بقلم ندى محمود
المحتويات
مفتوحا وبداخله صورة تعلم صاحبها جيدا فاسرعت بفتحه كليا والتقاطها وهي تحدق بصورة ذلك الوغد الذي حاول الاعتداء عليها بالأمس استغرق معها الأمر للحظات وهي تحدق بصورته بدهشة وتطرح الاسئلة في ذهنها عن سبب وجود صورته معه وسرعان ما شهقت بذهول ووضعت كفها على فمها فما كانت تشك به كان حقيقيا هذا الحيوان هو الذي قتل زوجته والآن يحاول العبث معها ليجعل نهايتها مثلها تذكرت جملته لها بالأمس قبل أن يهرب كرم العمايري مش هيعرف يحميكي مني تسارعت دقات قلبها وبدأت تتوتر ومازاد توترها انفتاح الباب ودخوله عليها ليتسمر هو بأرضه مندهشا من وجودها بغرفته أما هي فتلعثمت بشدة وغمغمت بارتباك
ابتلعت ريقها وهي تشعر بأن دلو من الماء المثلج سكب فوقها مدت يدها له بالصورة وهي تقول يإيجاز متلعثمة أكثر
_ كانت واقعة على الأرض
قالت جملتها واندفعت للخارج في ظرف لحظة أما هو فأخفض نظره للصورة يلقي عليها نظرة ثم يلتفت خلفه متطلعا عليها وهي تنزل الدرج مسرعة فلم يشغل ذهنه بما حدث كثيرا وقرر التجاهل وأغلق الباب ثم بدأ في تبديل ملابسه ودخل الحمام ليأخذ حماما دافئا ويعيد لجسده قليلا من نشاطه .. بعد دقائق قصيرة خرج وتوجه لشرفة غرفته يقف فيجدها تجلس على المقعد الهزاز في الأسفل وتهز قدماها پعنف وكفها على فمها تفكر بتركيز شديد في شيء ما مما أعاد الشك لعقله بها من جديد وخصوصا بعدما رأى تلعثمها وهي تعطيه الصورة وكيف كانت تحدق بها پصدمة امتزجت بالړعب فجال بعقله فورا كلامها في يوم زفاف حسن كرم افهمني أنا قصدي غير كدا خوفه مش طبيعي هو عارفك ودي حاجة احنا مختلفناش فيها بس هو كمان عارف إنك أكيد متعرفهوش شكلا وإلا كان هيخاف كدا ليه أوي تصرفه بيوحي بحاجة واحدة وهي إنه عارف إنك لو لمحته بس هتعرفه فورا وهو يعرفك كويس والصراحة أنا خۏفي زاد أوي وبذات بعد ما شكيت إنه ممكن يكون ..... وتلقائيا ربط كلامها بالموقف الذي حدث للتو وملامح الزعر على وجهها فاتسعت عيناه وأظلمت بطريقة مخيفة ومعالم وجهه الهادئة واللطيفة تحولت لأخرى لتشبه وحشا مرعبا فالذي يدور بذهنه الآن هو التفسير الوحيد لكل شيء !!!
_ الفصل الثاني عشر _
في صباح اليوم التالي داخل منزل محمد العمايري ......
كانوا على طاولة الطعام يتناولون فطورهم بهدوء ولا أحد يتحدث كان الكل يأكل معادا هو يعبث بصحن الطعام الذي أمامه دون أن يضع لقمة في فمه وينتظر اتصال معين بفارغ الصبر ولا يزال الڠضب يهيمن عليه منذ أمس سمع أمه تهتف باهتمام
رد عليها باختصار شديد
_ مليش نفس !
نظرت له شفق بتدقيق وتحدثت لنفسها پخوف هل يعقل أن يكون شك بشيء عندما وجدني أمسك بصورة ذلك الرجل بالأمس اهتز هاتفه على الطاولة بجانبه وأخيرا جاء الاتصال المنتظر فوقف فورا وأجاب وهو يسير باتجاه الباب ليغادر
_ ألو يامسعد عملت إيه
_ هو ياكرم بيه شوفت الكاميرات وطلع هو
تحول لجمرة نيران ملتهبة وأطلق من بين شفتيه الفاظ بذيئة من بينها كلمات وعيد بالاڼتقام ليكمل مسعد بجدية وحزم
_ سبلي أنا الموضوع ده ياكرم بيه وهجبهولك خلال كام يوم
_ عايزه سليم يامسعد
ومحدش ېلمس منه شعرة واحدة
_ حاضر
كان حسن بمكتبه داخل الشركة يدور بمقعده بحركة دائرية حول نفسه وبيده مفاتيح سيارته يعبث بها ويحركه يمينا ويسارا أمام عيناه شارد الذهن يتذكر كلامها عشان هي أصلا عمرها ماحبتك وإنت كنت دايب فيها ويمكن مازالت هي باعتك في أول محطة .. اللي لسا بتحبها دي تخلت عنك رغم كل اللي عملته عشانها لا يزال يحبها للأسف ولم يتمكن من نزعها من قلبه بأي شكل من الأشكال لم يعد حبا كما كان سابقا ولكنه لا يستطيع القول أنه يكرهها رغم أنها لا تستحق سوى الكره وكل ما قالته له يسر كان حقيقة .. هي تخلت عنه وخدعته وهو كالأحمق مازال يحمل لها القليل من الحب !! .
_ حسن اتصل بزين شوفه فين لغاية دلوقتي مجاش !!
عقد حاجبه وهدر باستغراب
_ وإنتي عايزة زين ليه !
هتفت بامتعاض وابتسامة صفراء
_ يمكن عشان الشغل مثلا وعشان في ملفات عايزة اورهاله ضروري
قال في حزم ونظرة قوية
أشاحت بوجهها للناحية الأخرى متأففة بخنق فهي قررت منذ ما حدث بالأمس أنها ستحاول تجنبه وعدم التحدث معه بقدر الإمكان حتى تهدأ نفسها الثائرة منه .
اقتربت منه ووقفت بجواره وانحت للأمام بجزعة وفتحت الملفات ثم بدأت تتحدث وتشرح له الأمر
متابعة القراءة