رواية ممتعة بقلم دينا الفخراني
المحتويات
العصير تقدمها لهم وجلست لجوارهم يتبادلون الحوار والسؤال عن الأحوال .. بينما عينه تنتظر خروجها التى لم تتأخر كما توقع فسريعا كانت ارتدت عبائه سوداء وهو يجزم أنها ارتدتها فوق ما ترتديه .. ولفت المنشفه حول رأسها وعنقها بوشاح أسود كبير
فضلا عن وجهها الذى مازال المسک يلونه بالأسود .. جلست لجوارهم على ركبتها ارتكزت علبة الشيكولا تأكل منها بنهم شديد
_ مبتجيش يعنى من زمان
ردت حبيبه نيابه عنه
_ اه أصيه وااطى . اه أصله واطى
نظر لها الجميع بتحذير لكى تصمت لكنها تجاهلت تلك النظرات وأكملت طعامها بهدؤ فعاد الجميع لحوارهم لتقول حنين
_ أخبار البت سلمى وخالتو ايه
ومره أخرى ترد حبيبه وهى تتذوق الطعم
عادت نظرات التحذير لها مره ثانيه ليقول وليد هذه المره
_ واضح انك مش طايقانى يا انسه حبيبه
كانت اخر قضمه تلك التى أخذتها لتقول بعدها
_ وانا من امتى يعنى بطيقك
قالت حنين فى محاوله منها لتهدئة كلمات حبيبه
_ ما تعرفش يا وليد اننا خلاص هنستقر هنا .. ده حتى حبيبه هننقل ورقها لجامعه هنا
عيناه بشغف
_ هى هتدخل سنه اولى صح
أومأت رأسها بنعم .. فأكمل بمرح
_ وانا فى السنه الأخيره يعنى تيجى معايا الكليه واخد بالى منها
أنشرحت الصدور لذلك فهم كانوا فى مخافه من وجود ها وحيده فى مكان بعيدا عنهم .. لكنها اعترضت وقالت بضيق
_ يا يهوى .. مش عاوزه اكون معاك يا غيييس انت واحد بايد
على الرغم من تضايقه من تلك الكلمات لكنه تضايق اكثر عندما تلقت اللوم والتقريع ممن حولها لتلجأ أخيرا الى غرفتها بحزن أحزنه هو اكثر
حل المساء سريعا فتجهزت سلمى استعدادا لما ينوى أن يريه لها ووقفت تنتظر قدومه وعندما أنار هاتفها معلنا عن رساله منه التقتت حقيبتها سريعا وغادرت تتقافز دقات قلبها
استقلت السياره لجواره واستدارت تنظر من زجاج السياره .. لتخفى ارتباكها وتوترها وتحافظ على وتيرة البرود التى اتخذتها نهجا لها
دخلت السياره احد المناطق الراقيه تتراص الفلل الأنيقه لجوار بعضها البعض وعند إحداها دخل بسيارته من تلك البوابه الإلكترونيه التى بضغطه منه على زر فى جهاز انفتحت
_ بيت مين ده
وبنبره واثقه وكأنه يتوقع السؤال ويعرف الإجابه
_ ده بيتنا
الفصل الثانى والعشرون
قامت حنين برص الأطباق حول الطاوله وذهبت تدعوا وليد والخال الذين كان جو من المرح يسودهم وهم يلعبون الشطرنج
قالت ببسمه طيبه
_ يالا الأكل جاهز
فنهضا خلفها .. يتحركان ناحية الطاوله .. لكن ما ان وقف وليد أمام باب الغرفه التى غابت خلفه حبيبه .. حتى توقفت قدمه يشعر بفراغ بعد غيابها .. وحزن شديد .. يشعر وكأنه السبب فى ذلك .. فهى بريئه لا تنتقى ما تقوله كطفله صغيره عندما تغضب من أحد تزمجر فى وجهه .. لا توارى ولا تدعى .. لا ترتدى قتاع لأنه حتما يتحطم أمام برائتها
حثته حنين على إكمال سيره فقال بلمحة حرج
_ هو انا ممكن اعتذر لحبيبه لو كنت يعنى ضايقتها .. عشان تخرج تانى
ضحكت حنين ملئ فمها .. فلم يدر وليد السبب لذلك ثم قالت بتوضيح
_ حبيبه دى ليها قوانينها الخاصه فمتشغلش نفسك بيها .. يعنى مثلا لو حد ضايقها ممكن تكسر أى حاجه فى ايدها .. لو زعلت من حد تخاصمه وتزعل اكتر لو كسر قوانين الخصام وحاول يكلمها .. والأهم من كل ده انها لما تحس انها غلطت بتحبس نفسها فى اوضه كده .. يعنى هى مش زعلانه منك هى زعلانه عشان حست انها غلطت
أومأ برأسه فى تفهم لكنه لم يستطيع الحركه فعاد يقول لها
_ هو مافيش طريقه تخليها تخرج ..انا ممكن اروح اقولها انى مش زعلان
ضحكت حنين مره ثانيه .. فشعر وليد هذه المره بالڠضب فهو جاد فيما يقول .. لتكمل هى
_ يعنى انت عاوزها تخرج .. يا سيدى دا الموضوع ابسط من كده بكتير
ذهبت حنين وظل هو على موقفه فى عدم التزحزح عن أمام باب غرفتها .. بعد قليل انقطعت الكهرباء عن الشقه فوقف بړعب يتحسس الطريق أمامه .. عادت الكهرباء ليتزامن مع عودتها فتح باب غرفة حبيبه .. لتكون هى أول ما يراه وليد بعد عودة الكهرباء
مما جعله ېصرخ بقوه .. بعدما فزع من رؤيتها من العدم فهو لم ير خروجها .. استند بذراعه على كتفها فى محاوله منه لتمالك أعصابه .. وقال بصوت كاد أن يبكى
_ كان نفسى أخلف
تسائلت بإستغراب
_
متابعة القراءة