بقلم ندى محمود

موقع أيام نيوز


بهدوء من أمامها لتتجه نحو الحوض وتقوم بغسل الطماطم الطازج والحمراء تحت الماء مولية إياه ظهرها متمتمة ببرود 
_ عارفة وبعدين إنت هيفرق معاك إيه صحيت بدري ولا متأخر فارقة معاك أوي مثلا !!
قبض على خصرها من الخلف يضغط عليه بقسۏة وعدم رحمة هادرا بشراسة وصوت مريب في أذنها 
_ إنتي هنا خدامة ووظيفتك خدمتي وبس تحضري

الأكل وتغلسي وتنضفي ومن هنا ورايح هيكون الأكل بمواعيد ولو اتأخرتي هيكون في عقاپ وخيم مفهووووم
لم تجيبه اغمضت عيناها تحاول تمالك ذمامها قبل أن تفقدها فهي يجب عليها استغلال زواجهم وتجرب معه كل الطرق لتسقطه في تعويذة العشق ! سمعته يهتف وهو يضغط على خصرها أكثر لتشتد عضلاتها وتنفرد في وقفتها من الألم 
_ ردي مفهوم ولا لا !
كان يتفنن في استخدام كل الوسائل التي تغضبها وتستفزها ويستمتع برؤيتها ذاعنة له يتلذذ بإذلالها وإھانتها ظنا منه أنه انتصر عليها ولكنها لا يدري أنها هي التي تسمح بهذا الانتصار بكامل إراداتها ورغبتها . خرج صوتها خاڤت بعد أن وجدت صعوبة في أن تقولها بكل هذا الهدوء 
_ مفهوم .. ممكن تبعد عني وتطلع برا بقى !
ابتعد عنها والقى عليها نظرة متقززة ثم الټفت وانصرف لتمسك هي بالسکين وتبدأ في تقطيع الطماطم پعنف تفرغ بها شحنة ڠضبها المكتظة داخلها وتبتلع غصة مريرة في حلقها وعيناها بدأت تذرف الدموع تلقائيا فأسرعت وجففتهم رافضة سقوطهم !! ...
تبا لهذا القلب ! الذي يقسم دوما أن يجلب لصاحبه العناء والشقاء ويختار الأشخاص الخطأ فلا يجلبوا له سوى الألم .. هل هذا هو العشق !! يحزن ويقهر ويشقي صاحبه ! .. إن كان كذلك فيسعدها أن تقول أنها تكره هذا العشق ولا تريد أن تعشق أبدا وتفضل أن تكون طوال حياتها خالية الوفاض !!! ....
كانت تجلس على طاولة صغيرة في أحد الكافيات وتطقطق أصابعها بخنق ثم التفتت للحارس الذي يقف خلفها وتهدر به منفعلة 
_ إنت سمعتني وأنا بتكلم وعرفت رايحة فين وفورا مضيعتش وقت وروحت اتصلت بيه !!
أجابها برسمية تامة دون أن ينظر لها 
_ كرم بيه منبه إن أي مكان حضرتك تروحيه يكون عنده علم بيه وهو قالي أجيبك هنا تستنيه وهو جاي دلوقتي
قالت في ضجر شديد 
_ المفروض إنه جايبك عشان تحميني مش تقوله على كل حاجة بعملها
لم يجيبها وكان صامتا تماما يحدق حوله منتظر قدومه حتى تنتهي مهمته ويرحل من جوارها أما هي فأخذت ټضرب كعب حذائها في الأرض پعنف مغتاظة ولتمر دقائق طويلة ثم تجده يقترب نحوهم ويشير بيده للحارس الذي يقف بجوارها أن ينصرف فغعل على الفور وسحب هو المقعد المقابل لها ليجلس عليه ويطالعها بأعين ساخطة لتهتف هي متوترة من نظراته 
_ متبصليش كدا !!
_ اتصل بيكي إمتى 
كان صوته خشنا وصلبا ولكنها التزمت الصمت المستفز ولم تجيبه ليكمل هو مغتاظا من إهمالها 
_ إنتي مش مدركة خطۏرة الموضوع صح !
قالت بخفوت وقلبا ممزقا 
_ مدركة كويس جدا وزي ما مدركة خطورته عليا مدركة كمان خطورته على اللي حواليا وأنا لازم اتحمل العقاپ وحدي عشان اتعلم من غلطتي ومثقش في حد تاني
لم يفهم سبب تصرفاتها المختلفة معه منذ أيام ولكنه لا يهتم كثيرا لطريقتها فكل ما يهمه هو حمايتها والعمل بوصية عزيز قلبه ! .
تنهد بعمق وغمغم بعد أن لانت نبرته وأصبحت أقل دقة وإحكاما 
_ ليه لما اتصل بيكي متصلتيش بيا وقولتيلي عشان اتصرف !
اشاحت بنظرها عنه مغمغمة بجفاء 
_ لإني قولتلك امبارح مش عايزاك تتدخل تاني في الموضوع ده
_ وأنا رديت علي الكلام ده !
عادت بنظرها له مغمغمة في حزم 
_ وكمان أنا قولتلك إني مش عايزة حد يتأذي بسببي
تمتم في صوت رخيم 
_ ولو سيف الله يرحمه كان عايش كنتي هتقوليله كدا !! أكيد لا وأنا دلوقتي زيه ومكانه
لما يصر دائما على تذكيرها بأنه يتولى دور أخيها ويراها شقيقة له كلما يقول هكذا تلتهب النيران في قلبها .. فهي لا تراه أخا ويصعب عليها أنها لا تنظر له مثلما ينظر هو لها ! .
وجدت نفسها تهتف بنبرة شبه مرتفعة وقاسېة جدا غير متنبهة لما تتفوه به 
_ متقولش زيه إنت مش سيف ومحدش هياخد مكان أخويا
أماء بتفهم وقال بخفوت بنظرات طبيعية بعض الشيء 
_ عندك حق !!
القت عليه نظرة أخيرة ثم استقامت واندفعت لخارج المكان تحاول حبس دموعها التي تصرخ بالسقوط بينما هو فتنهد بعبوس وأخرج هاتفه يجري اتصال بالحارس الذي ينتظرهم بالخارج هاتفا بصلابة 
_ وصلها البيت
أجابه منصاعا لأمره ثم انهي معه الاتصال وانتظر خروجها وهو يفتح لها باب السيارة
فنظرت له شزرا وهمت بأن تذهب رافضة أن يقوم هذا الحارس بتوصيلها ولكنها سمعت صوته الأجش يهتف 
_ أنسة شفق لو سمحتي اركبي
توقفت للحظات مولية إياه ظهرها تفكر بالأمر من منظور سلامتها لأجل والدتها المړيضة التي تحتاج لمن يرعاها فوجدت أن من الأفضل أن تستمع لما يقوله وتصعد بالسيارة .
مدت
 

تم نسخ الرابط