بقلم ندى محمود
المحتويات
حين وجدته يهتف في حزم ونظرات ممېتة
_ أنا لسا مخلصتش كلامي ومش عايز اسمع صوتك نهائي لغاية ما اقول اللي عندي وأقوم
التزمت الصمت فورا وعادت تجفل نظرها أرضا مجددا وتترك العنان لدموعها التي تنهمر بصمت وتستمع له وهو يكمل بنفس نبرته القاسېة بل وأشد قسۏة
_ الحياة بينا خلال الشهر دي هتكون بحدود كل واحد فينا في أوضة ولو مش حابة تواجهي قسۏتي يبقى تجنبيني ومتخلنيش اشوف وشك أبدا طول ما أنا موجود في البيت لإني مش طايق أشوفك أصلا ولا اسمع صوتك ياملاذ واللي حصل ده ياريت محدش يعرف بيه ولا يعرف إننا بعد شهر هنتطلق هنتصرف طبيعي قدام أهلك وأهلي .. مفهوووم
_ حصل إيه يامسعد
أطرق رأسه في أسف وحزن مغمغما
_ أنا كنت تحت عند باب العمارة ومرة واحدة لقيت عربية الإسعاف وقفت وطلعوا على فوق مجاش في بالي إنها هتكون والدة الأنسة شفق نهائي وبعديها بدقايق لقيتهم نازلين وهما شايلنها على النقالة وكانت قاطعة النفس يعني مټوفية من قبل ما توصل المستشفى وركبت الأنسة شفق معاها في العربية وأنا جيت وراهم علطول والدكتور بمجرد ما كشف عليها قال إنها مټوفية بسبب غيبوبة سكر
_ وإنت متصلتش بيا ليه من وقت ما جات عربية الإسعاف
_ تلفوني كان فاصل شحن واستنيت لغاية مايشحن شوية واتصلت بيك
_ طيب وهي فين دلوقتي
أجابه في خفوت
_ منتظرين حد يخلص إجرارات الۏفاة والخروج عشان تبدأ في تصريحات الډفن والأنسة شفق اڼهارت وادوها حقنة مهدئة وصحبتها جات من حوالي خمس دقايق ومعاها دلوقتي
جلس على أقرب مقعد وجده أمامه واحني رأسه ډافنا إياها بين راحتي يديه وأعتق دمعة كانت تحارب من أجل السقوط كانت تحارب لأجل كل الآلام والأوجاع التي سكنت قلبه بفراق أحبته .. أصبح يخشى العيش أكثر فيشهد فقد عزيز آخر ! .
_ عاملة إيه دلوقتي
غمغمت في صوت باكي
_ جاتلها حالة اڼهيار وعصبية بقت تصرخ بطريقة هستيرية أنا مشوفتهاش كدا يوم ۏفاة سيف والممرضات ادوها حقنة مهدئة ولسا نايمة
_ طيب خليكي جمبها معلش ومتسبهاش لغاية ما اخلص الإجراءات وكل حاجة
أماءت له بالموافقة وهي تمسح دموعها التي تسقط تلقائيا حزنا على صديقتها وأمها بينما هو فاستدار وانصرف .....
انتهت اجراءات الډفن كاملة وتم العزاء ومر يوم كاملا ومع فجر اليوم الأول كان ضوء الشروق خاڤت في السماء والأجواء هادئة تماما في الشوارع إن قمت بإلقاء أبرة ستسمع صوتها كأنها قطعة حديد سميكة !! .
كان يسير على قدميه وحيدا واضعا قبضتيه في جيبي بنطاله بعد أن قضى وقته المعتاد مع كل من زوجته وصديقه يشكو لهم همه وألمه ولا تخلو جملة دون أن
يبوح بمدى شوقه وتعطشه لمعانقتهم مجددا فقد بدأت الأعباء تثقل وظهره بدأ في الانحناء ولكنه يعافر ولا يقبل الضعف ! .
وصل أخيرا بعد دقائق طويلة من السير على الأقدام وفتحوا له حراس البوابة الرئيسية الباب ليدخل بهدوء تام ويتجه نحو الأريكة المتوسطة
في آخر الحديقة ثم يلقى بجسده عليها لتركض التي كانت تقف في شرفتها منتظرة قدومه على أحر من الجمر وبعد لحظات وقفت أمامه ثم انحنت وملست على شعره الغزير مغمغمة في حنو وعتاب رقيق
_ كرم كنت فين يابني لغاية دلوقتي قلقتني عليك !
فتح عيناه المرهقة وابتسم لها ببساطة ثم التقط كفها وقبل باطنه في رقة واعتدل جالسا
متابعة القراءة