رواية كاملة بقلم دهب عطية

موقع أيام نيوز

 


داخلها......
كانت ريم تجلس بجانبها تهدأها تارة... وتشرد تارة آخره فالأيام القادمة على كلتاهما لا تبشر بالخير
وخصوصا بعد بئر الماضي الذي فتح سريعا
ېهدد باخذه ضحېة اخره قبل إغلاقه.......
اما بسنت مزالت كما هي تجلس صامته ثابتة ناظرة
الى الفراغ أيضا بشرود والخۏف يشتبك معها بإصرار ملازم لتظل كما هي تفكر في أسوء الأشياء الذي ممكن ان تحدث لها في هذا النجع.....

دلف جابر في هذا الوقت وهو يتنحنح بخشونة بعد ان فتحت له الباب الخادمة مريم......
رفعت حياة عينيها عليه كادت ان تفقد ماتبقى من عقلها وتركض عليه... ولكن توقفت بثبات تنتظر القادم منه وماذا يريد وجدت انظاره مثبته على بسنت وهو يقول بإحترام....
لمؤاخذة ياست حياة ....اصلي جيت عشان اخد الانسه بسنت عشان اروحها بنفسي لبيتها في
قاهره .......
نهضت بسنت تحت انظارهم وهي تتحدث بصوت
مرتبك خوف .....
تروحني ....ازاي وراجل اللي ممكن يموتني ده و
قاطعها جابر قائلا بخشونه.....
لا.. متقلقيش سالم بيه بعتني ليك عشان يوصلك
رساله ولأمانه ديه .....
مد جابر يداه لها ببعض الأموال وهو يقول لها بتوضيح ....
ده مية الف جنيه بعتهم ليك سالم بيه...
تعويضا عن اللي حصلك قبل ماتيجي ليه.....وهو كمان بيوصلك انك لو عايزه تفضلي في نجع العرب والامان اللي طلبتيه منه هيقدمه ليك ولو عايزه ترجعي من مكان ماجيتي اعرفي انك بقيتي في امان لان اللي كان مكلف رجالته پموتك هو دلوقتي تحت أيده..... 
صمتت بسنت وهي تفكر في حديثه وتختلس النظر
الى هذه الحقيبة الصغيرة الموضوع بها الأموال
الذي كانت ثمن حياة خوخة وعائلتها... ولكن ماذا
تفعل الآن ....لم تتمكن من الجلوس في هذا النجع الذي لا يمس صلة لحياة الأحياء الشعبية التي كانت تقطن بها في القاهرة .....سترحل من هنا سالم شاهين ليس مضطرا للكذب عليها اكيد هذا الوليد تحت يداه الآن ومنذ الصباح وهي تسمع حديثهم ان وليد تحت يد سالم وسيقتله عاجلا ام آجلا.....
اخذت حقيبة الأموال من جابر وهي تنظر له
قائلة بحرج.....
خلاص انا جايه معاك........ 
استني يابسنت انا كمان جايه معاك استنو ثوني
هلبس ونزله..... هتفت حياة بتلك الجملة بثبات
اتسعت عينا ريم وجابر أيضا .....ام بسنت فاومات لها بدون
أكتراث......
سألها جابر بإحترام....
لمؤاخذه ياست حياة لكن حضرتك راحه فين مع لانسه بسنت..... 
رفعت حياة عينيها إليه وهي تهتف بكذب....
قبل مانت تدخل كان سالم لسه قافل معايا وقال ان بيرن عليك تلفونك غير متاح..... كان عايز يقولك انك توصل بسنت لمحطة القطر.... وتوصلني انا مكان ماهو قعد عشان في اورق مهمه لازم اوصلها ليه. 
رفع جابر هاتفه وهو ينظر إليه ليرد عليها بتوجس
ازاي بس التلفون في شبكه وكمان مافيش أتصال
من سالم بيه..... انا هتصل بيه وتاكد من آلكلام ده... 
رفعت حياة عينيها الى ريم لتنقذها وتساعدتها في هذه الكذبة حتى تتمكن من الوصل لسالم....
خطت ريم إتجاه جابر لتاخذ منه الهاتف وقالت له
بضيق زائف.....
تتاكد من إيه.... انت بتكذب مرات سالم شاهين
ياجابر... هي هتكدب عليك ليه يعني نفذ الاوامر
واسمع كلام ستك ياحياة.... 
قال جابر بعتراض....
بس يست ريم لازم اتصل بالكبير اتاكد منه.... 
اخذت ريم الهاتف واخفته بين يداها وقالت بجدية
مش وقت الكلام ده لازم توصل بسنت لمحطة القطر قبل ما القطر يروح عليها وتوصل حياة
الواحد والعشرون
تجلس في سيارة وتكاد ټموت ړعبا عليه لم تفكر
في مدى تسرعها في الخروج من المنزل بدون آذن
منه..لكنها لم تبالي بعواقب ما سيحدث خلف
ما تفعله...ولم تبالي بقسوته وعصبيته القادمة عليها
تعلم ان الأمر لن يمر مرور الكرام لكن لا يهم يجب ان تحاول الان منع تلك الچريمة من ان تحدث فهي مستحيل ان تخسره اوتسمح له بهدم حياتهم بسبب إنتقام شيطانه...
هو أحنا لسه ادمنا كتير ياجابر.... هتفت بعبارتها وهي تطلع على ساعة يدها بتوتر......
نظر لها جابر عبر المرآة ورد عليها بتهذيب...
ربع ساعه ياست حياة ونوصل ان شاء ألله... 
اتجهت بعينيها لنافذة السيارة بجوارها وهي تشرد بذهنها في مكان اخر.....
سالم..... 
انت بتحبني قد إيه...... 
أبتسم بمكر وهو يقول بفظاظة..
يعني شويه صغيرين.....مش كتير... 
كادت ان تتركه بحنق 
خلاص ياوحش متزعلش... بس انت اللي سؤالك غريب اوي..... 
غريب ازاي يعني.... مش لازم اعرف انت بتحبني قد إيه......
تنهد وهو يقول بصدق حاني....
عايزه
الحقيقه انا مش بحب جملة بتحبني قد ايه دي 
طب ليه...... 
انتي عارفه اني مش بعرف اوصف اللي جوايا من ناحيتك بظبط...بس انا بحبك لدرجه متتوصفش...
ابتسمت قائلة بحب
فهمت وانا كمان بحبك لدرجة اني مش بحس بطعم

أليوم الا لمآ بشوفك جمبي ومعايا..بحبك اوي ياسالم.. ...
كم ان شخصيته هادئه ثابته في بعد الأوقات وفي بعد الأوقات مشاكس ممازح ووقح.... هو متقلب المزاج دوما...وهي تعشق تقلب شخصيته سوى سلبية او إجابية فهو استحوذ على قلبها وامتلكها واهلكها بعذاب حبه وڼار شخصيته الفريدة من نوعها عليها ....
وصلنا ياست حياة..... فاقت على صوت جابر وهو يقف السيارة في مكانا شبه مقطوع رمل الصحراء مزال متعلق في الأرض اسفلها ولكن المكان لا
يوحي بالحياة قط...
كان المكان عبارة عن مبنى كبير ذات باب حديدي
قديم يعتريه الصدى من أثار مرور السنوات عليه
بعض
 

 

تم نسخ الرابط