رواية كاملة بقلم سهام العدل

موقع أيام نيوز


ولم ترد.
تناول فنجان القهوة وارتشف منه وقال تسلم إيدك
رفعت بصرها لوجهه وردت بإبتسامة تسلم من كل شړ ثم نهضت قائلة عن إذنك لو احتجت حاجه انا موجودة 
ابتسم لها برضا فخرجت من الغرفة وسند هو رأسه على ظهر الكرسي وشرد في حاله يتعجب من نفسه وهو يشعر بكل ذلك الإرتياح في وجودها قلبه الذي ظل أشهر طويلة ېحترق أصبح يطمأن ويهدأ في قربها تلك الملاك الذي تعيش بقربه.

ثم اعتدل يرتشف بقية القهوة وبعدها نهض تمدد على الأريكة الجلدية الموجودة على مقربة من المكتب وظل يفكر لدقائق حتى غلبه النعاس الذي لم يزره ليلة أمس.
نام بقى عندنا حاجات كتير بكره قالتها يمنى ليوسف عبر مكالمة هاتفية استغرقت أكثر من نصف ساعة.
رد عليها بحب بصراحة مش عايز اقفل وأسيبك
ابتسمت بسعادة وقالت خلاص هانت وبعد كده مش هسيبك أبدا.. بس دلوقتي لازم تنام ومتنساش تاخد علاجك
استجاب لها وقال حاضر تصبحي على خير 
أجابته وأنت من أهل الخير ثم أنهت المكالمة.
فرك جبينه برفق فقد لازمه الصداع منذ الصباح ولم يستجيب لأي مسكن ثم نهض من فراشه حتى يأخذ دوائه ولكنه وجد زجاجة الماء فارغة فخرج من الغرفة متجها من المطبخ ولكنه عندما مر لمح طيف إمرأة عجوز تجلس في الصالة وبيدها المصحف تشبه أمه التي رآها في الصور أمعن النظر جيدا ولكنها اختفت دخل المطبخ وجلب الماء وهو في حيرة مما رأى ولكن عند عودته لم يذهب لغرفته بل اتجه إلى غرفة والدته وضع الماء بجوار فراشها واتجه دون إرادة يفتح خزانة ملابسها أدخل رأسه يستنشق رائحة ثيابها التي ما زالت عالقة فيها شيء بداخله تحرك وشعر بحنين مختلف وفجأة سمع صوت يأتي من بعيد يناديه يوسف متنساش تصلي قبل ما تنزل فأيقن أنه صوت أمه الټفت لم يجدها جلس على طرف الفراش يفرك رأسه فهناك عواصف بها غير قادر على التحمل استلقي على فراشها ووضع وسادة صغيرة على رأسه لعلها تهدأ واستسلم للحظات غفا فيها ولكنه رأي نفسه يسير في غابة واسعة يبكي كطفل صغير خائڤا ينادي ماما بابا ولكن لا إجابة.. ظل يمشي نفسه بيديه ويبحث عنهما بين الأشجار وبعد مسافة وجد منزلا صغيرا على بعد أمتار منه اقترب منه على أمل أن يجدهما فيه وبالفعل فتحه ووقف على بابه وجده صغيرا لا يسع سوي شخصين وأمه جالسة وأبيه نائم مستلقي على رجليها فابتسم لها وناداها أمي الحمد لله إني لقيتك وبابا نايم ليه كده
رفعت يدها تستوقفه ألا يدخل وابتسمت له قائلة حمد الله على سلامتك يا يوسف أبوك نايم كده من سنين وأنا جيت له ومبسوطة معاه هنا ارجع انت يابني وشوف حياتك
تعجب يوسف ورد عليها همشي إزاي يا أمي وأسيبك مينفعش أعيش في الدنيا بره من غيرك 
ابتسمت وقالت لا.. ينفع ياحبيبي بس خلي بالك من نفسك وخلي رضا الله هو أهم شيء في حياتك وارجع بقى عشان عايزة أنام وارتاح وفجأة أغلق الباب في وجهه وحجبت عنه أمه ظل ينادي أمي أمي 
وفجأة استيقظ وهو ينادي أمي .. ثم نهض وجلس على الفراش وهو يتصبب عرقا وينهج بشدة وكأنه كان في سباق للجري ظل يبحث عنها في الغرفة ثم خرج للصالة وظل يبحث وهو ينادي أمي .. ثم جلس على منضدة الطعام التي كانت تشاركه عليها طعامهما ثم سقطت الدموع من عينيه وهو يتذكر آخر لحظات بينهما يوم أن جاءت تقابله في المطار وتحتضنه مهنأة له على العمرة وأخذها تحت ذراعه حتى وصل إلى السيارة وقاد بها وهو سعيد يحكي لها ماحدث معه في مكة وهي تدعو له بسعادة أن يتقبل الله منه ولم ينتبه لتلك الشاحنة التي اقتربت من السيارة وآخر كلمة رنت في أذنه حاسب يا يوسف
انهالت دموعه وهو يتذكر ما حدث بعد أن أفاق في المستشفي ووجد يمني وأخبرته پوفاة أمه ظل يبكي بحړقة ويقول آآآاااااااااااااااه ياأمي يا ۏجع قلبي من بعدك ياريتني ما كنت افتكرت حاجة
يدق جرس الباب فتتجه ناهد بتذمر تفتح الباب فتحته فوجدت أمامها فتاة جميلة بملابس متحررة تقف بخيلاء وتسألها ده منزل الآنسة سدن
فحصتها ناهد بنظراتها وردت عليها أيوة مين حضرتك 
ردت عليها الفتاة أنا تغريد بينا معرفة قديمة 
نظرت لها ناهد بتعجب وقالت طب اتفضلي وانا هعرفها
ادخلتها غرفة الضيوف وظلت تغريد تتأمل المكان حولها لعدة دقائق حتى دخلت عليها سدن تنظر لها بحيرة وتقول أهلا وسهلا
رسمت تغريد إبتسامة على ثغرها وقالت إزيك يا سدن
جلست سدن تنظر لها بتمعن تتذكر أين رأتها من قبل فسألتها إحنا اتقابلنا قبل كده صح
ردت عليها أيوة فعلا اتقابلنا وبتربطنا أكتر من علاقة
ردت عليها بتساؤل مش فاهمة
اعتدلت تغريد وقالت أنا تغريد اللي كنتي رسمتي صورة لبنتها واتقابلنا في الكافيه
تذكرتها سدن وقالت أيوة..أيوة افتكرتك.. بس
 

تم نسخ الرابط