والدها

وقفت تتابعه من بعيد .. تخشى على نفسها من ذلك الشعور الذى ينتابها .. أتعشقه .. لا تدرى فهى بفضله اصبحت تائهه ..شارده فى ملامحه .. ابتسامته .. استيقظت من شرودها على ربتة سهيله على كتفها متسائله عن هذا الشرود الذى لم تعهده على صديقتها .. لتجيبها وهى تختلس نظره اخيره تجاهه .. وتقول بإنكار يفضحه تورد خداها 
_ ما فيش حاجه 
وبداخلها الكثير
 

تم نسخ الرابط