بقلم ندى محمود
المحتويات
ياماما .. امال فين ملاذ مش بتفطر معاكم ليه
اجابته هدى في اختناق
_ طلعت دلوقتي على الأوضة
حدق بها بأعين تحاول قراءة ما يحدث بسبب نبرتها ونظرتها ولكنه فشل فسأل في ريبة
_ ليه !
القت أمه نظرة ممتعضة على الجدة بها شيء من عدم الحيلة لينقل نظره هو لجدته وسرعان ما توقع الذي حدث لتتبدل حالته من الهدوء والبشاشة إلى الضجر وكانت نظرته لجدته كفيلة لتوضح كل شيء يود أن أن يقولها لها ثم تركهم واتجه نحو غرفته وكانت ميار تتحرق غيظا فهو لم يلقي عليها نظرة واحدة فقط وكأنها نكرة !! .
_ حصل إيه تحت !
نظرت له وقالت في اقتضاب وأعين تشتعل بنيران حمراء
جايبة بنت عمك الحرباية دي من شعرها
لم يبدي أي ردة فعل وبدا هادئا تماما وهو يعاود سؤالها
_ حصل إيه للعصبية دي كلها !
لم تجيبه على سؤاله ولكنها عادت تعيد ما قالته تلك الأفعى الشقراء تقلدها بحركات يد مضحكة
_ اللي أعرفه إن زين مش بيطلع من غير ما يفطر ومش بياكل من restaurants .. بنت مستفزة صحيح !!
_ هي تعرف منين إنك مش بتطلع من غير فطار ومش بتاكل من مطاعم !!
انحرفت شفتيه لليسار قليلا لتظهر عن ابتسامة خفيفة حين رأى نيران الغيرة بعيناها وهي تأكلها أكل وقال بصدق وهو يضحك
_ هي قالتلك كدا !!! معرفش عرفت إزاي ممكن تكون جدتي قالت ليها !
هتف ببساطة وابتسامته لم تفارق شفتيه
_ أنا مش قولتلك نرجع بيتنا أفضل بس إنتي اللي صممتي إننا ناخد الأسبوع هنا
هدرت في إصرار شديد وعدم تنحي عن قرارها
_ أيوة ومازالت عند قراري ويا أنا يا هي عشان تحرم بعد كدا ما تفكر مجرد التفكير فيك
عقد حاجبيه وتمتم في عدم تصديق بوجه سمح
توترت وتلعثمت بعدما سمعت ما قاله ولم تعرف بماذا تجيبه فهيمن عليها الصمت القاټل للحظات وهي تحدق به فقط وتصرخ بعقلها قائلة هيا اسعفني بسرعة ماذا اجيب عليه ! وبعد ثلاث ثواني اشاحت بنظرها عنه وهي تهتف في استحياء وصوت مضطرب
_ لا مش غيرة بس هو الكائن ده كل ما بيتكلم بيعصبني
_ وبعدين أغير إيه ! أنا أغير من دي !! .. ميار دي آخر بنت ممكن أغير منها وهي معصعصة كدا وشبه خلة السنان ثم إني اعقل وانضج بكتير من كدا شغل الغيرة ده للبنات التافهة لإن الغيرة دي اعتراف مباشر من المرأة إن في واحدة تاني اجمل منها وأنا الحمدلله واثقة في نفسي
كلامها متناقض إلى الحد الذي جعله ينفجر ضاحكا فهي تقول بشكل مباشر أنها لا تغار وهي تشتعل من نيران الغيرة وكلماتها التي كلها ذم في ابنة عمه تثبت هذا ليجيبها من بين ضحكاته
_ امممم مهو واضح فعلا إنك مش غيرانة منها
_ في بنات كتير احلى منك أكيد بس في نظري أنا مفيش بنت في جمالك ولا احلى منك
حل المساء واسدل الليل ستائره المظلمة ليرتفع ضوء القمر المكتمل في السماء والنجوم الساهرة تعطي منظرا جميلا ومريحا للأعصاب .
فتحت هي عيناها واعتدلت في جلستها بعدما أدركت أنها غفيت على مقعدها الهزاز في الشرفة دون أن تشعر وفركت عيناها بخمول ثم هبت واقفة ودخلت للغرفة واغلقت باب الشرفة لتسدير وتعود لفراشها .. مددت نصف جسدها السفلي وجذبت الغطاء عليه ثم رفعت نظرها إلى ساعة الحائط فوجدتها تخطت الثانية عشر بعد منتصف الليل لتتنهد بأسى وتسأل نفسها بحزن هل هو غاضب مني لهذه الدرجة فهو لم يتأخر خلال الأيام السابقة لهذا الوقت أبدا !! .
وظلت لدقائق مثبتة نظرها على الساعة وهي تحاول تهدئة نفسها بأنه سيأتي الآن وسرعان ما علت ابتسامتها لشفتيها العابسة حين سمعت صوت باب المنزل ينغلق ولكن أخفت ابتسامتها وبقيت كما هي على وضعها ترسم العبوس من جديد على محياها لتوهمه بأنها أيضا غاضبة من طريقته الجافة معها في الصباح وانتظرته للحظات لكي يدخل وحين فتح الباب فتحة بسيطة والقى نظرها عليها هخانتها نظراتها ونظرت له ولكنها اشاحتها فورا عنه ليفتح هو الباب كاملا ويدخل ثم يغلقه خلفه ويقترب ناحيتها وهو يلف كلتا ذراعيه خلف ظهره يخفي شيء مجهول كانت ستحترق من فرط فضولها لمعرفته ! وحين رأته يجلس بجوارها على الفراش وهو
متابعة القراءة