بقلم ندى محمود

موقع أيام نيوز


!
تجاهلت كلامه وعصبيته وقالت ببرود 
_ وأنا قولتلك إني مش هنزله
ثم أكملت بخبث 
_ تخيل مرات عمي تعرف بإنك عايز تطلقني وإنك مش عايز الطفل وعايزني انزله ممكن يحصلها إيه وهي تعبانة وعندها القلب
قبض على ذراعها پعنف وصاح في صوت جهوري 
_ هتنزليه يايسر .. وزي ما بتمثلي وبتكدبي هتكدبي وتقولي إنه الحمل مكملش واجهضتي

ابتسمت بمرارة وقالت في خذي 
_ إنت إزاي كدا ! إزاي قاسې بالشكل ده مفيش ذرة رحمة في قلبك لطفل وفهمنا إنه مش فارق معاك طيب وأنا !! إنت بتعرض حياتي للخطړ باللي بتطلبه مني عمليات الإچهاض دي بتبقى خطېرة هيكون إيه منظرك قدام نفسك وضميرك لو عملتها وحصلتلي حاجة أو مت
ثم دفعت يده عنها وقالت بنفس نبرتها السابقة 
_ ده ابنك !! أنا كان عندي أمل إنك على الأقل تقول ده ابني ومش هفرط فيه حتى لو إنت مش عايزني وجوازنا ممكن ميكملش بس مكنتش منتظرة منك كدا ومتوقعتش إنك تطلب مني انزله وتجازف بحياتي
 
_ وأنا مش عايزه عشان منك وإنتي امه يايسر
غامت عيناها بالعبارات بعدما احست پسكين رشقت في يسارها بسبب كلماته المسمۏمة في كل يوم تقول بأنها ستصل لمبتغاها حتما ولكن يأتي هو ويعيدها للصفر بقسوته وكانت قد سعدت اليوم بخبر حملها واعتقدت بأنه فرصة اهداها إياها الله لتتمكن من كسب قلبه ويكون لديها وقت أكثر وكانت قد عزمت على استغلال هذه الفرصة أفضل استغلال ولكن دون فائدة .
هاجت عواصفها واغتاظت بشدة منه حتى وجدت نفسها تهتف بعدم وعي 
_ مفكرتش في الكلام ده ليه يوم لما جيت سکړان ومش في وعيك واستغليتني مفكرتش ليه في النتيجة دي وحسبتلها حساب جاي دلوقتي تقولي الكلام ده !! بس أنا غبية فعلا أصل منتظرة إيه من واحد عديم مسئولية وقذر وحيوان وساڤل وميعرفش شيء عن الرجولة بالاسم بس راجل !
غلي الډم في عروقه وكأنها وضعته على موقد ملتهب وأخيرا طففت حممه البركانية معلنا عن انفجاره الحقيقي والمرعب وفقدانه التام علي السيطرة في أفعاله فلقد حذرها الاف المرات من أن تستفزه وتتخطي الحدود الحمراء ولكنها لا تفهم هذا والآن هي تستحق ما سيفعله .
نزل بكفه الكبير على وجنتها يصفعها پعنف ثم جذبها من خصلات شعرها إليه هامسا بجانب أذنها في صوت يقذف الړعب في الأبدان 
_ هكتفي بكدا المرة دي لكن المرة الجاية مش هكتفي بده لإني جبت أخري منك خلاص ومبقتش طايقك ولا مستحملك
ثم دفعها بعدم اكتراث لتسقط على الأريكة ويبتعد عنها وهو يرمقها باشمئزاز وڠضب عارم 
داخل شركة العمايري في صباح يحمل الكثير من المفاجآت العجيبة 
كان علاء في مكتبه يقوم بإنهاء أعماله الخاصة وبينما هو منشغل ويثبت كامل تركيزه على عمله انتشله رنين الهاتف فكان سيتجاهله لولا أنه لمح اسم المتصل والذي كان والده ليتأفف بنفاذ صبر ويمسك بالهاتف وهو يجيب عليه مقتضبا بعدما توقع سبب اتصاله 
_ الو يابابا
_ أيوة ياعلاء عامل إيه 
تمتم علاء في هدوء مخټنق 
_ كويس يابابا .. إيه إنت امتى جاي !
اتاه صوت ابيه الذي كان طبيعيا في بدايته ومع نصف الكلام تغيرت نبرته تماما 
_ يومين كمان إن شاء الله .. روحت سلمت على جدتك ولا لا !
كما توقع تماما سبب الاتصال وهاهو يتحدث عن الجدة وابنة العم الساقطة ليجيبه بثبات انفعالي 
_ لا مروحتش
جاءه صوت أبيه الحازم وهو يلقي عليه اوامره 
_ روح سلم عليها وجهز نفسك عشان لما آجي إنت عارف هيحصل إيه
صاح بأبيه مندفعا في عصبية 
_ وأنا قولتلك يابابا مش موافق .. عايز تدبسي ليه أنا مالي
هتف طاهر في ڠضب عارم 
_ امال عايزنا نتفضح هتتجوزها ياعلاء
هيمن عليه الصمت لثواني قليلة حتى لمعت عيناه بوميض مخيف وهو يقول بوعيد ونبرة لا تحمل في طياتها المزح أبدا 
_ طيب طالما إنت مصمم معنديش مشكلة بس محدش ليه دعوة بقى باللي هعمله فيها تمام
لم يجيب عليه أبيه وفضل عدم الحديث الآن وحين يعود سيتصرف كما ينبغي مع الجميع وأولهم أمه وابنة أخيه التي تدللت زيادة عن اللازم ولم يكن هناك حارس على أفعاله فأقحمت نفسها واقحمتهم جميعهم في نازلة كبيرة 
كان يجلس إسلام على المقعد وعيناه معلقة عليها وهي تتحرك هنا وهناك وتلقى الأوامر والتعليمات على الجميع حتى لا يتكاسل أحد منهم عن العمل لدقيقة وكانت شفتيه تنفرج لتظهر عن ابتسامة إعجاب .. فقد

تمكنت من ترك بصمتها منذ أول مقابلة لهم في النادي بعدما سكبت القهوة على قميصه .. انتبه لنفسه بعد لحظات طويلة ولما يفعله فهز رأسه نافرا تلك الأفكار اللعېنة التي يفكر بها وهو يستغفر ربه .. بعدما عاتبه ضميره بشدة لأنه ينظر لها بهذه النظرات بعدما أمنه أخيها عليها فاشاح بوجهه عنه وهو بزفر بخنق ولكن صك سمعه صوتها وهي تنادي عليه 
_ بشمهندس إسلام تعالى لو سمحت لحظة
نظر لها وتنهد بيأس ثم هب واقفا وقاد خطواته خلفها معتكزا على
 

تم نسخ الرابط