بقلم ندى محمود
المحتويات
بالتفصيل وكان هو بكامل انتباهه معها ولما تقوله ولكن انحرفت عيناه عن غير قصد واستقرت على حجابها المزحزح من الأمام فأظهر عن منطقة صدرها البيضاء العلوية ونظرا لأن الرداء الذي ترتديه لديه فتحة صدر واسعة قليلا فعندما انحت كشف عن داخلها !! استغرق الأمر ثلاث ثواني بالضبط حتى مد يده وسحب حجابها لأسفل جيدا ليخفي لحمها وهتف بغلظة صوته الرجولي
اعتدلت بسرعة وانتصبت واقفة ثم عدلت من حجابها وقالت في انفعال بسيط
_ وإنت تبص ليه أصلا !!!
ازاح نظره عنها وقال بوقاحة مبتسما
_ فرجة ببلاش .. متفرجش ليه !!
صرت على أسنانها بغيظ ولملمت الملفات فورا قائلة بقرف وهي تتجه نحو الباب
وقبل أن تقبض على مقبض الباب وتفتحه تذكرت شيء فتوقفت والتفتت بجسدها ناحيته ثم اقتربت مجددا وجلست على المقعد المقابل له مغمغمة بمضض واختناق
_ عايزة اطلب منك طلب
اتسعت ابتسامته وأجابها بوقاحة وخبث أشد
_ إيه متفرجش تاني !!!
قالت بنظرة منذرة وهي تضبط ڠضبها
_ احترم نفسك ياحسن
تخلي عن وقاحته واخفي ابتسامته ليجيبها بجدية وخشونة
_ رفيف كلمتني وبتقولي إنها نفسها تاجي تشتغل هنا وطلبت مني احاول اقنعك وأخليك تقنع زين وكرم هي بتقولي إنكم رافضين فكرة الشغل بس أظن معندكمش حجة طالما هتشتغل معانا وقدام عينا وأنا هدربها وهعرفها كل حاجة
أصدر تنهيدة حارة وصمت لبرهة من الوقت ثم تشدق بصوت أجش
_ طيب هشوف
استقامت وارسلت له ابتسامة وهي تهمس
نظر لها بجمود ووجه خالي من التعابير فاستدارت هي وانصرفت وبعد أن اغلقت الباب وقفت خلفه تبتسم بسعادة داخلية حين استعادت توجيهاته الحازمة لها حول ردائها وقوي الأمل بداخلها أنها قد تكون أوشكت على تحقيق هدفها ! .
في تمام الساعة الثانية ظهرا ......
كانت بمنزل والدها وتجلس بجانبه على الفراش وبين ذراعيه في صمت حتى همست بعتاب
أجابها بصوت هادئ
_ ما إنتي عارفاني ياحبيبة بابا مبحبش أقعد في المستشفيات وأنا الحمدلله كويس دلوقتي وأمك ربنا يخليها لينا مش بتخليني اتحرك من مكاني من وقت ما جينا من المستشفى
ابتسمت له بحب وامسكت بيده تقبلها هاتفة
_ ربنا يخليكم لينا
سألها بابتسامة عذبة لتختفي ابتسامتها تدريجيا ويحل محلها العبوس ولكن سرعان ما رسمتها باحترافية وقالت بتصنع السعادة
_ الحمدلله يابابا كويسين وزي الفل .. وهو
كويس اتصل بيا من شوية وقالي إنه جاي في الطريق
أماء لها بالإيجاب ثم دخلت أمها وهتفت ضاحكة بمداعبة
_ مش هتكبري على الحركات دي يابت
همت بأن تجيب عليها ضاحكة ولكن رنين الباب أوقفها وأشارت لأمها التي همت بالذهاب لتفتح بأنها هي التي ستذهب وتفتح وقالت
_ خليكي أنا هروح افتح ده تلاقيه زين
قادت خطواتها الطبيعية نحو الباب وفتحته وكما توقعت كان هو فابتسمت له برقة وافسحت له الطريق للعبور ليهمس هو بتساءل قبل أن ينزع حذائه بجانب الباب
_ في حد عندكم
فهمت مقصده حول هل يوجد نساء من اقاربهم أو معارفهم أتو لزيارة والدها وتمني الشفاء له أم لا فهزت رأسها بالنفي وتمتمت بصوتها الناعم
_ لا مفيش حد غير ماما
بدأ في نزع حذائه عنه وهو يغمغم بخفوت
_ طيب قوليلها إني جيت
خرجت أمها من الغرفة وهي ترحب به ترحبيا حارا ومدت يده تصافحه ففعل وهي يرد عليها ترحبيها به باحترام شديد ثم اصطحبته معها إلى غرفة زوجها وجلس معه بعدما عانقه وتمنى له الشفاء العاجل أما ملاذ فذهبت للمطبخ وبدأت في تحضير كوب شاي له فقد عرفت خلال الأيام القليلة منذ زواجهم أنه يفضل الشاي كثيرا وأكثر من أي شيء آخر وبعد دقائق قصيرة عادت لهم وهي تحمل الكوب على صينية صغيرة ثم وضعته أمامه على منضدة صغيرة الحجم وجلست على مقربة منه تتابع حديثة مع والدها الذي استمر لربع ساعة بالضبط ثم استأذن منهم بالرحيل ليوقفه أبيها هاتفا
_ خليك اتغدى معانا يابني !
أجابه بامتنان ونبرة مهذبة
_ ربنا يخليك ياعمي مرة تاني إن شاء الله .. معايا شغل في الشركة لسا مخلصتهوش والله
_ ماشي يابني مش هعطلك عن شغلك ربنا يعينك ويقويك
ودعه ثم انصرف ووقف بجانب الباب يرتدي حذائه لتلحق هي به وتقف خلفه تنتظره حتى ينتهي ويلتفت لها لتهمس بنبرتها الأنوثية الخاڤتة
_ هتاجي تاخدني إمتى
أجابها بجفاء بسيط وإيجاز دون أن يكون في وجهه أي شيء من البشاشة أو جزء من انحراف شفتيه للجانب كابتسامة لطيفة
_ على الساعة 8 إن شاء الله
ثم فتح الباب ورحل فأغلقته خلفه ببطء وهي تأخذ نفسا عميقا بأسى وشجن فهو لن يجعلها تحصل على المسامحة منه بسهولة وكأنها لم تخطأ في شيء يستحق الخصام والعقاپ !! ....
مر أسبوعا كاملا وطرأت معه بعض التغيرات الطفيفة
متابعة القراءة