بقلم ندى محمود

موقع أيام نيوز


احنا احيانا بنتواصل
عبارة لغاية دلوقتي التي تفوهت بها جعلته يرفع حاجبه بشيء من الدهشة ويهتف بنبرة رجولية خشنة 
_ لغاية دلوقتي !!!
_ أيوة أقصد يعني مجرد سؤال كلنا بنسأل على أحوال بعض كل فترة وفترة والفترة دي ممكن تبقى مرة كل تلات شهور أو اربعة
هز رأسه بتفهم وهو لا يزال يحتفظ بتفاصيل وجهه الصارمة ولكن اختفت في سرعة البرق هذه التفاصيل وحل محلها التوتر حين وجدها تسأله وهي تضيق عيناها بلؤم 

_ إنت كنت بتسأل ليه بقى !
نظر لها بذهول لعدم توقعه لسؤالها هذا وتمتم بتوتر ملحوظ 
_ بسأل ليه !
اعتدل في نومته وغمغم بطبيعية جاهد الظهور بها وبنبرة صوت كان يحاول أن تبدو عادية 
_ عادي فضول حبيت أعرف لما شوفتها
اتسعت ابتسامتها وقالت بنبرة صوت ماكرة تمكن من فهمها جيدا 
_ أممممم ما أنا قولت كدا برضوا .. المهم إنت مش زعلان مني خلاص صح !
قال ببرود متعمدا استفزازها وحتى يخرج تلك الأفكار السخيفة من ذهنها التي لمحت لها للتو 
_ لا مش زعلان أنا أصلا مكنش في بالي ومكنش الموضوع فارق معايا أوي يعني
نجح بالفعل في أغضابها حيث قالت وهي تجز على أسنانها بغيظ 
_ أه فعلا ما أنا لاحظت ده .. طيب تصبح على خير ياحسن !
قالت آخر كلماتها وهي تستقيم واقفة وتستدير لتنصرف فيأتيها رده الذي لا يختلف في نبرته عن سابقتها وهو يحاول منع ابتسامته من الانطلاق 
_ وإنتي من أهله !
في مساء اليوم التالي .......
كان كرم في غرفته يحتسي كوب القهوة خاصته ويشغل بأن رأسه ستنفجر من كثرة التفكير حيث بدأت الوساوس تنهشه نهش فلو ذهبت لماذا هاتفها خارج نطاق الخدمة ومالذي يدفعها للذهاب لمكان لا يستطيع حتى تخيله فهذه ليست عادتها وهو اعتاد منها على الصراحة لا الهرب إن كانت لا ترغب بالقباء بمنزله لكانت قالت له بنفسها وصممت على الرحيل .. ولكن كل ما يحدث الآن يزيد الأمر سوءا بالنسبة له يخشي أن يكون ذلك الوغد قد نال منها قبل أن ينل هو منه . اليوم هو اليوم الثاني لها منذ اختفائها وكل هذا يذكره بحاډثة زوجته حيث تم العثور عليها بعد ثلاث أيام في إحد الأمكان المهجورة وبعد أن فاحت رائحة الچثة وبدأت تتعفن وكلما تجول بذهنه هذه الذكريات الأليمة يحاول إخراجها ولكن بلا جدوى .
قطع لحظات هدوءه صوت رنين هاتفه الصاخب فالتقطه وأجابه بهدوء 
_ أيوة يامسعد
أجابه الآخر مبتسما بشيطانية 
_ عرفت مكانه ياكرم بيه
وثبت واقفا وتشدق بمزيج من الفرحة والنشوة التي اعترته 
_ متأكد !
_ متأكد طبعا .. هستناك عند الشركة عشان المكان قريب من هناك
انهى الاتصال فورا وقد لمعت عيناه بوميض الأنتقام والٹأر وشرع في ارتداء ملابسه ثم فتح أحد ادراج المكتب الصغير بجانب الفراش والتقط السلاح ثم وضعه في بنطاله من الخلف وارتدي فوقه السترة السوداء الجليدية وانطلق مغادرا المنزل مستقلا بسيارته لينطلق بها كسرعة البرق .... !!!
انتهت من تسريح شعرها وثبتته بمشبك للشعر ورفعته لأعلى ثم نزعت عنها روب النوم وكانت على وشك أن تتسطح على الفراش ولكنها التفتت مزعورة على أثر فتح الباب ووجدته هو يدخل بهدوء ويغلق الباب خلفه فتهتف في
توتر 
_ حسن !! .. إنت جيت إمتى !
وجدته يقترب منها في خطوات غير متوازنة لتتراجع للخلف بنظرات مرتبكة ومرتعدة قليلا من هيئته الغريبة انتهت قهقرتها عندما اصطدمت بباب الخزانة وهو لا يزال يقترب منها حتى وقف أمام مباشرة ولا يفصله عنها سوى سنتي مترات قليلة ثم همهم بنبرة مټألمة وأعين تلمع بالدموع 
_ كان عندك حق أنا كنت غبي جدا وساذج .. تعرفي إن رحمة هي اللي لفقت ليا تهمة القټل من سنتين ودخلت السچن بسببها وكله ده ليه عشان تسرق فلوس المشروع اللي كنت ناوي أعمله حلمي !
أدركت أنه ليس بوعيه وأنه قام بشرب جرعة زائدة مما جعلته ثملا قليلا لتتنهد بأسى وتحاوط وجهه بكفيها هامسة بإشفاق 
_ عارف عارفة ياحبيبي .. تعالى خد دش وفوق وبعدين نبقى نتكلم
انحنى وډفن وجهه بين ثنايا عنقها يستمد من حرارة جسدها بعض الدفء والقوة لتشدد هي من عناقه وتملس على شعره بحنو وبعد لحظات قصيرة احست بأن الأمر سيكون أكثر من مجرد عناق فابتعدت عنه وهي تردعه عن مايحاول فعله في اضطراب وتلعثم 
_ حسن بتعمل
إيه !! .. إنت مش في وعيك و.....
قاطعها واضعا سبابته على شفتيها هامسا بنبرة ونظرات سلبتها علقھا قبل قلبها فهي ضعيفة ومسلوبة القوة أمامه وأمام عشقها لها 
_ أنا محتاجلك يايسر !!!
......... نهاية الفصل ........ ......... .......
_ الفصل الرابع عشر _
توقفت السيارة بمكان اشبه بصحراء خالية من البشر ويوجد بها مبنى مهجور غير مكتمل البناء تطلع كرم بالمبنى بإمعان وعادت لذهنه كل لحظة في ذلك اليوم .. عندما وصلت الشرطة وصديقه وكان هو معهم ووجدوها في ذلك المكان ودمائها حولها تملأ الأرض وكانت شبه جافة من
 

تم نسخ الرابط